المعركة الآن هي لمواجهة الارهاب.
وفي رأي مختلف المراجع، ان الارهاب، هو قضية لبنان الأساسية.
وعند استتباب الأمن، وانحسار الارهاب، يتمدّد دور الدولة، ويضحى قضية وطن لا مسألة سياسية على هامش القضايا المصيرية.
ويقول الممسكون بتلابيب المسائل المعقّدة، ان الذين يدورون حول الشجون المصيرية، يقعون، من حيث لا يدرون، في فائض الخلافات الداخلية.
ويكشف سياسي عريق، ان الموفد الأميركي، حضر الى لبنان، ليشرح الاتفاق النووي بين ايران والدول الخمس الكبرى وألمانيا، بما يرضي الخائفين منه، لا ليغرق في الاستحقاق الرئاسي.
لكنه، وجد نفسه في خضم موضوع لبناني حسّاس، وغرّد فيه بما هو شائع أميركيا عن الموقف الأميركي من الاستحقاق، وعن الموقف الخطير من مصير الرئيس يشار الأسد.
والموقف الأميركي معروف على هذا الصعيد.
إلاّ أن ما هو غير معروف، هو الموقف اللبناني الذي يزداد، على مختلف الصعد.
إلاّ أن الموقف الأكثر أهمية، هو ما يصدر عن بكركي، سواء في خطاب الكاردينال في عظة يوم الأحد، أو في خطابه على نيّة فرنسا.
وهذا الموقف، قد لا يكون البطريرك الماروني إلاّ في أجوائه.
وقد لا يستطيع تجاهله، لأن الشغور مسألة دقيقة بالنسبة الى المستقبل المسيحي.
واذا لم يدع نيافته اليه تكراراً، فماذا يدعو في صلواته وخطاباته.
وهذه مسألة تنطوي على قضايا دقيقة، لأن الزعيم الروحي للموارنة، لا يمكنه تجاهل الموقع الماروني الأول في الشرق، في برّاد الانتظار.
وهذا ما يتفهمه حتى الآن الزعماء الذين لا يشاركونه آراءه والمواقف المعلنة أخيراً.
***
والناس، تولي موضوع الارهاب، أهمية خاصة، ولا سيما انه اذا ما نجح الجيش اللبناني، في تقويض مواقعه، فان الشعب يشعر انه في أمان.
ولا أحد إلاّ ووقف الى جانب المؤسسة العسكرية، في انتصاراتها الساحقة، على الارهاب.
وفي نجاحها المثير للاعجاب، خصوصاً في عرسال، المدينة التي غرقت الدولة في وحالها، وتستعد ل تحرير العسكريين المخطوفين منذ عدة أشهر.
والحقيقة، ان السلطة تواجه هذه المشكلة بقدر عالٍ من المسؤولية، وترنو الى اللحظة التي يمكن ان تبرم فيها صفقة التبادل المشروعة، في الوقت المناسب.
إلاّ أن التبادلية مشروعة دولياً، لكنها مرفوضة ساعة يحاول أعداء القانون، انجازها بطريقة مخالفة للقانون.
الوضع صعب. وصفقة الأسلحة المبرمة بين السعودية وفرنسا تمر في ظروف معقّدة يتفهمها الفريقان، إلاّ أنها مبادرة أصيلة لا مناورة.
واللبنانيون، يدرسون القضايا الشائكة والصعبة، لتتم في ظروف مقبولة لا وفق اعتبارات مشبوهة.
ولو كان تطبيق القانون، سائداً في لبنان، لما كان اللعب على الدستور هو المعروض دائماً على السلطة وعلى الناس.