رغم ان الصورة العامة لطبيعة التحالفات في دائرة زحلة باتت في معظمها واضحة للجهات المعنية بالانتخابات هناك، الا ان هناك صعوبات في الوصول الى ائتلافات واسعة تجمع ما بين الاطراف المسيحية في هذه الدائرة او معظمها على الاقل، وهو الامر الذي تؤكده مصادر سياسية من ابناء المنطقة، التي تتحدث عن اربع لوائح في الحد الادنى، وبالتالي، حصول معارك «كسر عضم» بين القوى والاحزاب المسيحية.
لذلك، كيف تبدو صورة التحالفات المرجحة في زحلة، وما هي الاحتمالات حول مسار المعركة الانتخابية؟
وفق الواقع الشعبي والسياسي القائم هناك، فالتنوع السياسي والطائفي يميز هذه الدائرة، حيث توجد معظم الاحزاب المسيحية اضافة الى الكتلة الشعبية التي ترأسها ميريام سكاف. كما هناك وجود لعدد من الشخصيات مثل آل فتوش، اما في المقلب الآخر، فهناك حضور وازن لتيار المستقبل بين السنة، فيما الثنائي الشيعي له الحضور الاكبر بين الشيعة.
اما من حيث تعدد الناخبين، فهو يزيد عن 195 الف ناخب يقترع منهم بين 110.000 و115.000 صوت، وبالتالي فالحاصل الانتخابي بين 14 الف و17 الف صوت، في حين ان نسبة الناخبين تبلغ 118 الف مسيحي، الجزء الأكبر من الروم الكاثوليك والموارنة، فيما المسلمون يصل عددهم الى حوالى 77 الف مقترع، بينهم حوالى 49 الف سني و27 الف شيعي، وبالتالي فالصوت السني أولاً ثم الشيعي ثانياً، سيشكل «بيضة القبان» في ترجيح حصول هذه اللائحة او تلك على نسبة اعلى من المقاعد مما قد تناله اللوائح الاخرى.
وحتى الآن لا تزال الاتصالات بين قوى عديدة تدور حول امكانية التحالف، وان كان التباين الاكبر يحصل حول عدد المرشحين الذي يريده هذا الفريق او ذلك الحزب، فحتى الآن تشير المصادر الى وجود اتصالات بين الثنائي الشيعي والتيار الوطني الحر والنائب نقولا فتوش لتشكيل لائحة توافقية، حيث يرغب «التيار» بأن يكون له بين مرشحين وثلاثة مرشحين، بينهم اسعد نكد والنائب السابق سليم عون، بينما الاتصالات بين المستقبل و«القوات اللبنانية» لم تصل الى توافق على توزيع المرشحين والاسماء التي قد تدخل اللائحة، خصوصاً ان «القوات» تريد ان يكون لها ما لا يقل عن ثلاثة مرشحين، في وقت لم تتوضح ترشيحات المستقبل عن هذه الدائرة باستثناء النائب الحالي عاصم عراجي، كما تتحدث المصادر عن وجود اتصالات بين المستقبل والكتلة الشعبية لتشكيل لائحة توافقية بينهما، وتشير الى ان رئيسة الكتلة الشعبية ميريام سكاف تجري اتصالات مع عدد من الشخصيات الزحلية، للدخول الى اللائحة التي تنوي تشكيلها كما تتحدث المصادر ان اتصالات بين «القوات» وحزب الكتائب لتشكيل لائحة بينهما، لكن حتى الآن لم تسفر هذه الاتصالات عن بداية اتفاق بينهما.
وفي ضوء هذه الصورة عن طبيعة التحالفات المحتملة، كيف تبدو الترجيحات بما يتعلق بالنتائج المرتقبة في السادس من ايار؟
وفي معطيات المصادر انه بغض النظر عما ستؤول اليه الاتصالات حول التحالفات الانتخابية، فالمرجح حتى الآن حصول كل من لائحة الثنائي الشيعي، النائب نقولا فتوش على حاصل انتخابي يخولها الفوز بمقعدين، وفي حال دخول التيار الوطني الحر الى هذه اللائحة يتوقع ان يرتفع الحاصل الانتخابي الى الفوز بثلاثة مقاعد، اما «القوات» اللبنانية، فهي تستطيع وحدها ان تؤمن الحاصل الانتخابي الذي يمكّنها من الفوز بأحد المقاعد، لكن اذا دخلت تحالفات انتخابية مع قوى اخرى مثل المستقبل، فالمرجح ان يبلغ الحاصل الانتخابي بين مقعدين وثلاثة مقاعد، لكن تحالف «القوات» مع حزب الكتائب سيؤمن فوز «القوات» بمقعد وحيد، مع احتمال تأمينها لحاصل انتخابي يخولها الفوز بمقعد آخر، كما ان السيدة ميريام سكاف تستطيع عبر تشكيل الكتلة الشعبية لائحة وحدها تأمين الحاصل الانتخابي لفوز السيدة سكاف، اما اذا دخلت في تحالفات مع قوى سياسية مثل المستقبل او شخصيات لها حضور شعبي في الدائرة، فعندئذ قد تتمكن اللائحة مع المستقبل من تجميع حاصل انتخابي يؤدي الى مفاجأة بحصول اللائحة على ثلاثة مقاعد واحد للمستقبل مع سكاف، بينما اسم المرشح الثالث مرهون بالصوت التفضيلي.
وعليه، تؤكد المصادر ان المعركة تبقى شبه محصورة في الصراع على احد المقعدين الكاثوليكيين والمقعد الماروني مع امكانية دخول مقعد مسيحي ثالث في المعركة بحسب التحالفات، وبالتالي ليس في مقدور اي تحالف انتخابي الفوز بأكثرية المقاعد السبعة المخصصة لدائرة زحلة، بعكس ما حصل في انتخابات العام 2009، حيث سيحاول كل طرف اللجوء الى كل ما يملك من اوراق، حتى ان المصادر لا تستبعد ان يؤدي المال السياسي دوراً مهماً في هذه المعركة.