IMLebanon

ام الصبي

في الوقت الذي يتصدّي سعد الحريري للرد على كتاب الإئتلاف السوري المعارض الى أمين عام الأمم المتحدة والذي ينتقد الجيش اللبناني، فينطلق من موقف مبدئي كائناً ما يكون الموضوع، وكائناً من يكون المقصود، فلا يقيم اعتباراً إلاّ لاقتناعه الوطني… فيرفض كلام الإئتلاف عن الجيش اللبناني رفضاً مباشراً، من دون أن يؤثر ذلك على موقفه المبدئي مع الشعب السوري ضد النظام الظالم.

وفي الوقت الذي يطل وزير الداخلية نهاد المشنوق فيتحدّث قائلاً إنّ لبنان ليس دولة إسلامية بل هو بلد تنوّع واتفاق، مضيفاً أنّ العلم الأسود والمكتوب عليه لا قيمة له عندما يستعمل لذبح عسكري تحت رايته.

في هذا الوقت بالذات يبدو «حزب الله» في وادٍ آخر… إنّها الاسطوانة ذاتها التي يردّدها السيّد حسن نصرالله أمين عام «حزب الله»، وأركانه من نائب الامين العام الشيخ نعيم قاسم، ورئيس لجنته النيابية محمد رعد وسائر المسؤولين فيه من كوادر ووزراء ونواب، تحت الإدعاء الآتي: لو لم نذهب الى سوريا لكانت الأحداث السورية جاء الى لبنان.

ولكن فات هؤلاء أنّ الأحداث السورية جاءت الى لبنان كردّ فعل على تدخّل «حزب الله» في سوريا، فهم ما زالوا يردّدون: لو ما رحنا كانوا صاروا في شارع الحمراء!

وبالرغم من تكرار هذه الاسطوانة يعاني لبنان من نتائج ذلك التدخّل المعاناة القاسية:

لم يكن من «داعش» في لبنان… فصارت «داعش» عندنا… وبعد التدخّل حصلت التفجيرات في الضاحية وطرابلس… ثم كانت أحداث عرسال وجرودها…

واكتمل النقل بالزعرور بعملية خطف العسكريين من الجيش وعناصر قوى الأمن وتداعياتها.

باختصار، إنّ ما نعيشه اليوم هو حوار طرشان، إذ للأسف أنّ «حزب الله» غير قادر على أن ينسحب من سوريا لأنّ القرار ليس في يده بل هو في إيران…

والجمهورية الإسلامية الإيرانية بعد خسارتها الكبرى وخسائرها في سوريا تزداد تمسّكاً ببقاء الحزب في سوريا.

واللبناني يعاني اليوم… صحيح ليس بقدر معاناة السوريين والعراقيين… ولكنها معاناة كبيرة، فلا كهرباء، ولا مياه، والفتن متنقلة… أمّا السياحة (وهي كانت المورد الوحيد) فأضحت شيئاً من الماضي.

إضافة الى عدم الإستقرار، ثم الطرقات التي يقطعها ذوو العسكريين، وهناك 800 شاحنة متوقفة في ضهر البيدر ما يعني تعطيلاً لمرفأ بيروت، وبالتالي لآلاف العائلات ذات الصلة بالمرفأ وبما يدخل إليه ويصدّر منه الى الخارج.

فمتى يفك الحزب اسر لبنان بانسحابه من المستنقع السوري؟!.