Site icon IMLebanon

المعركة بين عون وفرنجيه هذه نتائجها … إذا حصلت

لم تكن النبرة العالية التي خرج بها زعيم “المردة” والمرشح الرئاسي النائب سليمان فرنجيه من هيئة الحوار الوطني المنعقدة أمس في عين التينة، إلا الصدى الطبيعي لحصيلة مشاوراته الرئاسية التي وضعته في موقع المرشح الاقوى. كل ما ينقص الزعيم الزغرتاوي الآن 3 عوامل، إذا تضافرت، تعبد الطريق أمامه إلى بعبدا: ظروف إقليمية ضاغطة لإجراء انتخابات، قبول العماد ميشال عون النزول الى المجلس وخوض المعركة الانتخابية، والاهم ثبات الكتل النيابية الكبرى على تحالفاتها.

يخطئ من يعتقد أن هذه العوامل الثلاثة قابلة للتحقق، ولا سيما في مرحلة تمرير الوقت الفاصلة بين اتضاح مخاض جنيف 3 وتبلور المسار السعودي – الايراني من جهة والموقف السعودي الداخلي الغامض من الملف اللبناني من جهة أخرى. لكن هذا لا يمنع كلا من الجنرال او من زعيم “المردة” أن يعد العدة للانتقال إلى بعبدا، وأن يحتسب الاصوات التي ستصنع منه رئيساً.

هذا ما فعله أمس فرنجيه، الذي حرص على إعلان نتائج معركته مع الجنرال من على باب التينة وبعد جلسة حوارية مخصصة أساساً للاستحقاق الرئاسي، تناولت كل الامور إلا الرئاسة!

لفرنجيه أسبابه في ما أعلن. فقد حرص على توجيه رسالة واضحة إلى من يعنيهم الامر: مستمر في ترشحه من موقع قوي يعطيه الافضلية على الخطة “أ” بدلا من أن يكون ورقة الاحتياط لفريقه السياسي ضمن الخطة “ب” التي يرفض أساسا العماد عون الاعتراف بالحاجة إليها، ما دام مرشحا. اما الرسالة الثانية فتعمد إلى تعزيز الرسالة الاولى بالارقام و”البوانتاج”: فرنجيه رئيسا بـ70 صوتا مقابل 40 لعون. والواقع أن فرنجيه تواضع في تقديراته، إذ تعطيه التحالفات الداعمة له أكثر من ذلك.

فهو يجمع الآن أصوات كل من كتلة “المستقبل” (35 نائبا) و”التنمية والتحرير” (13 نائبا) و”اللقاء الديموقراطي”( 11 نائبا) إضافة إلى كتلتي البعث والحزب القومي (4) فضلا عن بعض المستقلين الذين جاهروا بتأييدهم له، مثل النائب بطرس حرب. ومعلوم أن خريطة القوى الحالية تعطي فرنجيه أكثر من 70 صوتا إذا صدقت التحالفات، لتصل إلى 75 إذا انضمت كتلة الكتائب.

ولكن هل يمكن الركون إلى الحسابات المشار اليها؟ وهل تصمد في وجه الرياح الرئاسية عندما تهب على لبنان؟ وهل بات مؤكدا انها ستحمل فرنجيه الى قصر بعبدا؟

ثمة ثوابت لا تزال تحكم المشهد الرئاسي، ليس في الافق ما يشي بإمكان تغيرها لمصلحة أي من المرشحين الحاليين:

– الرئاسة غير مرشحة لأن تخضع لمعركة تحتسب فيها الاصوات كما بات معلوما، بل هي رهن التفاهمات الاقليمية والدولية التي تحمل اسم الرئيس المختار ضمن صفقة او تسوية متكاملة لا تتوقف بنودها على اسم الرئيس وحده، بل تشمل من سيتولى إلى جانب هذا الرئيس رئاسة الحكومة.

– لا رئاسة في المدى المنظور قبل التفاهم الايراني- السعودي على المرشح الرئاسي، علما أن النائب وليد جنبلاط ذهب أمس أبعد في كشف المستور عندما غرد قائلا إن كلمة السر تبقى من المرشد”.

– إن عملية توزع الادوار والاصوات التي يقوم بها “حزب الله” مع الرئيس بري، حيث يقف الاول مع عون والثاني مع فرنجيه في تمايز غير مقنع، معطوفة على استمرار الصمت المطبق من جانب الحزب، تؤكد قرار الحزب عدم اختيار رئيس للجمهورية ورئيس لحكومة العهد بعد.

– إن محادثات البطريرك بشارة الراعي في الفاتيكان تكشفت عن طروحات من خارج نادي الاقطاب الاربعة، حيث بدأ البحث في البدائل.

وفي الانتظار، يترك للقوى ترف التسلّي بعدّ الاصوات!