ينتابهم الخوف هؤلاء المرشحون بمن فيهم رؤساء اللوائح. وإلاّ كيف يمكن تفسير هذا التردّد في إعلان أسماء المرشحين، وبالتالي تشكيل اللوائح، فيما الإنتخابات على الأبواب؟ والأسابيع العشرة المقبلة، التي تفصلنا عن السادس من أيار، موعد إجراء عمليات الإقتراع سرعان ما تذوب. ولولا أنّ القانون يحدّد المهلة النهائية لتشكيل اللوائح في السابع والعشرين من آذار المقبل، لكنا توقعنا ان يستمر دومينو ازاحة المرشحين للإنتخابات وايضاً إزاحة المرشحين لدخول اللوائح، حتى ما قبيل ذلك الأحد الموعود بيوم أو بيومين.
وأسباب التردد والتباطؤ عديدة. فهنا تتضارب المصلحة في الحصول على حصاد من الأصوات مع المصلحة في ألاّ «يُنعت» هذا بأنه قريب (إن لم ينتم) إلى 8 آذار، وهناك قد «يُنعت» الآخر بالتقرب إن لم يكن بالإنتماء الى 14 آذار… ولكل من هذه «التهمة» فوائد ومحاذير!
وباستثناء الثنائي الشيعي الذي ركب، أمس، قاطرة إعلان أسماء المرشحين كاملة التي استقلها من قبل، وبأيام معدودة، وليد جنبلاط، فإنّ الآخرين يتريثون. القوات اللبنانية اعلنت بالتقسيط عن قسم لا بأس به من مرشحيها على أن يعلنهم الدكتور سمير جعجع مجتمعين، في المهرجان المنتظر. التيار الوطني الحر بادر رئيسه، الوزير جبران باسيل، من زحله الى إعلان إسم مرشحه فيها، أمّا باقي المرشحين وهم الشريحة الأوسع لأن ترشيحات التيار تشمل لبنان كله، من الناقورة الى النهر الكبير، ومن الشاطىء الى مرمى الثلج… أما الباقون فإعلانهم سيكون أيضاً في مهرجان عام شامل. وما ينطبق على التيار البرتقالي ينطبق أيضاً، وبالمثل، على التيار الأزرق الذي هو أيضاً يتريث في تسمية مرشحيه على امتداد رقعة الوطن.
وأصحاب الطموحات الكبيرة، مثل التيارين الواردين اعلاه، ربما يحسدون «المستقلّين» الذين لا يتجاوز طموحهم مقعداً في هذه الدائرة أو في تلك. فهؤلاء لا يواجهون «أزمة» الخيار داخل التيار أو الحزب ذاته: هل يُستبدل هذا النائب أو لا؟ هل يُستغنى عن هذا الذي جاءت به «البوسطة» أو يُبقى عليه؟ هل يكون المرشحون جميعهم منتمين الى التيار أو الحزب أو يمكن الإستعانة بحليف هنا وبصديق هناك وبصاحب حيثية هنالك؟!.
هذا داخل كل فريق… أمّا بالنسبة الى تشكيل اللوائح فحدّث ولا حرج إذ من المنتظر، بل من المؤكد، أن الصراع داخل كل لائحة قد يكون أشد ضراوة من الصراع مع اللائحة الخصم. فـ«الصوت التفضيلي» سيقيم، بالضرورة، تنافساً حاداً في ما بين الحلفاء ليس فقط على قاعدة من سيكون الأول في اللائحة، بل خصوصاً من سيدفع به الصوت التفضيلي الى الفوز.
… ذلك أنه، خارج الثنائي الشيعي، ليس ثمة لوائح ضامنة الفوز بكامل أعضائها. وحتى الثنائي الشيعي ذاته معرّض لخروقات وإنْ محدودة…
التريث سيد الموقف؟
ربما! ولكن السيادة هي للحسابات الدقيقة، خصوصاً أنه لم يعد الركون الى نتائج 2009 مجدياً… فمنذ تسع سنوات حصلت تغيرات كثيرة ليس أقلها التغير في مزاج الناس.