IMLebanon

المعركة بين بري والتغيير والاصلاح، بسبب فارق الاصوات بين عون والحريري

تصف الاوساط المواكبة للايقاع السياسي ان المرحلة الراهنة هي زمن التحولات

الكبرى محلياً واقليمياً ودولياً فمن كان يتوقع وصول الجنرال ميشال عون الى رئاسة الجمهورية ومن كان يتصور ان يصل المرشح الجمهوري دونالد ترامب الى البيت الابيض ولعل اللافت بمكان وفق المراقبين ان المقاييس في صناعة الرؤساء انقلبت، ففي الوقت الذي كانت فيه لواشنطن الكلمة الاولى والاخيرة في صناعة الرئيس اللبناني، الا  ان انتخاب عون جاء خارج المعادلة المعروفة كونه صنع في لبنان وهي سابقة لم تحصل منذ الاستقلال دون ان تتعرض العاصمة الاميركية على الرغم من ان موقف سفيرتها في عوكر اليزابيت ريتشارد كان متوجساً حيال وصول الجنرال الى بيت الشعب، وربما تدخل لبنان لاول مرة بفاعلية في الانتخابات الاميركية كما يحلو للبعض قوله خالطاً المزاح بالجد من خلال قيادة الدكتور وليد فارس لفريق ترامب الانتخابي، وايصاله الى البيت الابيض.

وتضيف الاوساط ان المعركة الانتخابية في الولايات المتحدة  الاميركية كانت على الطريقة اللبنانية في الابتذال والوصول الى حدود البذاءة في تبادل ا لتهم والشتائم بين ترامب وهيلاري كلينتون الا ان وصول الجمهوريين او الديموقراطيين الى رئاسة اميركا التي هي اشبه ما تكون بـ«روما العظيمة» لن يغيّر شيئاً على صعيد لبنان من خلال دعم واشنطن للمؤسسة العسكرية كونها شريكاً فاعلاً في محاربة الارهاب. اما التغيير في السياسة الخارجية الاميركية فيحتمل ان يبرز على صعيد المجريات الميدانية في المنطقة كون ترامب حمل كلينتون في معظم حملاته الانتخابية مسؤولية تخريب المنطقة من ليبيا الى  سوريا وان «داعش» من صناعتها بامتياز وفق كلام كلينتون نفسها.

وتشير الاوساط الى انه بالعودة الى الساحة المحلية فان المعركة بالسلاح الابيض التي خيضت في البرلمان اللبناني واوصلت عون الى «بيت الشعب» لا تزال مستمرة في لعبة تأليف الحكومة ويبرز ذلك في التجاذبات بين «التيارالوطني الحر» وعين التينة على خلفية وزارة المال في الظاهر اما في الباطن فان البرتقاليين لم يهضموا حتى الآن ما حصل في دورتي  الاقتراع داخل المجلس كما لا يخفون انزعاجهم من الفارق في الاصوات بين عون ورئيس الحكومة سعد الحريري، فقد فاز الجنرال بـ 83 صوتاً بينما الاستشارات النيابية الملزمة نال فيها الاخير 111 صوتاً اي بفارق 29 صوتاً وان الامر كان رسالة من رئيس مجلس النواب نبيه بري الى «التيار» في لعبة الاوزان والاحجام بهدف عدم تغييب اي مكون سياسي عن المشاركة في الحكومة العتيدة وخصوصاً «تيار المردة» و«الكتائب اللبنانية» على خلفية ان لرئيس مجلس النواب فضلاً في وصول عون الى الكرسي الاولى كون ورقة تطيير النصاب كانت في جيبه الكبيرة وفق ما قاله في جنيف.

وتقول الاوساط ان التجاذب بين عين التينة و«التيار الحر» ارتفع سقفه اثر البيان الذي تلاه الوزير سليم جريصاتي بعد اجتماع تكتل «التغيير والاصلاح» معلناً فيه رفض الكتلة «ارساء اعراف خاطئة» اشارة الى وزارة المالية التي يرى فيها بري انها التوقيع السياسي الوحيد للشيعة مضيفاً الى عدم السماح لاحد «باللعب في حدائقنا الخلفية والامامية في مكوننا» لجهة ان التفاهم بين «التيار الوطني الحر» و«القوات اللبنانية» معطى اساسي، وقد ردت مصادر عين التينة على ذلك بالقول «ما تم الاتفاق عليه بين الثنائي المسيحي لا يعنينا ولا يعني الرئيس المكلف وهو يعني اصحابه ان لجهة التفاهم على الحقائب واقتسامها مع الاخذ بعين الاعتبار ان هناك مكونات مسيحية اخرى». فهل تستمر المنازلة بالسلاح  الابيض بين عين التينة والتيار البرتقالي ام انها مناوشات لرفع السقف في لعبة اقتسام الكعكة الوزارية، وهل تبصر الحكومة العتيدة النور  قبل عين الاستقلال وفق الترجيحات، ام ان لعبة خلط الاوراق قد تؤخر ولادتها؟ معظم المراقبين يتوقعون سرعة تأليفها كون العهد العوني كان نتاج توافق الجميع.