لليوم الثالث على التوالي استمرت الهجمة “الاسرائيلية”، متخذة طابعا عسكريا عبر غارات مكثفة شنها الطيران الحربي “الاسرائيلي”، على طول خط القرى الواقعة على الضفة الجنوبية من مجرى نهر الليكاني، في اطار عملية وصفتها “تل ابيب” بان هدفها “اضعاف قدرات الحزب”.
وفيما يدور نقاش في الغرف المقفلة لحارة حريك حول كيفية ونوعية الرد، اكان عسكريا او امنيا او سيبرانيا او مركبا، بين حدي “غير التقليدي لكن دون الذهاب الى حرب واسع” وفقا لما تسعى اليه “اسرائيل”، وقد حدد امين عام حزب الله السيد حسن نصرالله آفاقه وفقا لرؤية الحزب لما جرى ويجري، وسط تأكيدات مسؤولين في الحزب انه سيكون “مؤلما وغير مسبوق”، نجح حزب الله في استيعاب الضربتين، وانتقاله الى تفعيل شبكة الاتصالات البديلة، غير المرتبطة بوسائل تكنولوجية،(شبكة اتصالات الحزب مركبة من اتصالات سلكية ولا سلكية) تستمر التحقيقات مركزة حول ثلاث نقاط اساسية:
– الاولى: تتعلق بكيفية حصول الخرق، وسط التسريبات والمعلومات الكثيرة التي يتم ضخها، والتي تبين ان “جهات منظمة” تقف خلف بعض سيناريوهاتها.
-الثانية: كيف علمت “اسرائيل” بتفاصيل الشحنة ومسارها.
– الثالثة: كيف واين تم تفخيخ الاجهزة، علما ان مصدرين مختلفين قاما بتوريد الاجهزة، وفي وقتين مختلفين وعبر مسلكين مختلفين.
-الرابعة: كيف تمكنت المخابرات “الاسرائيلية” من كسر التشفير وارسال رسالة باللغة العربية الى اجهزة “البايجر”، وهي من العبارات المشفرة.
وفي هذا الاطار، تحدثت مصادر مطلعة عن سعي حثيث لسد الُثغر الامنية التي حصلت خلال اليومين الاخيرين، لجهة كمية الداتا والمعلومات التي تمكنت المخابرات “الاسرائيلية” من جمعها سواء من وسائل التواصل الاجتماعي او المستشفيات، حيث بات العديد من هويات الكوادر مكشوفا ومعروفا، خصوصا انه تبين ان بعض الفيديوهات التي تم عرضها للحظات الانفجار قد تم بثها من قبل جهات “اسرائيلية”، ما يعني ان خرقا اكبر كان مسجلا.
خبراء امنيون كشفوا ان “اسرائيل” ارادت الحاق اعاقات دائمة بحاملي تلك الاجهزة، اذ بينت التحقيقات ان عصف الانفجار كان موجها، وهو ما يؤكد عليه الاطباء، الذين اشاروا الى ان 70% من الاصابات كانت في الوجه واليدين، ما ادت الى حصول تشوهات، فقدان نظر كامل او جزئي، وبتر يدين، و30% اصابات على مستوى الحوض والبطن والاعضاء التناسلية والخصر، وهي اصابات تسبب كلها عاهات جزئية او دائمة.
الاكيد في كل الاحوال، على ما اكد امين عام الحزب، ان العملية “الاسرائيلية” تخطت كل الحدود والخطوط الحمر، فهي استهدفت المدنيين قبل ان تستهدف مقاتلي حزب الله، وعليه فان “تل ابيب” التي وجهت ضربة غير مسبوقة في تاريخ الصراع امنيا وانسانيا، تدرك جيدا ما اقترفت، حيث الترجيحات باستمرار العمليات التي تؤكد مصادر ديبلوماسية ان اهدافها رفع الضغوط على لبنان، للسير بالتسوية التي باتت ملامحها جاهزة بين واشنطن و “تل ابيب”، غير ان جواب السيد نصرالله مساء أمس أكد للقاصي والداني، ان أهداف العدوان في فرض تسوية وثني الحزب عن دعم غزة سوف تبوء بالفشل.