Site icon IMLebanon

الحل الأمثل لردع إيران

 

قبل مئتي عام، أعلنت واشنطن مبدأً صارماً لحماية أميركا الجنوبية من أطماع أوروبا. أطلقه الرئيس جيمس مونرو، واقترن باسمه «مبدأ مونرو». وقبل مئة عام، توسع الرئيس ثيودور روزفلت في تطبيقه عبر الحضور المباشر في دول الجنوب الأميركي. واليوم لعل الرئيس ترامب يعلن مبدأ مماثلاً، لحماية المنطقة من أطماع إيران.

 

 

عاش «مبدأ مونرو» مع 40 رئيساً بعد عهد مطلقه، بخلق سياسة أميركية ثابتة، واجهت أنشطة أوروبا في القرن الـ19، وأنشطة الاتحاد السوفياتي في القرن الـ20، ولم يتجاوزه رئيس واحد، لا ديموقراطي ولا جمهوري.

 

بُني المبدأ قبل قرنين على أساس تجنيب واشنطن صراعات أوروبا، والأهم هو حماية مصالحها في القارة الأميركية، وقطع الطريق أمام التمدد الفرنسي والبريطاني والإسباني، والتلويح بالعمل العسكري ضد كل مخالف للمبدأ.

والظرف في منطقة الشرق الأوسط لا يختلف، فالنظام الإيراني «مكشّر» عن أنيابه في كل أرجائها، ومطبق على أربع عواصم عربية، ويعمل جاهداً على توسّعه، ولذا لا بد أن يواجه «مبدأ ترامب» دستور الملالي، المشرع لأطماعهم في إعادة الإمبراطورية الفارسية، والسيطرة على العالم الإسلامي، وأداتهم إلى تحقيقه بتوسيع دائرة التوتر، ودعم أي حراك متمرد، وتغذية صراعات عرقية ودينية وجغرافية. أساليب النظام باتت مكشوفة، وصوت الضجر السياسي صار عالي السمع، وديبلوماسيوهم في حالة طرد مستمر من عواصم عربية وغربية. فها هم منبوذون في المغرب بسبب البوليساريو، وفي الجزائر بسبب التشيع، وفي نيجيريا كذلك، وزادوا على البلد الأسمر إسناد تنظيم «بوكو حرام». أما في الخليج، فالصورة واضحة بوضوح خلايا «حزب الله»، والتهديد الصريح على منابر طهران وقم وأصفهان بتدمير المنطقة، والعبث بأهم ممرات النفط العالمية. وكل ذلك مساس مباشر بمصالح أميركا والعالم أجمع، ويعادل بخطره أطماع الملكيات الأوروبية، خاصة الإسبانية بعد نهاية عهد نابليون بونابرت، عندما سعت إلى إعادة الأمجاد وتحسين الموارد الاقتصادية بالتمدد وغزو أميركا الجنوبية، فكان «مبدأ مونرو» رادعاً صلباً.

 

«مبدأ ترامب» إن تمت ولادته، سيحمي المنطقة من عبث الملالي، وملزم لكل رئيس يسكن البيت الأبيض من بعده. فنحن أمام دولة شر، يمينية متطرفة، لا تعترف بحدود الدول وسيادتها، ولا تقيم وزناً لمعاهدات التاريخ؛ من «وستفاليا» قبل أربعة قرون إلى يومنا هذا، وسبيلهم إلى ذلك عبر الإرهاب. ولذا يمكن الجزم بكل ثقة: صحيح أن ليس كل إيراني مشبوها، لكن كل عمل مشبوه لإيران يد فيه.