يتحدث المسؤولون الاميركيون بثقة متزايدة ولكن حذرة عن احتمالات بدء عملية سياسية انتقالية في سوريا تستمر ما بين سنة وسنتين تنتهي برحيل بشار الاسد والمقربين منه من مدنيين وعسكريين، “أي تغيير في القيادة وليس تغيير النظام” على حد قول مسؤول أميركي بارز معني مباشرة بالحرب السورية، يبقي مؤسسة الجيش وما سلم من بيروقراطية الدولة السورية. ويضيف هؤلاء ان واشنطن تقبل ببقاء الاسد خلال المرحلة الانتقالية إذا ادرك الجميع انه يجب ان يتنحى ويغادر البلاد في نهاية هذه المرحلة. ويحذر المسؤولون الاميركيون، ومنهم وزيرالخارجية جون كيري، من ان النجاح ليس مضمونا للاسباب التي قوضت المساعي الديبلوماسية السابقة، بما فيها موقف ايران.
ونسب المسؤول البارز المطلع على المساعي التي يبذلها الوزير كيري، الى مسؤولين روس قولهم إنهم “تعبوا” من الاسد، وباتوا أكثر استعداداً للبحث عن بديل منه. تأتي هذه المواقف على خلفية التراجع الميداني والنكسات التي تعرض لها الجيش السوري وحلفاؤه في شمال البلاد وجنوبها وفي محيط العاصمة دمشق.
وشهدت الاسابيع الاخيرة نشاطات واتصالات ديبلوماسية عدة وفي اكثر من عاصمة، اظهرت ان ثمة زخماً جديداً لايجاد حل سياسي للحرب التي اقتلعت نصف الشعب السوري وقتلت أكثر من 250 ألفاً، من بينها اجتماع وزراء خارجية الولايات المتحدة وروسيا والسعودية في الدوحة في 3 آب، وزيارة مسؤول المخابرات السوري علي المملوك للسعودية، ومحادثات وزير الخارجية السعودي عادل الجبير مع نظيره الروسي سيرغي لافروف، وزيارة نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف لطهران حيث اجتمع بوزيري خارجية سوريا وايران، وزيارة وزير الخارجية السوري وليد المعلم لعمان.
ويوم الثلثاء قال الوزير كيري إنه يشعر بعد اجتماع الدوحة بأن هناك “فرصة أكبر” للتحرك على خط التسوية في سوريا، مشيرا الى ان ايران “قالت لنا بالتحديد وانه في حال اقرار الاتفاق النووي، نحن مستعدون لنناقش معكم القضايا الاقليمية”. وكرر كيري انه على رغم كل هذه التحركات، لا ضمانات للنجاح. ويعول الاميركيون على ان يؤدي “التعب” الروسي من الاسد، الى زيادة الضغط على طهران لكي تبدأ جديا التفكير في مرحلة ما بعد الاسد، خصوصا ان ثمن ابقائه في السلطة سيزداد فداحة، اضافة الى “التزامات” ايران المكلفة في العراق واليمن.
وتتزامن هذه التحركات مع بروز مؤشرات لاستعداد البيت الابيض للاضطلاع بدور أكبر في سوريا وخصوصا لمعالجة الازمة الانسانية المتفاقمة، وان يكن الرئيس أوباما لا يزال مترددا في قبول الاقتراحات الداعية الى اقامة منطقة آمنة على الحدود السورية – التركية.