Site icon IMLebanon

عاصمة الجنوب تنتصر بالمنافسة الديموقراطية

صيدا ـ

بنسبة اقتراع عالية بلغت حوالى 45 في المئة، نجحت صيدا في استحقاقها البلدي وفي تحويله الى عرس حقيقي للديمقراطية التي تجلت بأبهى صورة لها خلال اليوم الانتخابي الطويل الذي مر هادئا في عاصمة الجنوب فلم يعكر صفوه اي حادث او اشكال.

انتخابات المجلس البلدي لمدينة صيدا تنافست فيها ثلاث لوائح: «لائحة انماء صيدا« برئاسة المهندس محمد السعودي والمدعومة من تحالف تيار المستقبل والجماعة الاسلامية والدكتور عبد الرحمن البزري، لائحة «صوت الناس« برئاسة المهندس بلال شعبان والمدعومة من التنظيم الشعبي الناصري واللقاء الوطني الديمقراطي، ولائحة «احرار صيدا« وهي غير مكتملة برئاسة الدكتور علي الشيخ عمار.

وميزت هذه الانتخابات ثلاث علامات فارقة. فالى جانب نسبة المشاركة الكبيرة التي سجلتها المدينة والتي جاءت مفاجئة لكثير من المراقبين، نجحت صيدا في استحقاق الأمن الانتخابي كما بالروح الرياضية العالية التي تحلت بها اللوائح المتنافسة والقوى السياسية الداعمة لها بحيث كان مرشحو ومندوبو وناخبو هذه اللوائح يتواجدون في مراكز الاقتراع وداخل الأقلام في وقت واحد من دون ان يرافق ذلك اي اشكال او حتى احتقان. وتحولت الطرق التي تربط بين مراكز الاقتراع وباقي شوارع المدينة الى ما يشبه حلقة متصلة من الازدحام والتزاحم على اختيار الفريق الذي سيقود العمل البلدي في المدينة للسنوات الست الماضية، حيث بقيت عملية الاقتراع مستمرة حتى اغلاق الصناديق السابعة مساءً. وسجلت عمليات الفرز ليلا تقدما كبيرا للائحة انماء صيدا برئاسة السعودي.

كيف بدا اليوم الانتخابي الطويل في عاصمة الجنوب ؟.

عند السابعة صباحا فتحت صناديق الاقتراع المائة في 13 مركزا للذكور والاناث، موزعة على احياء المدينة الـ13. مراكز الاقتراع تقاسمت المشهد نفسه، مندوبو اللوائح يتوزعون على المداخل وفي باحات المراكز مرتدين القمصان والقبعات التي تحمل اسم وشعار هذه اللائحة او تلك وصورة هذا المرشح او ذاك. يوزعون قوائم المرشحين، بينما كان مندوبون آخرون للوائح يبكرون بالحضور الى داخل الأقلام لأخذ اماكنهم قبالة رؤساء الأقلام ليواكبوا بدء عملية الاقتراع بالتحقق من اسماء وسجلات الناخبين اولاً بأول . وجرت عملية الاقتراع في أقلام مخصصة للذكور وأخرى مخصصة للإناث داخل المركز الواحد، وفي كل قلم خصص صندوق للبلديات وآخر للمخاتير واستخدم العازل السري كما الحبر للبصمة والتوقيع بعد الاقتراع . 

وفيما كان لافتا التزام معظم الناخبين بلوائحهم، حرص بعضهم على اعادة تشكيل لوائحهم بأنفسهم قبل دخولهم الى مركز الاقتراع، فيما لجأ آخرون الى تشطيب اسماء في هذه اللائحة او تلك واستبدالها بأخرى. 

وحضر فريق من الجمعية اللبنانية من اجل ديمقراطية الانتخابات التي نشرت حوالي 25 مندوبا ثابتا لها في صيدا واكبوا عمليات الاقتراع في المراكز تحت اشراف منسق الجمعية في قضاء صيدا الزهراني رشيد حمتو. وشكا عدد كبير من الناخبين لا سيما كبار السن والمرضى، من كون معظم اقلام الاقتراع في الطوابق العليا للمراكز ما اضطر بعضم للإستعانة بأبنائهم او بمتطوعين لحملهم الى صناديق الاقتراع .

