غداً موعد الانتخابات الطالبية في جامعة القديس يوسف التي تعتبر من أكبر الجامعات المسيحية في لبنان والشرق، معركة تتبارز فيها «القوات»، «الكتائب» و«المستقبل» كتفاً إلى كتف في وجه «حزب الله»، «حركة أمل» و»التيار الوطني الحر»، وبعض المستقلّين، لانتخاب مجالسهم الطالبية، وفق قانون النسبي مع الصوت التفضيلي. إستحقاق ينتظره الطلاب بفارغ الصبر نظراً إلى الخصوصية التي تتمتع بها الـUSJ من تنوّع حزبي ومذهبي. لذا، في الظاهر هي منافسة طالبية أما في الباطن فهي معركة أحجام وتثبيت هوية وتكريس وجود. فهل يمضي الاستحقاق «من دون ضربة كف؟».
تتفاوت ضراوة المعارك في مجمعات «اليسوعية» الخمسة (هوفلان، المنصورية، الطبيّة، زحلة وصيدا)، بحسب عدد الكليات فيها وعدد الطلاب. وتُجرى الانتخابات في كل كلية على حدة لانتخاب مجلس الطلاب، الذي يترأسه الطالب الحاصل على العدد الأكبر من الأصوات التفضيلية من اللائحة الفائزة. ولكن تحظى كليات الهندسة، إدارة الاعمال، الصيدلة، بالاهتمام الاكبر نظراً إلى انّ عدد المرشحين فيها أكبر.
«القوات»
تحتلّ انتخابات «اليسوعية» حيّزاً كبيراً في حسابات «القواتيّين» نظراً إلى أنها الجامعة التي تخرّج منها الرئيس الشهيد الشيخ بشير الجميّل. فيقول مسؤول جامعة اليسوعية في دائرة الجامعات الفرنكوفونية في مصلحة الطلاب في «القوات» منير طنجر: «من هذه الجامعة إنطلقت حركات المقاومة الشبابية وثورة الارز، لذا نجد في الانتخابات مرآة المجتمع الشبابي التي تعكس تطلعاته وأهدافه لا سيما انّ سن الاقتراع في لبنان هو 21 سنة».
ويوضح طنجر لـ«الجمهورية»: «انّ عدد المقاعد المتنافس عليها يختلف من كلية إلى أخرى وفق حجمها «منها 9 مقاعد، أو 11، أو 13 أو 15 مندوباً، ويبلغ مجموع المتنافسين نحو 230 إلى 240»، لافتاً إلى «عزيمتهم كقوات ومستقبل وكتائب لتحقيق أعلى النتائج هذه السنة نتيجة الثقة التي نَمت بينهم وبين الطلاب، «كتير عالية معنوياتنا، بدنا نِكسَحُن»…».
ولدى سؤاله إذا كانت مقاطعة الاشتراكيين ستؤثر في المعركة؟ يجيب: «الإشتراكيون لطالما كانوا حلفاء دائمين لنا في اليسوعية، عملنا معاً واعتدنا على التنسيق فيما بيننا، ولكن نحترم خيارهم».
«حزب الله»
يخوض «حزب الله» وحركة «أمل» و«التيار الوطني الحر» المعركة في «اليسوعية» في خندق واحد، حيث تجرى الانتخابات وفق الدمج بين الإلكتروني والورقي. فيوضح مندوب التعبئة في «حزب الله» في «اليسوعية» عمار مهنا أنه «يتمّ التصويت من داخل حرم الجامعة من كلّ مجمّع، حيث يدخل الطالب ويُشهِرُ بطاقَته الجامعية، من ثُمّ يسلّم هاتِفهُ وبطاقته ويأخذ رقماً عشوائياً يسمح له بالدخول الى جهاز الحاسوب حيث برنامج التصويت، يختار من بعدها اللائحة التي يُفَضّلُها والمرشّح المُفَضَّل لديه. تنتهي هذه العملية بطباعة ورقةٍ يظهر فيها إسم اللائحة التي اختارها والشخص المفضّل، ويضعها في ظرف ويُسقطها في الصندوق».
ويولي عمّار أهمية بالغة للمعركة في اليسوعية قائلاً: «الانتخابات الطالبية حقّ لكلّ طالب فهي تُعزز لديه الاحساس بالانتماء الى الجامعة والوطن، وهدفنا من الفوز أن نكون سَند الطالب وكلمته عند إدارة الجامعة».
أمّا عن تحالفاتهم، فيقول: «نخوض الانتخابات كما كُلِّ عام داخِلَ إطار تحالفنا المُعتاد، فوحدة الحال مع الإخوة في حركة أمل حاضرة دائماً، كما أنّ تحالفنا مع «التيّار الوطني الحرّ» هو تحالفٌ واضح المعالم والتصوّرات».
