تؤكد مصادر ديبلوماسية، أن هناك قلقاً من خطر الإرهاب وانتشار عملياته مع بدء العملية العسكرية على الرقة، وأن ليس هناك بلداً إلا ويتهدده الإرهاب، لا سيما وأن «داعش» مُحرج في المعركة وسيخسر الأرض وسيقوم بالانتقام في أي مكان يتمكن فيه من ذلك.
ومع تعزيز القدرات الدولية لمواجهة هذا التنظيم وانضمام حلف «الناتو» إلى التحالف الأميركي – العربي – الإسلامي لمكافحة الإرهاب، فإن المصادر تفيد بأن أكثر ما يستطيع «الناتو» تقديمه في إطار انضمامه إلى التحالف المذكور، هو الطائرات التي تضرب الإرهابيين، فضلاً عن تدريب المجموعات التي ستتسلّم أي منطقة يتم تحرير «داعش» منها، لا سيما من الشرطة أو القوى الأمنية المحلية، كذلك في تمويل العمليات ضد الإرهاب. لكن أهمية وجود «الناتو» في هذا التحالف هو البعد السياسي وتضافر الجهود السياسية الدولية في هذا العمل.
في العراق، كان «الناتو» يقوم بتدريب القوى الأمنية وتقديم المعدّات لها. لكن الجيوش التي سيشملها ما تقرر في قمة الرياض، أي الـ٤٣ ألف جندي، ستكون غالبيتها من الدول العربية والإسلامية، والغرض الأساسي أنه في حال تحررت أي منطقة من «داعش» تكون القوى مدربة ومهيأة لاستلامها.
ووفقاً للمصادر، فإن الأزمة السورية غير منفصلة عن مسألة الإرهاب. إذ أنه بعد معركة الرقة، ستظهر آفاق الحل في سوريا. وليس مفترضاً، بحسب المصادر، أن تستغرق عملية إنهاء «داعش» أكثر من السنة المقبلة ٢٠١٨. لكن بقية المواضيع في الملف السوري غير واضحة في مستقبلها نظراً إلى العوامل المتداخلة في هذا الملف.
السؤال يبقى حول طريقة تنفيذ القرارات المتصلة بمحاربة الإرهاب. لبنان عضو في التحالف الدولي لمكافحة الإرهاب. وتقديماته في إطار ذلك، تكمن في المشاركة في الرسالة المضادة للإرهاب، وإنتاج الأفلام المضادة له. لكن لبنان يتعامل في تحديد الإرهاب، كما هو محدد في الأمم المتحدة، أي «داعش» و«النصرة» و«كتائب عبدالله عزام». وأينما انضم لبنان، يبقى ذلك تحت شروط الأمم المتحدة في تحديداتها. وبالتالي، يستطيع لبنان دائماً الوقوف في موقف واضح لا يُحرجه مع أي جهة. فقط ما قد يواجهه لبنان هو مسألة العقوبات المالية الأميركية على «حزب الله»، والتصنيف. إنما الأمم المتحدة في مسألة الإرهاب غير معترفة بالتصنيف الأميركي في ما يتصل بـ «حزب الله».
صحيح أن المخرج اللبناني للبيان حول الإرهاب لم يُفرح العرب جداً، إلا أنهم لم ينزعجوا كثيراً. ولكن بغضّ النظر عن كل شيء، فلبنان قد تمسّك بخطاب القسم، وبالبيان الوزاري للحكومة.
في الوقت نفسه ليس لدى لبنان القدرة على المشاركة بجنود من أجل مكافحة الإرهاب. ولا مرة أرسل لبنان جيوشاً في سياق مهمات مشتركة. فهو يستطيع التعاون في مجال تبادل المعلومات والمطلوبين. كذلك إذا كان القصد بالإرهاب غير واضح بعد، فلا يمكنه المشاركة. إذ حتى الآن ليس هناك من تعريف دولي وعربي واضح للإرهاب. كما أن لبنان لا يستطيع أن يتخذ موقفاً واضحاً
مناهضاً لإيران. والأفضل له أن يحارب الإرهاب حيث يستطيع ذلك، إن في الداخل أو على الحدود، وذلك أفضل من أن يكون أداؤه تحت إمرة ما. ولا تعتقد المصادر أن لبنان يستطيع الالتزام بقيادة ما تعطيه الأوامر انما سيجد مخرجاً في إطار أنه يعمل في ذات الخط، أي مكافحة الإرهاب. الجيش اللبناني منخرط في عملية مكافحة الإرهاب ويتلقى مساعدات من جيوش أخرى لهذه الغاية، وهو يؤدي قسطه في مجال مكافحة الإرهاب، في الداخل وعلى الحدود. وفي هذا الإطار يشارك في جزء مهم من الحملة الدولية لمكافحة الإرهاب.
وتفيد المصادر بأنه لم يحصل بعد تعريف للإرهاب من جانب الأمم المتحدة. فما حصل هو توصيف للعمل الإرهابي، أي من هو الإرهابي وما هو العمل الإرهابي. كما أن هناك لائحة من الأمم المتحدة حول الارهابيين تتضمن «داعش» وكل الدول متفقة على ذلك ولبنان لا يلتزم بما هو غير صادر عن الأمم المتحدة. و«القاعدة» أيضاً واردة في لائحة الأمم المتحدة للإرهاب. على أن لبنان غير ملتزم بما توصفه بعض الدول الغربية مثلاً، حول الإرهاب، والمنظمات الارهابية، لا سيما في ظل غياب توصيف دولي واضح للإرهاب.
أما في شأن «حزب الله»، فلا يوجد توصيف مشترك له في هذا الشأن. ولبنان ملتزم بالبيان الوزاري في هذا المجال.