«وِلعانة»، كلمة تختصر الأجواء التنافسية التي تعمّ الطلّاب في الجامعات الخاصة عموماً وفي الجامعة الأميركية في بيروت (AUB) وسيّدة اللويزة (NDU) تحديداً، اللتين تستعدّان لإجراء الانتخابات الطالبية، في اليوم نفسه، غداً. حزبيّون، علمانيّون، مستقلّون، منفردون… الكلّ متحمّس لخوض المعركة بعدما افتَتحت «اللبنانية الأميركية» موسمَ الانتخابات بفوز تحالفِ «القوات اللبنانية» وتيار «المستقبل»، على «8 آذار»، ما يُضاعف حدّة المعركتين.
على وقعِ إعلان منظمة شباب التقدمي الانسحاب من الانتخابات الطالبية كافة، علماً أنّها كانت قد شاركت في انتخابات «اللبنانية الاميركية» الجمعة المنصرم أي قبل العشاء الذي ضمَّ رئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس الحكومة سعد الحريري ورئيس الحزب التقدمي الاشتراكي النائب وليد جنبلاط، يتواصل هدير المعارك الانتخابية الطالبية.
وعن خلفيات الانسحاب يوضح الأمين العام لمنظمة الشباب التقدّمي سلام عبد الصمد لـ«الجمهورية»: «الانسحاب نقاش قديم حسَمناه أمس، فقد تبيّن لنا في الواقع أنّ المعارك الطالبية تدور في الجامعات بعيداً من العناوين المطلبية الطالبية».
وعن ربطِ البعض بين انسحاب الاشتراكيين ورغبتِهم في عدم مواجهة شباب «المستقبل»، على اعتبار ما قبل عشاء كليمنصو ليس كما بعده، يجيب عبد الصمد: «هذه تحليلات سياسية، فقد انسحبنا حتى في جامعة رفيق الحريري حيث كنّا متحالفين مع تيار «المستقبل»، لذا المواجهة أو التحالف ليسا معياراً».
التحالفات في الميزان
حتّى اللحظة الاخيرة كانت التحالفات في «الاميركية»، «حزب الله» و«أمل» و «الاشتراكي» و«المرَدة»… في وجه «المستقبل» و«التيار الوطني الحر» و«القوات»، فانسحبَ الاشتراكي وعلت موجة التحليلات لدى الحلفاء قبل الأخصام، «أبداً لم نكن في أجواء إمكانية انسحابهم».
تنطلق المعركتان غداً، فلكلّ جامعة خصوصيتُها ولنتائجها أبعاد يتمّ البناء عليها سنوياً. «اللويزة» عرين الشباب المسيحي غالباً ما يتنافس فيها «العوني» و«القوّتجي»، فيما «الاميركية» بما تَحويه من جنسيات، طوائف ومذاهب، تأخذ بُعداً أكبر وأوسع، هي أقرب إلى لبنان «ع صغير» وتدور فيها المعركة على «تثبيت الوجود».
في «الاميركية» تختلف التحالفات عن السَنة الماضية، إذ بدّلَ «الوطني الحر» مسارَه عن تحالف «8 آذار» الذي فازَ بالانتخابات، وانضمّ إلى «المستقبل» و«القوات»، في وجه «حزب الله» و«أمل» و«المردة»، وحزب المشاريع و«القومي السوري»، وفي وجه التيار العلماني. وفي «اللويزة» تتنافس 3 لوائح: «القوات» التي فازت بالانتخابات الماضية، «الوطني الحر» معهم «الأحرار»، والكتائب.
«القوات»
مع اقتراب العدّ العكسي للمعركة الانتخابية، تسترجع معظم الاحزاب في «الاميركية» نتيجة الانتخابات الطالبية الماضية، مردّدةً في الكواليس: «لازِم نعمِل أحسن»، على اعتبار «السنة الماضية لم يحصل أيّ فريق على الأغلبية بمفرده»، على حدّ تعبير جان مارك عواد رئيس خلية القوات في «الاميركية».
ويوضح لـ«الجمهورية»: «هذه السَنة المعركة متقاربة وحظوظ الفوز مرتفعة لدينا، نخوض المعركة متحالفين مع «المستقبل» و«الوطني الحر» في وجه «أمل» و«حزب الله» و«القومي السوري» ولائحة للمستقلين». أمّا بالنسبة إلى مشاريعهم الانتخابية، فيجيب: «طبعاً لكل ّكلّية خصوصيتها، وأهمّها إيقاف زيادة الاقساط، دعم الطلّاب المتفوّقين رياضياً، زيادة المساحة المخصّصة للدرس في الجامعة».