«المستقبل»
إختار مرشحو «المستقبل» للانتخابات عنواناً عريضاً «serve to lead»، مع تخصيصهم لكل كلية عنواناً وشعارات تنسجم وخصوصيتها. يعتبر مسؤول ملف الجامعات الفرنكوفونية في تيار المستقبل كمال شكري «انّ هدف الانتخابات الاساسي الفوز بالمجلس الطالبي، وفي الوقت عينه تكتسب طابع التحدي نظراً إلى الأبعاد السياسية التي تأخذها». مشيراً، في حديث لـ«الجمهورية»، إلى انّ «أهمية الاستحقاق تكمن في أنّ الطالب يبدأ بالتمرّس على ممارسة حقه في الاقتراع إلى حين يبلغ من العمر 21 سنة».
أمّا بالنسبة إلى أبرز المشاريع التي يرغبون في إعدادها، فيقول شكري: «بعض المشاريع التقليدية منها welcome party ،Diner de gala، تزيين الجامعة في الاعياد والمناسبات، القيام بمشاريع إنسانية… بالإضافة إلى مشاريع لوجستية في الجامعة نظراً إلى احتياجها لبعض التحسينات، منها الكراسي.
«التيار الوطني الحر»
تحظى كليّتا الهندسة وإدارة الاعمال بالاهتمام الأكبر من شباب «التيار الوطني الحر»، حيث تدور المعركة في كل واحدة منها على 15 مقعداً. في هذا السياق، يوضح مسؤول الجامعات الخاصة في قطاع الشباب في التيار الوطني الحر مارك خوري: «لكلّ كلية خصوصيتها وشعاراتها، ولكن اخترنا لمعركتنا عنوان Make USJ Strong، نطمح من خلاله الى إعادة القوة لهذا الصرح التربوي من خلال القيمة المضافة التي تزيدها الهيئات الطالبية المنتخبة على الجامعة».
ويضيف في حديث لـ«الجمهورية»: «يصعب حصر برنامج عملنا في نقاط محددة نظراً إلى انّ لكل كلية إحتياجاتها ولكل فئة من الطلاب مطالبها. لذا، نحرص على تلبية معظمها. من هذا المنطلق إخترنا شعارنا، والقوة لا تتكرس إلّا بالمشاريع وتنظيم السنة الدراسية». ويأسف خوري لمقاطعة الاشتراكيين الانتخابات الطالبية، قائلاً: «لا شك انّ حزب التقدمي الاشتراكي هو حزب أساسي في العملية الانتخابية، وكنّا نفضّل لَو أنه شارَك».
«أمل»
من جهته، يعتبر المسؤول التنظيمي لشعبة «اليسوعية» في حركة أمل أحمد رمضان «انّ الانتخابات فرصة لتعزيز مفهوم الديموقراطية بين الطلاب وتحضّهم على احترام حرية الرأي ومبدأ تَقبّل النتائج بروح إيجابية». ويوضح في حديث لـ«الجمهورية»، ركائز خَوضهم المعركة، قائلاً: «نخوض الانتخابات بناء على قوتنا في الجامعة وقدرتنا على استقطاب طلاب من مختلف التوجّهات ضمن حركة نَهجها نهج الامام الصدر وخَطّها خط الرئيس نبيه بري. لذا، هدفنا من المعركة تحقيق مطالب الطلاب والسعي لتخفيض الأقساط».
تسعى «أمل» لخوض المعركة في مختلف كليات «اليسوعية»، فيقول رمضان: «لدينا مرشحون في معظم الكليات، ولكن تأخذ الانتخابات طابعاً خاصاً في هوفلان حيث لدينا مجموعة من المرشحين اضافة الى نائب رئيس، ومرشحين على مقعد الرئاسة»، مشيراً إلى رغبتهم «في مشاركة الحزب التقدمي الاشتراكي في المعركة كما في سائر الجامعات».
«الكتائب»
«المعركة سيادية». بكلمتين يختصرها رئيس دائرة الجامعات الخاصة في مصلحة الطلاب في «الكتائب» ميشال خوري، موضِحاً في حديث لـ«الجمهورية»: «تتمّ الانتخابات من منظور أكاديمي صرف، ولكن كل حزب أو تيار يجدها فرصة سانحة ليدرك حجم تواجده الفعلي على الارض». ويضيف: «التحالفات سيادية نسعى من خلالها للمحافظة على هوية الجامعة التي تشهد تغييراً مُمنهجاً لمعالمها. لذا، حرصنا على المشاركة بهذه المعركة بأكبر عدد ممكن من المرشحين، خصوصاً في الكليات الكبيرة المؤثّرة في رسم الصورة الحقيقية للجامعة».