Site icon IMLebanon

اليوم التالي… لبنانياً  

 

 

لو ذهبنا، على سبيل الافتراض، الى أن الحرب على قطاع غزة وضعت أوزارها اليوم وأن وقف القتال شمل الجبهة اللبنانية المشتعلة، وأنه وقفٌ للقتال شاملٌ وحاسم، فماذا سيكون عليه الوضع في لبنان؟ وهل نكون أمام النهاية أو في بداية أزمة لبنانية مفتوحة، على نطاق واسع، تُضاف الى أزمات لبنان الكثيرة التي يحتاج كلٌّ منها الى جهود مضنية وأموال طائلة، وقبل هذا وذاك الى نيات طيبة. ومن أسف أن أيّاً من تلك العناصر غير متوافر.

 

ولعلّ الأزمة الأشدّ خطورة ستكون في كيفية «لملمة» الوضع في الجنوب تحديداً وفي لبنان كله عموماً، في ضوء الانفلات والانفلاش في السلاح الذي طفا على سطح مياه «حرب المشاغلة والمساندة» المستمرة منذ أقل من سبعة أشهر. فلقد تبدّت خلال الحرب على الجبهة اللبنانية مجموعات غير قليلة من المقاتلين، تحت قرار التصدي للعدو الاسرائيلي، ومعظمها كان دوره محدوداً، واختلفت نسبة الحضور والفاعلية بين فريق وآخر… وبيت القصيد أن تلك الأطراف كلها مسلّح  وهنا المشكلة!

 

بين تلك الجماعات وهم عموماً لبنانيون وفلسطينيون وقلّةٌ من جنسيتين عربيتين أخريين على الأقلّ، وحزبيون إسلاميون وسواهم حزبيون علمانيون، وثمة من يدين للخارج: للنظام السوري أو لسواه، الى آخره…

 

والسؤال: هل يقبل حزب الله أن يبقى هؤلاء «الشركاء» يقاسمونه شرف التصدّي للعدو، أو أنه لن يقبل؟ وأيّاً يكن الجوابان، هل يقبل اللبنانيون، من مختلف الأطياف، مسيحيين وشيعةً وسنّةً ودروزاً، أن يستمر هذا الانفلاش المسلّح؟

 

والسؤال الأبرز: هل يقدر حزب الله أن «يلملم» هذا الانفلات الذي يتحمّل، بالضرورة الواقعية، المسؤوليةَ المباشرةَ عن حصوله؟

 

وماذا ستكون ردة فعل الطيف المسيحي اللبناني الذي يعاني أساساً «أزمة وجود» حقيقية (ونحن نعني ما نقول)، وكيف ستكون ردة فعله؟!.

 

لقد تكشّفت «حرب المشاغلة والمساندة»، عن حقيقة صارخة وهي أن الجميع يحمل السلاح في لبنان باستثناء المسيحيين! وأن الأجهزة الأمنية ومسؤولين كباراً أيضاً كانوا، على امتداد السنوات (وربما العقود) الماضية، غافلين أو متغافلين أو متواطئين ازاء ظاهرة تدفق السلاح، الثقيل والمتوسط والخفيف، على هذا البلد المنكوب.

 

والكلام على «اليوم التالي» لبنانياً، لا يتوقف هنا، اذ ثمة قضايا مهمة جدّاً بدأت تطرح ذاتها بقوة، منذ ما قبل اليوم، أبرزها ما يتعلق بالشهداء الأبرار وعائلاتهم، وبإعمار ما دمّرته الحرب (وما ستدمره تباعاً) وبانعكاس هذا الحدث المفصلي المهم على لبنان ومستقبله، على الصعدان كافّةً… في وقتٍ البلد «منتوف»، و «حالتو بتبكّي».