معركة «اللويزة» في حسابات القوّاتيين مهمة، لا يتعاملون معها «كانها بالجيبة». في هذا الإطار يقول ستيفن كيروز رئيس خليّة «القوات» في «اللويزة»: «نتنافس مع الكتائب و«الوطني الحر» المدعومة من «أمل» و«حزب الله». أمّا بالنسبة إلى آلية الاقتراع، فيقول: «ستتمّ وفق القانون النسبي مع الاعتماد على الصوت التفضيلي وآلية الـOne man One vote في الكليّات الصغيرة».
«المستقبل»
تحت عنوان «Leaders of tomorrow» يخوض تيار «المستقبل» المعركة الطالبية في «الاميركية» في وجه «حزب الله» و«أمل» معتمداً على ملامسته لاحتياجات الطلاب للفوز. في هذا السياق، يبدي منسّق عام قطاع الشباب في تيار «المستقبل» محمد سعد تمسّكه بهذا الاستحقاق لاعتباره «محطة أساسية لتمثيل فئة الشباب داخل الاحزاب ولتطوير العمل الشبابي الاجتماعي، بالاضافة إلى خدمة الطالب أولاً».
ويوضح لـ«الجمهورية»: «نحن متحالفون مع «القوات» و«الوطني الحر»، معركتُنا على 19 مقعداً والتي تتكوّن منها الحكومة الطالبية و81 مقعداً لمجالس الكلّيات، ندرك تماماً أنّ لكلّ كلّية خصوصيةً، لذا حاوَلنا قدر المستطاع وضعَ أوسعِ برنامج إنتخابي نُركّز فيه على المنحى المادي، التربوي، الثقافي، اللوجستي لطلّاب».
«حزب الله»
يُركّز «حزب الله» جهوده على المعركة الطالبية في «الاميركية»، فيما يغيب أيّ ممثلين له مباشرين في «اللويزة». في هذا الإطار يقول محمد فرحات مسؤول النادي الثقافي الجنوبي: «الانتخابات الطالبية بالنسبة لنا تدور في ساحتين، الاولى ساحة تنافُس للتصدّي للشؤون الطالبيّة، والانتخابات هنا تدور بين برامج ومشاريع انتخابيّة قلّما تختلف في الحملات الانتخابيّة، لكن الاختلاف يَبرز بعد الانتخابات أي من خلال عمل الفائزين».
ويتابع موضحاً: «أمّا الساحة الثانية فهي ساحة سياسية يريد من خلالها أغلبُ الجسم الطالبي التعبيرَ عن هويّة سياسيّة وثقافيّة وفكريّة معيّنة. ونحن بطبيعة الحال نعمل على المستويين، ويهمّنا كنادٍ تقديمُ نموذج الطالب الجامعي المقاوم، على كلّ الأصعدة، والأكثر فعاليّة وعملاً لمصلحة الجسم الطلّابي أجمع».
أمّا عن تحالف «حزب الله» هذه السنة، فيجيب: «التحالفات هذة السنة غير مألوفة، فنحن متمسّكون بالحملة الطالبية students for change، الى جانبLebanese mission club, lebanese heritage club civic welfare league، والفارق الاساس هو انتقال freedom club الى التحالف الآخر، الأمر الذي مرّ على مضضٍ بسبب ما يَجمعنا كنادٍ وإياهم من مشتركات عدّة».
«الوطني الحر»
يخوض طلّاب «التيار الوطني الحر» معركتهم في صفّ واحد مع «المستقبل» و«القوات» في «الاميركية»، إذ يَعتبر أندرو طرابلسي مسؤول ملف «الأميركية» في قطاع الشباب في «التيار» في الجامعة، «أنّ الانتخابات هي مساحة للتنافس الديموقراطي تسمح بتطبيق مشاريع تخدم الطلّاب وحاجاتهم»، موضحاً لـ«الجمهورية» «أنّ المعركة في «الاميركية» تدور حول انتخاب مجالس الكليات (SRC) والتي ستجري وفق القانون الاكثري، وحول انتخاب الحكومة الطالبية (USFC) والتي ستجري وفق القانون النسبي».
وفي ما خصّ برنامجهم الانتخابي، يقول طرابلسي: «ضبطُ مسألةِ الأقساط، بالإضافة إلى أنّ لكلّ كلّية خصوصية، لذا سنعمل على تحسين المسائل اللوجستية «التعبانة» على سبيل المثال تحديثُ المختبرات، تجديد الاستوديو، تحسين وتوسيع مسألة الاستعانة بالمكتبة لتُلبّي حاجات الطلاب. تسهيل عملية التسجيل، أحياناً عددُ المواد يعجز عن استيعاب الكمّ الهائل من الطلّاب».
