حمل اليومان الماضيان شبه مفاجأة بالنسبة الى ازمة النفايات، حيث كانت استحالة للعمل في المطامر التي اقترحها وزير البيئة بالوكالة وزير الزراعة اكرم شهيب الذي لا يزال يسعى بالتفاهم بينه وبين وزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق لترجمة المشروع الشمولي القائل باحياء مطمر الناعمة لسبعة ايام مقابل المباشرة في العمل بمطمر سرار في عكار ومطمر البقاع على الحدود بين لبنان وسوريا بلا طائل، حيث تعترض الموضوع اجراءات امنية نظراً لوقوع المطمر المشار اليه في مناطق حساسة ومتنازع عليها نظراً لقربها من اماكن مكتظة بالنازحين السوريين!
ويرى متابعون لهذا الملف انه لا يجوز الاستمرار في هذه الدوامة، كي لا تتطور الامور سلباً بالنسبة الى المشروع ككل، وكي لا يقال ان مشروع الوزير شهيب جاء من لا شيء، حيث كل الامور المرتبطة بالنفايات ستبقى عالقة من دون حاجة الى اي حراك يرفضها بعكس كل ما تردد عن تحقيق تقدم يذكر على هذا الصعيد المطلبي البالغ الاهمية؟!
كما يقال في هذا المجال ان عدم التوصل الى حل نهائي سيشعل الساحة اللبنانية بمزيد من الحراك الشعبي، فضلاً عن ان مطمر الناعمة، عين درافيل لن يستمر لاكثر من اسبوع، لان «العين مفتوحة» بالنسبة الى امكان اقفاله بعد هذا التاريخ حيث لا يعقل ان يستقبل اية شحنة نفايات مهما قيل عكس ذلك، طالما ان بلديات المنطقة مستنفرة ضد العمل بالمطمر، فيما هناك من يرى عكس ذلك، حيث لكل وجهة نظر لا رابط بينها وبين وجهة نظر اصحاب العلاقة المباشرة بالنفايات!
اضف الى ذلك ان من سيتولى نقل النفايات لم يتغير، بل لم يتوضح ربما لان شركة سوكلين هي المؤهلة من دون غيرها للقيام بمهام النقل والطمر، من غير ان يأتي اي مسؤول على ذكر هذا الموضوع كي لا يعود الحديث تكراراً الى ما اطلق عليه لقب فساد وهو بملايين الدولارات، لا سيما ان التكرار في هذا الصدد سيشعل مجالات للتساؤل عما اذا كانت هناك صفات وراء اعادة سوكلين الى العمل وكأن شيئاً لم يكن؟!
ورأى شهيب في مؤتمر صحافي عقده مع الوزير المشنوق، في اعقاب لقاء البيال مع فاعليات من عكار، ان الخطة التي وضعها ستنجح، من دون ان ينسى الحاجة الى مزيد من الشرح، لا سيما بالنسبة للكميات والطقس والوقت «و،هي امور تداهمنا جميعاً»، مؤكدة اهمية اللقاءات التي ستقام في مناطق لبنانية اخرى، مع التركيز على اهمية التعاون من اجل الوصل الى حل(…)
اشارة الى ان اتحاد بلديات الغرب الاعلى والشحار وبلديات منطقة غرب عاليه وساحله، تناول في مؤتمر صحافي خطة الوزير شهيب، وكان اجماع على ان ازمة النفايات اصبحت مشكلة الوطن كله، بعدما تبين عجزة الدولة عن حل شمولي للمشكلة، كما كان اجماع على ان ما وصل اليه لبنان ناجم عن فشل الحكومات المتعاقبة.
على رغم كل ما تقدم فان المجتمعين اكدوا تجاوبهم الموقت مع خطة وزير الزراعة شرط تزامنها مع ما هو مقترح من مطامر في مناطق الشمال والبقاع، كي لا تتطور الامور نحو الاسوأ، خصوصاً ان العمل باقفال مطمر النعامة – عين درافيل يجب الاخذ بها من ضمن الموعد المحدد لذلك. المهم بالنسبة الى كل ما تقدم، ان تزال النفايات من مختلف المناطق، كي لا يتكرر الحراك الشعبي بهذا الصدد وكأن الامور لم تحل بصورة نهائية لمجرد انها عالقة بالتمنيات ليس الا، خصوصاً ان ما تردد على الصعيد الرسمي لم يتجاوز الكلام لان لكل طرف مصلحة في تجنب الخوض في التفاصيل، الامر الذي يؤكد ان الحراك لن يعدم وسيلة للخوض في الحال المطلبية ان لجهة النفايات او لجهة الكهرباء والمياه وما الى ذلك من مطالب حياتية ملحة (…)
فضلاً عما تقدم فان العمل بخطة الوزير شهيب تبدو جديدة جداً بالنسبة الى غيرها على رغم التساؤلات التي لا بد وان تستمر لمصالح سياسية خصوصا لدى بعض من يعنيهم امر الحراك السياسي المرتبط بمصالح شخصية كما اكدت التطورات ذات العلاقة، بما حصل في تخاطب الشارع الذي جمع ما هب ودب من المطامع اكثر مما سمع من كلام على المطامر؟!