IMLebanon

احتفال ريّاق … تشديد على جهوزية الجيش الدائمة في مواجهة الاخطار

بين احتفال بالنصر من هنا، وتكريم للشهداء من هناك تتجمع الملفات الملبدة في سماء اليرزة التي لا ناقة لها فيها ولاجمل، في زمن يتسابق فيه المزايدون على مبايعتها من «حسابها»، مع دخول البلاد زمن البازارات الانتخابية، في الوقت الذي تتركز الجهود على متابعة الانجاز العسكري وتحصينه من خلال تعزيز الامن الوقائي، وسط المعلومات المتداولة من هنا وهناك عن احتمال وقوع عمليات ارهابية في الداخل، ما فرض تطبيق خطة امنية عاجلة لدرء الخطر قدر الامكان، رغم ان الاختراق يبقى فرضية قائمة في المعركة ضد الارهاب.

وفي سابقة تتكرر للمرة الثانية، بعد تكريم الوحدات العائدة من معركة نهر البارد في ملعب فؤاد شهاب الرياضي عام 2007، تقيم قيادة الجيش حفل تكريم للوحدات والقطع القتالية التي شاركت في معركة تحرير الجرود من الارهابيين، وهي اللواء السادس، فوج التدخل الاول، الفوج المجوقل، اللواء التاسع، فوجي المدفعية الاول والثاني، فوج المدرعات، فوج الهندسة، فوج الحدود البرية الثاني، فوج المضاد والدروع، فرعي المكافحة والقوة الضاربة في مديرية المخابرات، فضلا عن سلاح الجو، حيث سيتم تقليد رايات تلك القوى الاوسمة التي تستحقها تقديرا لخدماتها وادائها خلال المعارك.

الاحتفال الذي كلفت لجنة يترأسها رئيس الاركان اللواء حاتم ملاك الاعداد له منذ اسبوعين، سيترأسه العماد جوزاف عون قائد الجيش حيث ستكون له كلمة تعيد التأكيد على الثوابت التي تضمنها «امر اليوم» الذي صدر عقب انتهاء عملية «فجر الجرود» والكلمة التي القاها في وداع العسكريين الشهداء، مشددا على ضرورة الابقاء على حالة الجهوزية الكاملة لمواجهة الاخطار القادمة من الجنوب وتلك التي تتربص بالداخل من خلايا نائمة، شاكرا كل الاصدقاء الذين قدموا العون والمساعدة للجيش لنجاحه في معركته، التي لم تكن لتتحقق لولا ارادة القتال الصلبة والكفاءة العالية وروح التفاني التي يتمتع بها الجنود اللبنانيون. كما يشارك في الاحتفال اعضاء المجلس العسكري وكبار ضباط القيادة، فضلا عن بعض المدعوين.

وفي هذا الاطار اشارت مصادر مقربة من قيادة الجيش انه تم اختيار قاعدة رياق الجوية نظرا لرمزيتها وللدور الذي لعبته خلال المواجهة، اذ شكلت قاعدة لوجستية خلفية للوحدات القتالية، وكذلك لطوافات سلاح الجو التي شاركت في المواجهات، رغم اقامة سلاح الجو لمهبط في منطقة اللبوة حيث ربض عدد من الطوافات التي خصصت لنقل الجرحى وبعض المهام اللوجستية.

وكشفت المصادر ان قيادة الجيش غير مسؤولة وغير معنية باي احتفال تكريم يقام، وان نشاطها في هذا المجال اقتصر على، تكريم الشهداء في يوم وداعهم الوطني، تكريم الوحدات المشاركة، وتكريم للاعلاميين الذين واكبوا عملية «فجر الجرود» كعربون وفاء وتقدير لمجهودهم مطلع الاسبوع المقبل، معتبرة ان المؤسسة لا تقيم مهرجانات نصر وانتصار، انما بكل بساطة وبحسب الاعراف مراسم تكريم تعلن فيها انتهاء العمليات العسكرية وانجاز المهمة بنجاح.

وتابعت المصادر بأن للجيش برنامجه ورزنامته الخاصة بعيدا عن كل المزايدات السياسية ومحاولات الاستثمار التي قد يلجأ اليها البعض من هنا او هناك، فكما كان له وحده قرار تحديد ساعة الصفر سيكون دوما على قدر المسؤولية التي فوضه اياها اللبنانيون، راعيا لامنهم وحاميا لسلامتهم، «لا يتكلم الا باللبناني»، فالجيش حصل على افضل تكريم من خلال الالتفاف الشعبي حوله وبالغطاء السياسي الذي امن له حرية التحرك والتصرف وفقا لمقتضيات المرحلة، وعليه فهو لن يخيب امل اللبنانيين.

من هنا، تؤكد المصادر ان الجيش وبعد انجاز مهمته العسكرية، انطلق في ورشة عمل امنية، حيث لا يزال هناك الكثير للانجاز، فصحيح ان الوجود الارهابي بوجهه العسكري في الجرود قد انتهى الا ان الخلايا النائمة والكثير من المطلوبين لا يزالون في جحورهم داخل المخيمات وفي بعض المناطق، لذلك ستشهد الفترة المقبلة سلسلة من الانجازات المتلاحقة، في الوقت الذي تتطلب فيه المرحلة وعيا شعبيا وتعاونا مع الاجهزة الامنية لتفويت اي فرصة على العدو للضرب في الداخل، داعية المواطنين الى عدم الاخذ بالشائعات والاخبار التي تحاول النيل من الجيش تحت اكثر من عنوان، ليس آخرها الضرب على وتر الخلاف بين قائد الجيش ورئيس الاركان، خلافا للحقيقة، حيث ان العلاقة بين الشخصين ممتازة يحكمها الاحترام المتبادل والقوانين والانظمة المرعية الاجراء التي تحدد المهام والصلاحيات بعيدا عن اي كيدية او حسابات سياسية، فمن يعرف شخصية العماد عون واللواء ملاك يدرك جيدا ان لا مجال للصدام او الخلاف بين الرجلين اللذان يعملان لصالح المؤسسة العسكرية اولا واخيرا، شارحة للمرة الاخيرة ملابسات ما اثير حول زيارة بعبدا، مشددة ان لا انتقاص من مقام رئاسة الاركان، اذ ان زيارة قصر بعبدا جاءت في اطار «بروتوكولي» لشكره من قبل قادة الوحدات المشاركة في العملية بعدما كان توجه اليهم بالحديث عبر الهاتف مع انطلاق العملية، معتذرة عن عدم قدرته على زيارتهم، فما كان منهم الا ان ردوا له التحية وقاموا بزيارته بوصفه القائد الاعلى للقوات المسلحة اللبنانية، وقف الى جانبهم خلال القتال وشاركهم حزنهم في وداعهم لرفاق السلاح.

وختمت المصادر بان لا علاقة بين التعازي التي يقيمها اهالي بعض الشهداء في جامع محمد الامين وبين الاحتفال في رياق، وان التزامن جاء محض صدفة، مؤكدة ان وفدا من كبار الضباط سيشارك في تقديم التعازي، بعد ان قامت القيادة وبناء لتعليمات القائد واشرافه المباشر بتكريمهم بما يستحقون في حفل وداع وطني، ليبقى التكريم الاهم باعادة حقهم بنيل المعتدي عقابه، والاهتمام باهلهم الذين يبقون امانة في اعناق رفاقهم، وهو ما عاهدهم عليه بكل الاحوال قائد الجيش.