Site icon IMLebanon

معركة صيدا – جزين: تصفية حسابات قديمة جديدة

 

على الرغم من ان بعض المصادر القريبة من طرفي حركة «امل» والتيار الوطني الحر لا تستبعد حصول لوائح تحالفية في آخر لحظة في بعض الدوائر، مثل دائرة بعبدا والمتن، الا ان كل المطلعين على اجواء المعركة الانتخابية في دائرة صيدا ـ جزين والمعطيات المحيطة بعملية التحضير لها وعمل الماكينات الانتخابية هناك تستبعد حصول تحالف في هذه الدائرة بين الحركة والتيار الوطني الحر لاعتبارات عديدة حيث يتوقف مصدر معني بهذه الدائرة عند ابرزها وهي:

ـ اولاً: ان الرئيس بري ليس بوارد التخلي عن دعم المرشح ابراهيم عازار عن الموقع الماروني في جزين، في حين ان لا مؤشرات وحتى من المستبعد ان يلجأ التيار الوطني الحر الى سحب احد مرشحيه الثلاثة عن مقاعد قضاء جزين، مع العلم ان معركة عام 2009 شهدت سخونة عالية بين لائحة التيار في هذا القضاء والمرشح عازار الذي دعمه الرئيس بري.

ـ ثانياً: في ظل الاتجاه لحصول تحالف انتخابي بين التيار الوطني الحر والمستقبل، فالاخير ليس بوارد سحب احد مرشحيه السنيان عن قضاء صيدا، احمد الحريري وفؤاد السنيورة، بينما تؤكد مصادر الثنائي الشيعي انهما لن يتخليا عن دعم النائب السابق اسامة سعد، وبالتالي من الصعوبة جداً الاتفاق على لائحة ائتلافية في هذه الدائرة.

لذلك، كيف تبدو اتجاهات المعركة في دائرة صيدا ـ جزين، وما هي الترجيحات؟

وفق المصادر المعنية هناك، فحتى الآن الامور تتجه على الاقل نحو لائحتين اساسيتين، الاولى سيشكلها المستقبل مع التيار الوطني الحر، ويرجح ان تضم كل من النائب فؤاد السنيورة (مطلوب سعودياً رغم التباينات بينه وبين رئىس تيار المستقبل سعد الحريري) والسيد احمد الحريري، وعن جزين 3 مرشحين، اللائحة المقابلة من المرجح لها ان تضم النائب السابق اسامة سعد عن احد مقعدي صيدا السنيين، وسمير عازار ومرشح آخر وترجح المصادر اضافة مرشح ثالث في جزين، خصوصاً ان هناك العديد من المرشحين المحتملين الذين لهم حضور شعبي هناك.

ولذلك تؤكد المصادر ان معركة صيدا ـ جزين ستكون من اكثر المعارك سخونة نظراً للتنافس الحاد بين ما يزيد عن ثلاث لوائح، بعد ترشيح القوات اللبنانية عجاج حداد، ولذلك لا يستبعد ان تشكل لائحة، الا اذا سحب التيار الوطني الحر احد مرشحيه الموارنة، اما التحالف مع عازار وسعد فهو مرهون بقبول التيار الوطني سحب مرشحه الكاثوليكي والمستقبل احد مرشحيه من السنة، وهو لا يبدو انه ممكن.

وعلى هذا الاساس، يبدو من المؤكد ان المعركة في هذه الدائرة ستشهد الكثير من خلط الاوراق فخلال انتخابات عام 2009 النائب السابق سمير عازار والد ابراهيم عازار على ما يزيد عن عشرة الاف صوت بينهم حصل مرشحي التيار الوطني عن المقعدين المارونيين زياد اسود وميشال الحلو بين 15 الف و13 الف صوت، وفي حين حصل اسامة سعد على ما يزيد عن 13 الف صوت في مقابل حصول كل من فؤاد السنيورة وبهية الحريري بين 23 و25 الف صوت، بينما حصل مرشح القوات على ما يزيد عن ستة الاف صوت في قضاء جزين.

الا ان المصادر تلاحظ ان طبيعة المعركة الانتخابية هذه المرة تختلف كثيراً عن طبيعة معركة العام 2009، من حيث الحضور الشعبي لكل الاطراف ومن حيث الحضور السياسي، الا انها تبدو حازمة ان حزب الله وحركة «امل» سيدعمان لائحة واحدة، وهي لائحة سعد ـ عازار، بل ان حزب الله لن يتخلى عن رئىس التنظيم الشعبي الناصري تحت اي ظرف من الظروف، مهما اختلفت طبيعة اللوائح الانتخابية، وتلاحظ المصادر ان المعركة ستكون شبه متوازنة بين اللائحة المدعومة من التيار الوطني الحر والمستقبل من جهة والثنائي الشيعي من جهة ثانية، خصوصاً ان الصوت الشيعي في هذه الدائرة مرجح جداً، فهناك 12 الف ناخب في قضاء جزين وستة الاف ناخب في قضاء صيدا، واذا ما اضفنا الى هذا العدد الناخبين المؤيدين لكل من سعد وعازار وربما مرشحين آخرين، يعني ان هناك شبه تعادل متوقع في الاصوات ما سيؤدي حكماً الى فوز مرشح سني وماروني من اللائحة المدعومة من الثنائي الشيعي على اقل تقدير، كما ان اللائحة الثالثة التي قد تدعمها «القوات» ليس مستبعداً ان تتمكن من جمع الحاصل الانتخابي لتتمثل بأحد المقاعد، وبالتالي فلائحة التيار الوطني الحر والمستقبل يرجح لها ان تفوز بمقعدين واحد سني وآخر من جزين، دون استبعاد حصول لائحة من بعض الشخصيات في صيدا ـ جزين.

وفي معطيات المصادر ان تضمين قانون الانتخابات للائحة المقفلة، اضافة الى الصوت التفضيلي عن القضاء وليس عن الدائرة بكاملها، سيكون لهما تأثير مباشر على طبيعة النتائج، ان من حيث الحاصل الانتخابي لكل لائحة وان من حيث الاصوات التفضيلية التي سيحصل عليها كل مرشح فعلى سبيل المثال سيذهب الصوت الشيعي بنسبته الكبيرة لصالح لائحة سعد ـ عازار، لان ناخبو «امل» وحزب الله سيعطون هذه اللائحة بالكامل، ولا يمكن ان يصار الى انتقاء مرشحين من اكثر من لائحة، بينما ليس واضحاً طبيعة التحالف بين المستقبل والجماعة الاسلامية وكذلك بين المستقبل والدكتور عبد الرحمن البزري حيث لكل منهما حيثيته في المدينة.