Site icon IMLebanon

تدني الخطاب برسم الناخبين في 6 ايار

 

بعدما تجاوز الإشتباك السياسي حدود الحملات الإعلامية من خلال المنحى الخطير الذي اتخذته جراء الحرب بين مناصري «التيار الوطني الحر» وحركة «أمل» على مواقع التواصل الإجتماعي، ومن ثم انسحب ذلك على الشارع، وذلك على خلفية تسريب مقطع فيديو لرئيس «التيار الوطني» الوزير جبران باسيل الذي هاجم فيه الرئيس نبيه بري واصفاً إياه بـ«البلطجي»، وقوله «حلّتها مع بري أنو نكسرلو راسو مش هوي يكسّرلنا راسنا»، يبدو أن الأمور لا تزال مفتوحة على غواربها، لا سيما في ظل تشدّد الوزير باسيل في عدم تقديم أي اعتذار، وذلك بحسب مصدر نيابي مطّلع.

وأضاف المصدر، أن الخطاب السياسي بدأ يتدنّى من العام 2005 وليس منذ الأمس، وهذا التدني بدأ ينتشر بشكل تدريجي، حتى بات البعض يستسهل إطلاق الشتائم والعبارات القاسية بحق خصومهم، من دون احتساب خط الرجعة، أو حتى توقّع النتائج المترتبة عن أي خطاب ذو طابع تحريضي واتهامي وطائفي ومذهبي أو حتى سياسي. معتبراً أن اللغة المعتمدة في التخاطب السياسي ليست لغة سياسية، وأن أسلوب الشتائم والتهجّم ليس جديداً على العديد من السياسيين، ولكن الجديد في الفيديو المسرّب، أن الكلام أتى خلال تجمّع يضم عشرات المواطنين، والكل يدرك أن وسائل التواصل تنقل كل الأخبار والتصاريح لحظة بلحظة إلى الرأي العام. لذا، تابع المصدر، فإن تدني مستوى الخطاب هو إهانة أولاً بحق المجتمعين الذين يستمعون إليه، قبل أن يكون إهانة للرئيس بري ثانياً. وهذا الواقع يدفع للتساؤل عن موقف المواطنين فيما لو كانوا راضين عن المسؤول إذا كان مستوى حديثه على هذا القدر من التدني بحق خصمه، من هنا، يجب وضع هذا الكلام برسم الناخبين في الدرجة الأولى الذين باتوا أمام الإنطباع بأن ممثّليهم في السلطة لا يحترمونهم، كما لا يحترمون بعضهم. وبالتالي، فإن هذه المقاربة المستهجنة اليوم في السياسة، هي نفسها المقاربة المعتمدة في الملفات التي تمسّ المواطن في طريقة عيشه، وفي حياته اليومية.

من جهة أخرى، اعتبر المصدر نفسه، أن من أوصل بعض السياسيين إلى المراكز الحالية، هو المواطن نفسه الذي انتخبهم وسلّمهم البلد، ولذلك، فعلى هذا المواطن الذي كان أول من أدان الخطاب المتفلّت والمتدنّي، وليس بالأمس فقط، بل منذ مدة، أن يسعى إلى تغيير هذا النموذج من السياسيين من خلال انتخاب شخصيات تتمتع بالحد الأدنى من الميّزات والصفات الوطنية وبالتالي، قادرة على ترجمة الوعود الإنتخابية إلى أمر واقع وليس إبقائها في إطار الشعارات والوعود الكلامية.

ومن هنا، فإن المصدر النيابي وجد أن ما من قراءة أحادية لما شهدته الساحة السياسية في الأيام القليلة الماضية، لافتاً ألى أن الإحتمالات متعدّدة، خصوصاً بعدما وصلت إلى مستوى المطالبة باستقالة الوزير باسيل، مما يجعل من الصورة ضبابية بالكامل وغير واضحة على مستوى المعالجات المرتقبة، إذ ربما تكون «بروفا» لاختبار مدى قدرتهم على تعطيل الإنتخابات النيابية، وتحديد الطريقة المناسبة لذلك.