لم ينسحب الاصطفاف نفسُه في «اللويزة»، إذا يتواجه «الوطني الحر» مع «القوات»، في هذا السياق يؤكّد جاد غانم مندوب «التيار» في «اللويزة»، «أنّ الانتخابات أكاديمية في الاساس، والاحزاب تدعم الاندية الاجتماعية».
«أمل»
تولي «أمل» أهمية بالغة للمعركة في «الاميركية»، فيقول الدكتور علي ياسين مسؤول الجامعات الخاصة في «أمل»: «الانتخابات فرصة لتعزيز مفهوم الديموقراطية بين طلّاب الجامعة، أمل لبنان في بناء المستقبل». ويضيف لـ«الجمهورية»: «يعطي القانون النسبي كلّ فريق حقّه بالتمثيل الصحيح، لذلك نخوض الانتخابات كما سابقاتها بناءً على قوّتنا في الجامعة ونجاح نهجِنا في استقطاب طلّاب من مختلف التوجّهات».
«الأحرار»
«الأحرار» حاضرون في «الاميركية» و«اللويزة»… يقول رئيس منظمة الطلاب في حزب «الوطنيين الاحرار» سيمون درغام لـ«الجمهورية»: «العام الماضي خُضنا الانتخابات كتجربة اولى بعد غياب طويل للحزب عنها وبعد إنشاء Club جديد يمثّلنا داخل الجامعات».
ويضيف: «هذا العام نخوض الانتخابات استكمالاً للخبرة التي تمّ اكتسابها، في «اللويزة» نخوضها مع «الوطني الحر» ترشيحاً واقتراعاً، وذلك انطلاقاً من إيماننا بأنّ الشاب داخل الجامعة لا يجب ان تحدَّه القيود الحزبية، لذا لن نسمحَ للمشاكل التي تعانيها أحزابُنا أن تؤثّر في عملنا داخل حرمِ الجامعات».
أمّا عن هدفهم من خوض غمارِ المعركة، فيقول درغام: «نهدف الى تأمينِ مستقبل واعِد للطلاب، بالإضافة إلى تفعيل حضورهم داخل حرمهم الجامعي». وعمّا إذا سيخوضون المعركة في «الاميركية»، فيقول: «بالنسبة إلى الـAUB لدينا ماكينة انتخابية موحّدة ومشتركة مع «التيار الوطني الحر».
«الكتائب»
من جهته، يَعتبر رئيس مصلحة الطلاب في حزب الكتائب أنطوني لبكي، الانتخابات الطالبية سواء في «الاميركية» أو اللويزة»، «مساحةً ديموقراطية تمنَحها الجامعة لطلابها»، موضحاً لـ«الجمهورية»: «يقتصر دور الهيئة الطالبية على الدور الأكاديمي وتطوير حياة الطلاب داخل الجامعة، من دون أيّ بُعدٍ سياسي، خصوصاً أنّ الإدارات داخل الجامعات منَعت أيّ نشاط سياسي».
وعن المعركة الانتخابية في «اللويزة»، يقول: «نتمثّل من خلال discovery club وبعض المستقلين»، والتحالف نفسُه في فروع «اللويزة كافة». ويضيف: «مصلحة الطلّاب فوق أيّ اعتبار، لذا نطمح إلى تحسين أوضاعهم، وبرنامجُنا يعتمد على كلّ ما يمسّ يومياتهم من تأمين مواقف إلى تحسين المكتبات».
«الإشتراكي»… ينسحب
في اللحظة الاخيرة، قرّرت منظمة الشباب التقدّمي الانسحاب، وأبرزُ ما جاء في بيانها: «أمام استحقاقِ الانتخابات الطالبيّة في الجامعات الخاصة، التي بدأت هذا العام في «اللبنانية الأميركية»، وستليها في «الأميركية» و«اللويزة»، ولمّا كان واضحاً أنّ الانتخابات هذه خِيضَت في الأعوام القليلة الماضية كما هذا العام على قاعدة حسابات الربحِ والخسارة، وعدِّ الأصوات، من دون أيّ رؤية سياسية أو حتى طالبيّة مطلبية، ننسحب من خوض الانتخابات الطالبية هذا العام في كلّ الجامعات بعدما تحوّلت إلى مسارٍ غيرِ المسار المرجوّ منها».