Site icon IMLebanon

معركة صيدا بدأت بـ«موتور» وانتهت بـ«ابو عريضة»!

 

لا تزال صيدا تحت الصدمة بعدما تحول تنافس حادّ على زبائن مولدات الكهرباء إلى «انتفاضة» من الشغب والفوضى ليل الإثنين، تنقلت بين أحيائها وحصدت قتيلين وعدداً من الجرحى أحدهم في حال الخطر، إضافة أضرار في الممتلكات العامة والخاصة.

بعد ظهر أمس، شيعت صيدا القديمة إبراهيم الجنزوري وسراج الأسود اللذين صودف وجودهما في مقهى كان يجلس فيه صاحب مولّد من آل الصديق وعدد من موظفيه، عندما دخل أشخاص يعملون لدى صاحب مولد من آل شحادة وأطلقوا النار عشوائياً على خلفية تنافس حاد بين الصديق وشحادة على تشغيل المولدات. وفيما فر المشتبه به الرئيسي بإطلاق النار (أ. شحادة شقيق صاحب المولد) وآخرون كانوا برفقته، ومع شيوع نبأ مقتل الشابين اللذين لا علاقة لهما بالأمر وانتشار شائعة موت محمد شقيق ابراهيم الجنزوري بسبب حالته الخطرة، تداعى عدد من أقاربهم وزملائهم باتجاه مقهيين ومولدات يملكها شحادة وعمدوا إلى إحراقها.

انتماء القتيلين الصيداويين إلى سرايا المقاومة التابعة لحزب الله وقرب شحادة (فلسطيني يشاع أنه أعلن تشيعه) من التنظيم الشعبي الناصري، شكّلا فرصة استثنائية للبعض لاستغلال الحادثة. مصادر أمنية رصدت ظهور محمد الغرمتي الملقب بـ«أبو عريضة»، أحد أشهر العملاء خلال الإحتلال الإسرائيلي، ونجله مصطفى، في سيارة رباعية الدفع ذات زجاج داكن بين الشبان الغاضبين وتحريضهما على تحطيم ممتلكات شحادة والهجوم على منزل رئيس التنظيم أسامة سعد. علماً بأن «أبو عريضة» نفسه كان قبل ساعات في مقدمة تظاهرة مؤيدي أحمد الأسير التي نظمت في ساحة النجمة.

كان سهلاً قيادة الغاضبين نحو أي فعل يحمل تداعيات خطيرة على المدى البعيد. مع ذلك، لوحظ تأخر وحدات الجيش والقوى الأمنية في إرسال تعزيزات والإنتشار لضبط الوضع الميداني وتفريق المعتدين. بعد منتصف الليل، أتمت القوى الأمنية انتشارها، لكن كانت الواقعة كانت قد وقعت. فيما سجل حضور كثيف لقيادات من حزب الله والسرايا والتنظيم لتدارك الوضع.

استباح المعتدون شوارع المدينة. بعد ليل من المداهمات والمطاردات، وأعلنت استخبارات الجيش صباح أمس توقيف المشتبه به الرئيسي بإطلاق النار (أ. شحادة) وستة من المعتدين. صاحب المولد ص. شحادة كان لا يزال متوارياً حتى ليل أمس. المصدر رجح أن يقوم كل من شحادة والصديق بتسليم نفسيهما للتحقيق معهما ومحاكمتهما على خلفية التسبب بالإشكال. علماً بأن المشتبه بهم أنفسه، تورطوا سابقاً في أكثر من إشكال تخلله إطلاق نار وتخريب ممتلكات ووقوع جرحى، للأسباب ذاتها. وقد أوقف بعضهم على خلفية الإشكالات السابقة، «وأطلقوا بضغوط من مرجعيات صيداوية تدخلت لدى القوى الأمنية والقضاء» بحسب مصدر أمني.

المرجعيات الصيداوية تنادت لإعلان حال الطوارئ بعدما انعكست الأحداث سلباً على الحركة الاقتصادية في المدينة أمس. محافظ الجنوب منصور ضو ترأس اجتماعاً طارئاً لمجلس الأمن الفرعي في سراي صيدا. رئيس البلدية محمد السعودي قال لـ«الأخبار» إن نواب المدينة والبلدية والقادة الأمنيين توافقوا على أن تتولى البلدية إدارة عمل أصحاب المولدات الذين يصلون الى 40، وقوننة عملهم ومنحهم تراخيص للعمل مدتها بين ثلاثة وستة أشهر قابلة للتجديد أو الإلغاء بحسب سلوك صاحب المولد. النائبان بهية الحريري وفؤاد السنيورة ورئيس التنظيم الشعبي الناصري أسامة سعد استنكروا الحادث ودعوا إلى محاسبة المعتدين ورفع الغطاء عنهم.