تعيش مدينة زحلة فراغاً سياسياً حاداً وتكاد تدور حول نفسها بسبب إرتفاع منسوب الشكوك بإجراء الانتخابات النيابية في أيار المقبل وهذه الشكوك تزيد من غموض طبيعة التحالفات التي يربط جميع المرشحين نشاطه بتظهير صورتها.
تقتصر النشاطات على إجراء الإستطلاعات التي تقوم بها شركات مكلفة من مرشحين، والتي دائما تظهر نتائجها لمصلحة المرشح الذي كلفها بالإستطلاع. ومن جهة اخرى تقوم الأحزاب والتيارات في المدينة بإحصاءات داخلية تستطلع فيها محازبيها وأنصارها حول رأيها بمرشحين مفترضين.
ونستطيع القول أن التيارات المسيحية في المدينة لم تتخذ قرارا بعد بترشيح هذا أو ذاك. والكلام عن مرشح هنا أوهناك يندرج في سياق الترويج المسبق للراغبين بالترشح.
لكن تؤكد مصادر سياسية أن المعركة الإنتخابية المقبلة ستكون حادة جدا وقد تخرج نتائجها قوى سياسية من الجغرافية السياسية البقاعية وفي طليعتهم حزب الكتائب الذي يعاني من تراجع بحضوره السياسي نتيجة إنقسامات والتنافس بين مسؤوليه في المنطقة، والدليل على ضعفه وتراجعه مد يد الحزب إلى الوزير أشرف ريفي من أجل التحالف معه. ويجري نائب حزب الكتائب في المنطقة إتصالات مع شخصيات شيعية لتكون من ضمن هذا التحالف لكنه لم يوفق حتى الآن أما مصير القوات اللبنانية في المنطقة مرهون بنتائج المعركة الإنتخابية المقبلة والمواجهة الحادة التي سيشهدها البقاعيون بين التيار الوطني الحر ميشال ضاهر والثنائي الشيعي من جهة والقوات اللبنانية التي تسعى لقيام تحالف بينها وبين جماعات إسلامية سنية من خارج تيار المستقبل من جهة أخرى من هنا يأتي تركيز زيارات وزراء القوات اللبنانية على منطقة البقاع الأوسط ولا سيما القرى السنية، فيما تشير أوساط تيار المستقبل إلى إمكانية نشوء تحالف بين التيار وميريام سكاف، حيث تفيد معلومات التيار بأن مرشحه في البقاع الأوسط سيبقى النائب عاصم عراجي.
أما في ما يخص الثنائي الشيعي ترددت معلومات بأن يكون المقعد الشيعي في زحلة من حصة الرئيس نبيه بري إذا إنضم تيار المستقبل إلى تحالف التيار الوطني الحر والثنائي الشيعي في المنطقة، لكن أوساط شيعية عليمة نفت هذه المعلومات جملة وتفصيلا وأكدت أن المرشح الشيعي في قضاء زحلة لن يكون حزبيا لكن سيجمع عليه كل من حزب الله وحركة أمل.
من جهة أخرى أكدت مصادر زحلاوية أن زيارة البطريرك مار بشارة بطرس الراعي إلى مدينة زحلة ليس لها أي طابع سياسي بل طابع رعوي على الرغم من تشديد البطريرك بكل تصريحاته على حل ملف النازحين السوريين من خلال عودتهم الآمنة إلى ديارهم. وقد رافق هذه الزيارة العديد من الإنتقادات المارونية أولا والمسيحية ثانيا لكثرة الزيارات التي قام بها والتي لم يعتاد الموارنة على هكذا زيارات التي لم يقم بها أي من البطاركة السابقين.