Site icon IMLebanon

المستور في معركة فرنجية – أزعور!

 

لم يعد النقاش محصوراً في طبيعة السيناريو الذي سيتحكّم بمجريات جلسة انتخاب رئيس الجمهورية، بل تعدّاه إلى البحث في مآلات اليوم التالي الذي يبدو أنّه سيكون أشدّ صعوبة وتعقيداً مما سبقه.

اما جلسة اليوم التي لن تفضي إلى الانتخاب، فتتعدّد وظائفها كالآتي:
– استخدام النكايات والمكايدات والشيفرات والشفرات في عملية تصفية الحسابات وتحديد الأحجام.

– اختبار قدرة جبران باسيل على ضبط تكتله والحؤول دون تسرّب بعض النواب منه، كما يتوقّع كثيرون.
– رصد سلوك بعض النواب التغييريين والمستقلّين الذين وضعهم سمير جعجع تحت الضغط وأمام الامتحان.
– معرفة من يمكن أن يساعد في تعطيل النصاب في الدورة الثانية من خارج محور المقاومة والممانعة.
– كشف المستور في ترشيح أزعور.

واللافت، انّ كواليس القوى المؤيّدة لأزعور تضج بالمآخذ عليه وبالنفور منه، بل انّ بعض المنتمين إلى تلك القوى يعترفون بأنّهم لا «يطيقونه» وفق تسريبات الغرف المغلقة، وإن كانوا سيصوّتون له احتراماً للقرار الحزبي، ما يعزز الاقتناع بأنّ ترشيحه ليس جدّياً في الأساس وإنما يرمي فقط إلى إسقاط ترشيح فرنجية تمهيداً لفتح الباب أمام التفاوض على مرشح آخر.
ويكاد يوجد إجماع بين النواب على أنّ مصير جلسة اليوم معروف ومحتوم بمعزل عن تفاصيلها وجزئياتها، ومن الواضح انّ احداً لا يتوهم بإمكان انتخاب الرئيس خلالها، الّا انّ التحدّي الأكبر يتعلق بتلك المقبلة، وبما إذا كانت ستلتئم قريباً أم سيجري ترحيلها إلى أجل غير مسمّى، والأهم من كل ذلك معرفة مصير المرشحين في المرحلة المقبلة.

خصوم فرنجية يفترضون انّهم إذا تمكنوا من توسيع فارق الاصوات بينه وبين أزعور في الدورة الأولى، فإنّ ذلك سيكون كافياً لتقويض ترشيحه وإضعافه، حتى لو أصرّ مع «الثنائي» على الاستمرار في السباق، فيما يعتبر معارضو خيار أزعور، انّ ورقته ستحترق اليوم، وبالتالي لن يستطيع الصمود طويلاً في المعركة، خصوصاً انّ المتقاطعين عليه ليسوا مقتنعين به اصلاً ويتصرّفون معه على أساس انّه أداة ضغط على فرنجية اكثر منه مرشح حقيقي إلى الرئاسة.

وتعتبر شخصية مسيحية على معرفة وثيقة بالزعماء الموارنة الحاليين، انّ من سوء حظ رئيس تيار «المردة» سليمان فرنجية، انّ منافسَيه المارونيين الأساسيين هما من الشمال، اي جبران باسيل في البترون وسمير جعجع في بشري، مستنتجة بأنّ فرنجية يدفع ثمن الجغرافيا السياسية.

وتلفت إلى انّه مهما اتخذ الاستحقاق الرئاسي المعلّق من أبعاد اقليمية ودولية، ومهما تشعبت حساباته ودلالاته السياسية، فإنّه لا يصح التقليل من شأن ارتباطه بالمنطقة الممتدة من المدفون إلى زغزتا، حيث تتجمّع الزعامات والطموحات المارونية في مساحة ضيّقة لا تتحمّل هذا الوزن الزائد.

وتشير الشخصية المسيحية، الى انّه وعلى رغم النزاعات المتراكمة والمتوارثة بين أقطاب الموارنة، الّا انّهم تلاقوا او تقاطعوا اضطراراً لمنع وصول منافسهم الزغرتاوي إلى رئاسة الجمهورية، فاتفقوا عليه بدل ان يتفقوا معه، بينما كان حظ سليمان فرنجية الجد أفضل، إذ إنّ منافسيه الموارنة على النفوذ والزعامة لم يكونوا من الشمال بل من جبل لبنان، ما سهّل على بيار الجميل وكميل شمعون وريمون اده آنذاك التقاطع في ما بينهم على دعم انتخابه، بعدما اعتبر كلٌ منهم انّ تأييده له كفيل بمنع الآخر من الوصول إلى قصر بعبدا.

وتضيف: «ليت الظروف تسمح بحصول اتفاق بين سمير جعجع وسليمان فرنجية وببناء الثقة بينهما، لأنّه لو حصل ذلك، لكانت قد تغيّرت قواعد اللعبة، مسيحياً ووطنياً».