هجمة غير مسبوقة يتعرض لها حزب الله ممن تبقى من فريق 14 اذار او من تياراته كالمستقبل والقوات وغيرهما من اعلاميين وكتّاب مقربين او محسوبين على هؤلاء، والذنب ان حزب الله انه حرر جرود عرسال من «جبهة النصرة» وساهم مع الجيشين اللبناني والسوري بتحرير جرود القاع ورأس بعلبك.
والغريب ان الهجوم يستهدف الجهة التي حررت الجرود والارض، من نفس الجهة التي فتحت ابواب الحدود اللبنانية للجماعات التكفيرية ومولتها وغذتها بكل الانواع الغذاء المدني والعسكري، بل الوثائق تؤكد تورّط جماعة من نواب ومشايخ وشخصيات هذه التيارات والشخصيات مع «النصرة» و«داعش»، فيما الجهة التي تعرضت للتفجير والقتل والاستهداف هي التي تتلقى اليوم سهام الهجوم بما يضع علامات استفهام كبيرة على مواقف هذه الجماعة السياسية، وكأنها هي التي تعرض لانتكاسة وهزيمة على ايدي كل من الجيشين اللبناني والسوري وحزب الله.
هذا الكلام الذي يجري تداوله في مجالس سياسية تقولها مصادر قريبة من محور المقاومة وعالمة باجواء التطورات السياسية الداخلية والاقليمية تضيف عليه، ان الانكى من ذلك انهم يحاولون من خلال الفجور السياسي حماية انفسهم من التورّط المتعمد في قتل العسكريين في ساحة عرسال وفي مواقع الجيش، ومحاولة المقايضة بين تهدئة التصريحات والمواقف السياسية مقابل ترك الشيخ «ابو طاقية» او مصطفى الحجيري، وكانهم يخافون ان يكشف عن معلومات خطيرة قد تطالهم.
المصيبة الاخرى تضيف المصادر، ان المقاومة ـ اي حزب الله هو الذي اعتقل من كشف عن مدافن العسكريين الشهداء الذين ذبحتهم جماعة «داعش» التي كانت موجودة في عرسال وتركت تصطحبهم معها من مسجد ابوطاقية الى الجرود على اعين الجميع، فيما كان حزب الله يمنع تقدم «داعش» والهروب، هذه الجماعة تعود وتستخدم نفس الادوات لمهاجمة حزب الله الذي حرر جثامين الجنود.
انها اكبر عملية عهر وعربدة سياسية على المستوى الوطني تقول شخصية سياسية بارزة في فريق 8 اذار، وهذا العهر يحاول ان يأخذ في التصريح التصعيدي والاعلامي، ويحاول تلفيق الاكاذيب لينفي عن نفسه التورّط الواضح في كل ما جرى في عرسال منذ لحظة احتلالها من «النصرة» و«داعش» الى اخر لحظة بعد ان اندحروا من عرسال وكامل الجرود، وتؤكد هذه الشخصية ان كل ما حصل اميركي الصنع، اذ ان «الدكتيلو» التي رسمت لهم خطوط البيانات والتصريح والحديث واثارة الازمات السياسية والتأثير على انتصار الجيش والمقاومة، الذين ثبت بما لا يمكن الشك به، ان التنسيق والتناغم مع المقاومة والجيش السوري اوصل الى هذا الانتصار، واشارت الى انه تحت عنوان ترك جماعة «داعش» وعوائلهم الخروج، دون قتلهم جميعاً. والايحاء من جديد ان حزب الله في الحكومة السابقة هو من منع التبادل او عطل التوافق او التسوية، في محاولة تزوير واضحة للوقائع والحقائق، في حين ان هذا الحزب قدّم خيرة الشباب من شهداء وجرحى من اجل تحرير الجرود ودحر الجماعات التكفيرية.مما يؤكد ان كل هذه الحملة ليست برئية، بل هي منظمة.
وقد تزامنت هذه الحملة مع تغريدات الوزير السعودي ثامر السبهان الذي طرد من العراق كسفير، بسبب تصريحاته ومواقفه التحريضية بين العراقيين، واليوم يعمل على لعب الدور نفسه في لبنان، من خلال تحريض اللبنانين على حزب الله وعلى الطائفة الاسلامية الشيعية والتي تحارب جماعة الوهابية في لبنان وسوريا والعراق والتي تقف الى جانب الشعبين البحريني واليمني بوجه العدوان والظلم الواقع عليهما.
واشارت الشخصية في 8 آذار ان انطلاق الحملة على حزب الله بعد تحرير الجرود وما قاله الوزير السبهان، تقدم دليلاً على ماهية هذه الحملة الممتدة ضد المقاومة من كل الجهات من لبنان وخارج ولبنان، لكن الاساس فيها الانتصارات التي تسطرها المقاومة مع حلفائها ان على الحدود اللبنانية- السورية، او حالياً في دير الزور حيث النصر الاستراتيجي، الذي على ما يبدو ازعج الوزير تامر السبهان وجماعته في المنطقة.
اما في تغريدات الوزير السبهان فقد وضع اللبنانيين امام خيارات، والاكثرية الساحقة من اللبنانيين اختارت المقاومة، كما اختارت الاستقرار الوطني، وليس الجماعات الوهابية التكفيرية التي فجرت كل اللبنانيين مسيحين ومسلمين يبقى كما يقول قيادي كبير في 8 اذار على السبهان في وقت قريب ان يختار هو وحكومته، اي مشروع سيسلكون في المنطقة، لأن التسويات الكبرى لن تنتظر النهج الذي سارت عليه المملكة خلال السنوات الماضية، اذ سوف تضطر للحوار مع الجمهورية الاسلامية الايرانية، كما ستضطر قريباً للاعتراف بأنها انهزمت في سوريا، وستعترف بهزيمتها كما اعلنها باسلوب ديبلوماسي، ستيفان ديمستورا، لذلك نحن اخترنا باكراً المقاومة.