اليوم الانتخابي الطويل واكبته قوى الأمن الداخلي والجيش اللبناني، بانتشار للأولى داخل مراكز الاقتراع، وللثاني في خارجها ومحيطها وعلى شكل دوريات راجلة ومؤللة في مختلف احياء وشوارع المدينة الرئيسية لا سيما حيث توجد مراكز الاقتراع، من دون ان تسجل اية اشكالات تذكر باستثناء العثور على عبوة وهمية على مقربة من مركز متوسطة الشهيد معروف سعد الرسمية صباحا.

الإقتراع بدأ كثيفاً خلال الساعات الثلاث الأولى حيث تخطت النسبة حتى العاشرة الـ12 في المائة. ثم استمر بوتيرة مرتفعة حتى الظهر ليخف قليلا ومن ثم يعود الى الارتفاع متفاوتا بين مركز وآخر، فوصل عند الخامسة الى 36 في المائة .

السنيورة: نتطلع الى المستقبل

رئيس «كتلة المستقبل» النيابية الرئيس فؤاد السنيورة الذي اقترع في مركز ثانوية الدكتور نزيه البزري الرسمية في صيدا، قال في تصريح له اثر ادلائه بصوته: «اليوم هو عرس للديموقراطية والمنافسة الرياضية. وانتهز المناسبة لاقول: أشد على يد كل من تقدم إلى الانتخابات كمنتخب، وهذا يعبّر عن الحيوية في هذه المدينة من اجل ان يشاركوا في المنافسة الديموقراطية لخدمة الشأن العام وصيدا«.

أضاف: «موضوع مشاركة أبناء المدينة أساسي. ليس حقا للناخب أن يشارك بل هو واجب، وأؤكد لكل شخص ضرورة المشاركة لان الذي يتقاعس ويبتعد عن أن يعبر عن رأيه كأنه يحاول أن يجعل الآخرين يتكلمون باسمه. أقول لكل مواطن: شارك واختر من تريد ولكن عليك ان تشارك لان هذه الصورة يجب ان يعطيها كل مواطن صيداوي وهي ان يشارك في العملية ويعبر عن رأيه«.

وتابع: «بالنسبة إلى فريق لائحة «إنماء صيدا»، ارى ان هذا اليوم بالنسبة إليه هو التعبير الحقيقي عما قام به في السنوات الست الماضية عندما أتى أهل صيدا وشاركوا في الانتخاب وصوتوا للائحة التي مثلتهم فعليا بعملها وإنجازاتها التي روت قصة نجاح، وننظر إلى كل هذه الفترة الماضية وما قامت به البلدية من انجازات تخولها أن تعبر عن هذا النجاح من خلال دعم اهل صيدا وكل المبادرات التي قام بها نواب المدينة الحرصاء على مصلحة صيدا«.

وختم: «نتطلع اليوم الى المستقبل واستمرار هذا الاداء الناجح، وبالتالي هناك جملة من الامور على المدينة ان تحققها في الفترة المقبلة، وانا ارى ان هذا الفريق بقيادة السعودي قدم قصة نجاح ويقدم مشروع نجاح من خلال البرامج التي يعدها مع فريق عمله. أهمية هذا الفريق انه متضامن من اجل تحقيق هذه الاهداف«. 

بهية الحريري: معركة انمائية للمدينة

من جهتها، النائب بهية الحريري التي أدلت بصوتها في مركز ثانوية صيدا الرسمية الثانية للبنات (مرجان) قالت ان صيدا برهنت انها تقوم بواجباتها. وان انتخابات صيدا ليست معركة تيار المستقبل او الجماعة او التنظيم او الدكتور عمار، بل هي معركة انمائية للمدينة التي انتخبت اليوم لإنمائها ومستقبلها وتطورها .

وردا على سؤال عن الرسالة التي توجهها الى الدكتور اسامة سعد، قالت الحريري: الدكتور اسامة صديقنا، وهذه عملية ديمقراطية وبالنهاية بعد الانتخابات كلنا سوية سنعود لنضع ايدينا بأيدي بعضنا البعض لننهض بمدينتنا لأن لا أحد يستطيع لوحده ان يكمل الطريق.

