Site icon IMLebanon

التلم الأعوج الكبير من واشنطن والى المنطقة!

التلم الأعوج من الثور الكبير…

هو تلم عملاق بضخامة أسطورية، ينطلق من واشنطن ويلفّ عواصم العالم، وبلغ ذروة اعوجاجه في هذه المنطقة، مع وصول دونالد ترامب رئيس الصدفة الى البيت الأبيض! بل ان هذا المقر الامبراطوري الذي يتحكّم بمصير العالم لم يشهد في تاريخه، ربما، هذا القدر من الاعوجاج في السلوك الرئاسي، ليس فقط على المستوى الدولي، وانما أيضا على الصعيد الأميركي الداخلي، بل وفي محيط البيت الأبيض نفسه!.. فهذا رئيس عفوي المزاج، وضحل المعرفة بحقائق العالم، ولا يعرف حتى كيف يختار مساعديه الأقربين. وعندما يكتشف انه أساء الاختيار لا يتردد في اقتلاعهم من مناصبهم التي وضعهم فيها، ويبعدهم الواحد تلو الآخر، بعد أن كانوا من الأقربين! وكان آخر ضحاياه ستيفن بانون أقرب مساعديه اليه! واذا كان المثل يقول الثورة تأكل أبناءها، فان المثل أصبح اليوم الرئيس الأميركي يأكل مساعديه! وكان بانون يشغل منصب كبير الاستراتيجيين في البيت الأبيض، وأقيل من منصبه بين عشيّة وضحاها!

***

اعوجاج السياسة الأميركية في المنطقة عتيق ومتأصل فيها، سواء أكان عن تخطيط ومكر ودهاء وسابق تصميم وتصور، كما حدث مع الرؤساء المتعاقبين على البيت الأبيض، أم كان عن سذاجة وتقاطع مصالح مع الصهيونية، كما مع الرئيس الحالي ترامب! واعصار الارهاب التكفيري الذي دمّر المنطقة ودولها وشعوبها ولا يزال، كان أصلا استراتيجية أميركية، توهّمت انها قادرة على اطلاق الوحش واعادته الى القمقم بحسب الأوامر الصادرة اليه… ولكن فاتها ان هذا الفكر التكفيري المفترس عندما يتغلغل في النفوس ينتشر كالوباء ويعمّ العالم! وهذا ما يحدث اليوم، وتدفع شعوب أوروبا وغيرها الثمن باهظا من أمنها واستقرارها، بل وبدأت إرهاصاته تصل الى أميركا نفسها! واليوم تحاول الإدارة الأميركية الإنتقال من دور صانعة الإرهاب التكفيري وراعيته، الى دور محاربته والقضاء عليه! صحيح أن أميركا لم تخترع الفكر التكفيري، ولكن الصحيح أيضا أنها اختارته من بين ما هو موجود في الساحة الإسلامية، لاستخدامه سلاحاً لتدمير العرب والمسلمين والمسيحيين في المنطقة وتفتيتهم، وسايرت في الظاهر فقط ما يسمى ب أنظمة الإعتدال!.

***

الإرهاب التكفيري يحتضر اليوم في المنطقة على أيدي الدول والشعوب التي كانت من ضحاياه، وليس غيرهم ممن يمدّون يد المساعدة الآن، وأحياناً كثيرة بشروط حمقاء! وهذا هو الأساس الذي ينبغي ألا يغيب عن بال لبنان داخل الحكم وخارجه من السياسيين وأوساط الرأي العام، وألا يضيعوا بطوفان التفاصيل الحقيقية والمصطنعة التي تقذفهم بها من كل الجهات، مصادر مشبوهة بنيّاتها وأهدافها…