IMLebanon

“وثيقة بكركي” تجمع القوى المسيحيّة الرئيسيّة وللتوافق على عناوينها أولاً

 

للمرة الثانية يُعقد اللقاء المسيحي أمس الخميس لممثلي مختلف الكتل والأطراف السياسية باستثناء “تيّار المردة” في الصرح البطريركي، بهدف توحيد الصفّ المسيحي من خلال مناقشة وإقرار “وثيقة بكركي”. فالاجتماع الأول عُقد منذ نحو أسبوع بعيداً من الإعلام بهدف الاطلاع على مسودة الوثيقة التي وضعها مطران أنطلياس أنطوان أبي نجم، انطلاقاً من حصيلة جولاته السابقة على القوى السياسية طوال الأشهر الماضية، مُكلّفاً من البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي. وتضمّ الوثيقة عناوين وطنية جامعة عديدة أكثر منها مسيحية، تسعى بكركي للحصول على إجماع أو توافق القوى المسيحية عليها أوّلاً، ليُصار في وقت لاحق، الى مناقشتها من قبل القوى الأخرى الشريكة في الوطن.

 

أمّا العناوين العريضة التي تتضمّنها مسودة الوثيقة، على ما أضافت المصادر، والتي ناقشها ممثلو القوى السياسية في الاجتماعين اللذين ترأسهما البطريرك الراعي، وهم: النائب جورج عطالله ومستشار رئيس الحزب أنطوان قسطنطين عن “التيّار الوطني الحرّ”، النائب فادي كرم عن “القوّات اللبنانية”، مستشار الحزب ساسين ساسين عن “الكتائب اللبنانية”، المحامي حبيب شارل مالك عن “مشروع وطن الإنسان” (النائب نعمة افرام)، المحامي إدوار طيّون عن “حركة الاستقلال” (التي يرأسها النائب ميشال معوّض)، الأمين العام للحزب فرانسوا زعتر عن “حزب الوطنيين الأحرار”، في حضور البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي، والمطارنة بولس مطر، بولس الصيّاح، وأبي نجم، فهي:

 

1 – تفعيل مبدأ “الشراكة” الوطنية بين جميع الأحزاب.

 

2 – التشديد على سيادة الدولة اللبنانية على جميع أراضيها، وإيجاد الحلّ للنزوح السوري وللاجئين الفلسطينيين بعيداً عن توطينهم في لبنان.

 

3 – حصر السلاح بيد الجيش اللبناني وتعزيز قدراته وعتاده.

 

4 – تحييد لبنان عن الصراعات الإقليمية وتجنيبه الحرب، لئلا يتحوّل الى ساحة للصراع والاقتتال على أراضيه.

 

5- إحترام القرارات الدولية والالتزام بها وتنفيذها، لا سيما القرارين 1559 و1701.

 

6 – تطبيق اللامركزية الإدارية الموسّعة.

 

7 – إحترام الدستور في الملف الرئاسي، والتمسّك بعقد جلسة مفتوحة بدورات متتالية لانتخاب رئيس الجمهورية وفق ما يتلاءم مع الدستور، بعيداً من أي أعراف أو اشتراطات كمثل عقد لقاء تشاوري أو حواري قبل الانتخاب.

 

وتحدّثت المصادر نفسها عن أنّ اجتماعَي بكركي جرى التحضير لهما منذ أشهر، ولا علاقة لهما بما دعا اليه رئيس “التيّار الوطني الحرّ” النائب جبران باسيل من عقد حوار مسيحي برعاية بكركي، لمناقشة الحضور المسيحي ومحاولة إقصاء المسيحيين. كما أنّ بكركي التي يهمّها الحفاظ على حقوق المسيحيين وعلى وجودهم في لبنان والشرق الأوسط، تريد تعميم “وثيقة بكركي”، كونها تتضمّن عناوين وطنية على جميع الأحزاب الأخرى الشريكة في الوطن، لدراستها والموافقة عليها في وقت لاحق، على أن تتحوّل الى وثيقة أساسية تحمي الوطن من كلّ ما يُحاك له من مخططات.

 

وفي حال سلك حوار ممثلي الكتل والأطراف السياسية طريقه الى موافقة الجميع عليه، على ما تابعت المصادر، فإنّ بكركي تكون بذلك قد حقّقت ما عجز الكثيرون عن التوصّل اليه، عن طريق محاولات كثيرة سابقة، وهو “التوافق المسيحي” على عناوين وطنية سيادية وأساسية لبناء الدولة.