أحمد الحريري: صفحة مع السعودي

أدلى الأمين العام لـ»تيار المستقبل» أحمد الحريري، عند الثامنة صباح أمس، بصوته في مدرسة المرجان. وقال في سلسلة تصريحات، قبل وبعد الإدلاء بصوته، «العملية الانتخابية تمر بهدوء مثلها مثل العمليات الانتخابية التي تمت قبل، في أجواء من الديموقراطية والرقي، بعيداً عن أي مشاكل، وقريباً من الطروحات التي تخدم مدينة صيدا«.

وشدد على أن «22 أيار 2016 سيكون يوماً تاريخياً لصيدا التي اكدت في العامين 2009 و2010 الولاء للرئيس الشهيد رفيق الحريري، كما ستكرر التأكيد، من خلال الناس أنفسهم الذي أكدوا في الجولات التي قمنا بها أن مدينة صيدا مدينة حرة بقرارها، وقادرة على التعبير عن قرارها في صندوق الاقتراع«.

واعتبر أنه «عند الساعة السابعة من مساء اليوم (أمس) ستكتب صفحة جديدة في تاريخ صيدا مع الرئيس محمد السعودي، الصيداوي الاصيل الذي يمثلنا، إن كان في طيبته أو عفويته أو دقته في المشاريع والخطوات التي قام بها في السنوات الست الماضية«.

وأكد «أن المهندس السعودي صيداوي اصيل تمكن من أن يحفظ حقوق صيدا ويعيد لها البهجة في المشاريع الكبرى التي نفذها على رأس البلدية، ونحن نأمل أن يستقيم الوضع في البلد كي نرى الانتعاش الاقتصادي في صيدا وكل المناطق اللبنانية«.

ورداً على سؤال، شدد أحمد الحريري على «أن الناس ليست معنا من اجل المال، بل هي معنا من أجل المحبة التي زرعناها منذ العام 1979 حتى اليوم، الناس معنا لان الرئيس الشهيد رفيق الحريري دفع الدم في العام 2005 لتحرير لبنان والناس من النظام الامني السوري – اللبناني الذي كان طاغياً في البلد ويستبد بالناس«.

ورأى «أن كل الاحزاب في لبنان تأثرت بالانتخابات البلدية، وليس فقط «تيار المستقبل»، ولتكن الانتخابات البلدية بمثابة الاختبار لكل الاحزاب كي تعرف اين اخطأت، وتجري تقييماً كاملاً لتطوير الامور الجيدة وتصحيح الأخطاء«. وأشار إلى أن «الانتخابات في صيدا وصفت بأم المعارك، لأنها تتم في عاصمة الجنوب، حيث التنافس يتم بين لائحتين اساسيتين ولائحة ثالثة غير مكتملة«.

وأكد «أن مدينة صيدا اعتادت أن يكون لها رأي وصوت في الاستحقاقات الديموقراطية، حيث يمكنها أن تقول كلمتها بهدوء. لذا، نتمنى أن يمر هذا النهار بهدوء بجهود القوى الامنية والجيش اللبناني، كي تتمكن صيدا من النزول بكثافة الى صناديق الاقتراع، وفاءً لمحمد السعودي«.

وإذ أكد «على الحق الديموقراطي للجميع بالترشح»، قال رداً على سؤال أن «النائب السابق أسامة سعد ابن بلدنا، وهو حريص بقدر ما نحن حريصون على ان يمر هذا النهار بهدوء، لأن ما يجري اليوم هو تنافس ديموقراطي «وبكرا منرجع وين ما منشوفو منبوسو» كما نفعل عادةً«.

ورداً على سؤال عن انعكاس نتائج بيروت على مدينة صيدا، قال أحمد الحريري «ان السيدة بهية الحريري كانت موجودة في صيدا كل الوقت، لكن بيروت تأثرت بغياب الرئيس سعد الحريري، لمدة خمس سنوات، واليوم الرئيس الحريري عاد ليكون بين أهله وناسه، ونحن نعمل لترميم هذه العلاقة مع بيروت وأهلها، آخذين بعين الاعتبار نتائج الانتخابات التي فزنا بها بفارق 7 آلاف صوت بين الأخير على لائحتنا والاول على لائحتهم، و15 ألف صوت بين الاول عندنا وعندهم، في حين أن بعض الأحزاب فازت بفارق قليل من الأصوات، لا يقارن ببيروت، كما حصل في بعلبك مثلا، من خلال فارق ال 800 صوت«.

