IMLebanon

هل يُساهم استنفار الغرب والشرق نحو لبنان في تفادي الانفجار الكبير؟

 

دوريل للمسؤولين: مساعدات مؤتمر ٤ آب ستكون من خلال حكومة جديدة او الهيئات المدنية

 

يستقطب الوضع اللبناني الذي بات على درجة الانفجار استنفارا دوليا واقليميا غربا وشرقا، يؤشر الى استشعار حجم الاخطار التي قد تنجم عن تدحرج لبنان نحو المزيد من التدهور والفوضى. ورغم الاختلافات السياسية والاستراتيجية، فان هناك نوعا من التقاطع بين الدول المستنفرة باتجاه لبنان على نقطة اساسية هي احتواء الوضع بالحد الادنى، وحث بل الضغط على المسؤولين اللبنانيين للاسراع في تشكيل الحكومة التي تعتبر الممر الاساسي لتوفير الدعم للبنان.

 

ويتوزع هذا الاستنفار على الشكل الآتي:

 

– التعاون الفرنسي – الاميركي الذي بدأ يأخذ مداه مع ادارة الرئيس بايدن، والذي ينطلق من اسس وروح المبادرة الفرنسية ويعزز حضورها مجددا.

 

– التوجه الاميركي – الفرنسي المشترك نحو السعودية لاشراكها في دعم الشعب اللبناني لمواجهة الازمة الاقتصادية والاجتماعية، وتعديل سياستها للمشاركة في دعم العملية السياسية وتحديدا تشكيل الحكومة. لكن المعلومات المتوافرة من مصادر مطلعة تفيد بان الرياض غير متحمسة ولا تريد الانغماس في موضوع الحكومة وتفضل النأي بالنفس عنه حتى اشعار اخر.

 

– تفعيل الاهتمام الروسي بالوضع اللبناني وتنشيط عمل واتصالات مساعد وزير الخارجية ميخائيل بوغدانوف، المكلف من الرئيس بوتين بمتابعة الملف اللبناني، حيث اجرى في الايام الماضية سلسلة اتصالات مع عدد من القيادات اللبنانية، مركزا عى اهمية الاسراع في تشكيل حكومة انقاذ من التكنوقراط برئاسة الحريري الذي يحظى منذ التكليف بتأييد الكرملين.

 

– دخول الفاتيكان على خط المساعي والضغط من اجل مبادرة المسؤولين اللبنانيين الى تأليف الحكومة باسرع وقت، وهذا التوجه تبلور بوضوح في يوم الصلاة من اجل لبنان الذي ترأسه قداسة البابا شخصيا في اول الشهر الجاري. وتندرج في هذا الاطار، زيارة السفير البابوي امس لبعبدا، ولقائه الرئيس عون وتأكيده على اهمية تشكيل الحكومة.

 

– تفعيل الدور المصري بعد زيارة الحريري للقاهرة ولقائه الرئيس عبد الفتاح السيسي الذي جدد دعمه له من اجل تشكيل الحكومة . وذكرت معلومات من القاهرة ان وفدا مصريا رفيع المستوى سيزور بيروت قريبا للمساعدة على تأليف الحكومة.

 

لكن هذا الجهد مرتبط ايضا بالنتائج المرتقبة لزيارة الحريري بعبدا وتقديم تشكيلة جديدة للحكومة من ٢٤ وزيرا الى الرئيس ميشال عون، استنادا للمبادرة الفرنسية ومبادرة الرئيس بري كما عبّر بعد اللقاء.

 

ووفق المعلومات من القاهرة، ايضا، فان مصر ستدعو دولا عربية عديدة لاجتماعات تنسيقية حول لبنان ، كما ستعمل لانشاء مجموعة اقتصادية دولية لدعم لبنان.

 

وتركز القاهرة على محورين:

 

– الاول استمرار التنسيق مع باريس في اطار دعم المبادرة الفرنسية.

 

– الثاني تعزيز التواصل مع الرياض والامارات العربية بصورة خاصة، من اجل تعزيز الدور العربي لمساعدة لبنان واخراجه من ازمته.

 

وتبرز في هذا المجال ايضا، زيارة الموفد الرئاسي الفرنسي باتريك دوريل في هذا التوقيت الدقيق، لاستكشاف ومتابعة آخر التطورات المتصلة بالوضع الحكومي، الى جانب التحضير لمؤتمر الدعم الدولي للبنان الذي تنوي باريس عقده في ٤ آب .

 

ووفقا لمصدر مطلع على اجواء مباحثات دوريل مع كبار المسؤولين اللبنانيين وقيادات سياسية مختلفة، فان الموفد الرئاسي الفرنسي لم يحمل مقترحات او افكارا جديدة حول تشكيل الحكومة، لكنه كان مهتما للغاية باستطلاع اجواء المسؤولين اللبنانيين حول ما آلت اليه عملية التشكيل وعن الاجواء المحيطة بالكلام الذي تردد مؤخرا عن رغبة الحريري بالاعتذار، ولم يخف دوريل قلقه الشديد من استمرار الازمة الحكومية في ظل تدهور الوضع اللبناني على الصعد كافة .

 

ووفق المصدر المطلع، فان الموفد الفرنسي تجنب الكلام في موضوع اعتذار الحريري، ولم يتطرق او يسأل عن البديل، وجدد دعوة باريس الملحة للمسؤولين اللبنانيين المعنيين لحسم امرهم وتأليف الحكومة، محذرا من المضاعفات الخطيرة التي قد تنجم عن استمرار الازمة.

 

وحرص ايضا على الاشارة الى ان زيارته استطلاعية للوقوف على كل مستجدات الوضع اللبناني قبل مؤتمر باريس في ٤ اب، موضحا انه في حال تألفت الحكومة قبل المؤتمر، فان المساعدات التي سيقرها المؤتمر ستكون من خلال هذه الحكومة، اما في حال لم تتألف فانها ستكون من خلال المنظمات والهيئات والمجتمع المدني في لبنان .

 

والسؤال المطروح اليوم، هل يساهم الاستنفار الدولي في فتح آفاق الحلول للازمة التي يتخبط فيها لبنان ام يؤدي الى تعقيدها ؟

 

يقول مصدر سياسي مطلع، ان الدول ليست جمعية خيرية، وان سياساتها مبنية على مصالحها اولا، لكن هذا لا يعني تجاهل الاهتمام المتزايد بالوضع اللبناني الذي وصل الى منعطف خطير، ولا يعفي المسؤولين والقوى السياسية اللبنانية من تحمل مسؤولياتهم تجاه لبنان واللبنانيين، وهذا يقتضي بالدرجة الاولى تأليف حكومة انقاذ وطني مهمتها توفير الحلول والاصلاحات لكسب الثقة والدعم الدوليين واجراء الانتخابات النيابية في موعدها خلال الربيع المقبل، وبرأيه «اننا ذاهبون الى مزيد من الفوضى اذا لم نستدرك الموقف اليوم قبل الغد» .