سيناريوهات الانفجار الكبير جاهزة… جوع وفوضى وفلتان… فهل مَن يسمع؟!!
تتوالى النصائح الغربية بضرورة تشكيل الحكومة، في إتجاه كبار المسؤولين كرئيس الجمهورية ورئيس المجلس النيابي والرئيس المكلف، والاسراع في حل العقد التي تتجدّد يومياً، لان وضع البلد لم يعد يحتمل، وكل هذا يدركه المسؤولون اللبنانيون، إلا انهم لا يفعلون شيئاً سوى التناحر والخلافات، في حين ينقل مسؤولون غربيون كبار وديبلوماسيون بارزون عن بلادهم، دعوات يومية بوجوب الإسراع في إنجاز هذا الاستحقاق الحكومي. ويرون بأنّ الجميع مدرك لوضع البلد، خصوصاً بعد تلقيهم تلك النصائح من فرنسا، مترافقة مع عبارة « انقذوا بلدكم من الانهيار الوشيك»، مع التشديد وفق المسؤولين الغربيين على ضرورة التوافق بين الافرقاء اللبنانيين، وتجاوز الخلافات والمصالح والانانيات، لانّ الانهيارات الحالية أغرقت لبنان في الفوضى والفلتان الامني، خصوصاً في الايام القليلة الماضية، بسبب ما شهدته بعض المناطق من توترات امنية، منها خلدة وفنيدق وغيرهما، ما يؤكد بأنّ المركب يكاد يغرق بالجميع من دون إستثناء.
الى ذلك، وعلى خط التنبيهات الغربية، من مصير أسود يحوم حول البلد، فقد وجّه سفير الاتحاد الاوروبي في لبنان رالف طرّاف، إنتقاداً الى المسؤولين اللبنانيين بقوله: «تحمّلوا مسؤوليّاتكم ما عاد في وقت»، وسبق ان حذّر قبل اكثر من شهر بأنّ الاتحاد الأوروبي بدأ مساراً قانونياً، لفرض عقوبات أوروبية على معرقلي التشكيلة الحكومية في لبنان، لوضع كل مسؤول أمام مسؤوليته، وفي الامس أعاد كل تلك التنبيهات علّها تفعل فعلها في آذان المسؤولين.
وفي السياق عينه، اشارت تقارير صادرة عن مؤسسات دولية، الى صعوبة كبرى في تأقلم الشعب اللبناني، مع تداعيات ومصاعب الازمات التي تضرب لبنان، والتي تهدّد بفوضى عارمة، موجهة تحذيراتها الى المسؤولين بضرورة معالجة الاوضاع بأسرع وقت ممكن، فيما الوقت يضيق وعندها لن يستطيع احد مواجهة التدهور، من الناحيتين المعيشية والاقتصادية، خصوصاً امام صدمات الاحتكار وتخزين المواد الغذائية والادوية وتهريبها مع المحروقات، والى ما هنالك من تفاقم للمشاكل الحياتية وعلى الصعد كافة.
وفي هذا الاطار، أبلغ ديبلوماسي غربي كبار المسؤولين قبل ايام عبر تقارير، بأنّ شهر ايلول هو الاكثر خطورة على لبنان واللبنانيين، في حال لم تتشكل حكومة خلال اسبوع، ناقلاً بأنه شعر لدى البعض منهم، بوجود نيّة لعدم تشكيل حكومة، والابقاء على حكومة تصريف الاعمال برئاسة حسان دياب، مما يعني انّ لبنان مقبل على الكثير من الصعوبات التي لا يمكن تحملّها، مذكّراً بأنّ بلاده سبق ان اكدت مساعدتها للبنان شرط قيام المسؤولين بتشكيل حكومة من مستقلين غير حزبيين للقيام بالاصلاحات وعندها يتم إنقاذ البلد، وهذا التأكيد بدأ مع إنطلاقة «ثورة 17 تشرين»، اذ حينها كانت المشاكل ضمن إطار ضيق قابل للتحسين، واشار الى انّ المجتمع الدولي كان في هذه الاجواء ايضاً، أي عدم ترك لبنان لمصيره، وهو لا يزال على موقفه لكن مقابل ذلك الشرط، الذي وعلى ما يبدو لا احد يبدي حماسة له من ضمن المسؤولين اللبنانيين، لذا نضع اللوم والمسؤولية على عاتقهم جميعاً، محذراً من الجوع والفوضى والفلتان الامني ضمن اطار الانفجار الكبير.
في غضون ذلك، وصف الديبلوماسي الغربي ما يجري في اطار اللقاءات المتكررة، بين رئيس الجمهورية والرئيس المكلف، بالمسرحية التي تقوم على إلهاء اللبنانيين، لانّ من يريد تشكيل حكومة فعلياً، لا يكرّر تلك اللقاءات بل يبقى داخل الجدران الاربعة، الى حين تصاعد الدخان الابيض من القصر الجمهوري، سائلاً: « ألم يحن الوقت للانتهاء من مهزلة الخلافات على الحقائب والمحاصصة الطائفية في بلد يكاد يُمحى عن الخارطة الدولية»؟. ورأى انّ بعض المسؤولين اللبنانيين يتخذ الظروف الاقليمية المحيطة سبباً لعدم حل المعضلة الحكومية، في حين ان الخلافات داخلية اكثر بكثير من « الحرتقات» الخارجية. ولطالما إتخذ المسؤولون بعض تلك الحجج التي تقف حجرعثرة امام الحل، فيما الحل داخلي، وينطلق من مدى ثقة المسؤولين اللبنانيين ببعضهم، وتفاقم إنقساماتهم الطائفية التي تحول دون ذلك.