وحث احمد الحريري، في حديث إلى «تلفزيون المستقبل»، الصيداويين «وكل أحباء الرئيس سعد الحريري والرئيس الشهيد رفيق الحريري، رحمه الله، على النزول بكثافة ليعبروا عن رأيهم، قبل اقفال صناديق الاقتراع عند السابعة مساءً، وليقولوا إن صيدا لها رأيها وان بامكانها التعبير في صندوق الاقتراع عن كل هواجس أهلها وناسها«.

واعتبر أن «العنصر الاساسي في هذه المعركة هن امهات وصبايا صيدا اللواتي يعطين زخماً ومعنى أكبر لهذه المعركة، لأن العائلات التي تنتخب عمادها الأساسي هن الأمهات اللواتي أوجه لهن الدعوة الى النزول للتصويت بكثافة، لأنه لا يجب النوم على حرير أن المعركة محسومة لمصلحة المهندس محمد السعودي، بل يجب التصويت بكثافة، لأن في ذلك تعبير عن مطلق الدعم لهذا الرجل وانجازاته»، داعياً «كل من يحب صيدا أن يعبر عن حبه لها بالتصويت قبل اقفال صناديق الاقتراع«.

السعودي: البلدية لكل صيدا

بدوره رئيس بلدية صيدا ورئيس لائحة انماء صيدا المهندس محمد السعودي الذي كان اول المقترعين من الفاعليات حيث حضر الى مركز ثانوية مرجان الرسمية بعد فتح صناديق الاقتراع بدقائق، اكد ان صيدا ستكون افضل خلال السنوات القادمة وقال: بدءا من الغد (الاثنين) لا يوجد اطراف في صيدا وكلنا طرف واحد وان البلدية ستكون كما كانت خلال السنوات الست الماضية لكل صيدا.

ناصر حمود

واثر ادلائه بصوته في مركز مهنية صيدا، اعتبر منسق عام تيار المستقبل في الجنوب الدكتور ناصر حمود ان الاقبال على الاقتراع كان جيدا وان صيدا عبرت عن انحيازها الى خط الانماء بعدما لمست الانجازات طيلة السنوات الماضية وقررت استكمالها مع المهندس محمد السعودي وفريق عمله البلدي بمنحه وهذا الفريق ثقة كبيرة .

بسام حمود

واثر ادلائه بصوته في ثانوية الايمان في صيدا اعتبر المسؤول السياسي للجماعة الاسلامية في الجنوب الدكتور بسام حمود ان ما نشاهده اليوم في صيدا عرس إنتخابي ديمقراطي يتنافس خلاله الجميع على تحقيق الافضل للمدينة واهلها. وقال: اننا كعائلة صيداوية كبيرة حريصون بكافة أطيافنا على مصلحة المدينة وتقدمها.

البزري

وقال الدكتور عبد الرحمن البزري بعد ادلائه بصوته في ثانوية مرجان بصوته، هذا يوم إنمائي بامتياز في مدينة صيدا، والتنافس البلدي على اللوائح هو تنافس إنمائي في السياق عينه. 

ولاحقاً، أصدر البزري بياناً شكر فيه الصيداويين «لمشاركتهم الناشطة والهادئة التي تحلت بالروح الديموقراطية، وأظهرت وجه صيدا الحضاري«. كما هنأ «اللوائح المتنافسة على تحليها بالروح الأخوية، وجعل يوم صيدا يوما وطنيا وإنمائيا بامتياز«.

فاعليات

امين عام التنظيم الشعبي الناصري الدكتور أسامة سعد قال اثر ادلائه بصوته في مركز مهنية صيدا، ان من يريد تغييرا فعليا والتقدم نحو الأفضل، عليه أن يعيد الى صيدا ازدهارها وإيصال من يمثلها صناديق الاقتراع.

كما ادلى رئيس لائحة صوت الناس المهندس بلال شعبان بصوته في ثانوية البزري، فيما ادلى رئيس لائحة احرار صيدا الدكتور علي الشيخ عمار بصوته في ثانوية مرجان .