لم تسجل أي أصداء إيجابية على الساحة الداخلية بعد لقاءات الرئيس المكلّف سعد الحريري الباريسية، وبقي مشهد الإنقسام حول الإستحقاق الحكومي، يسيطر على ما عداه من استحقاقات رغم أهميتها وهي تتراوح ما بين المالي منها والأمني، إضافة إلى السياسي.
وفي هذا الإطار، فإن أوساطاً قريبة من بيت الوسط، كشفت أنه من المبكر الإنخراط في أي توقّعات أو قرارات لما سيحمله الرئيس الحريري من تصوّر حكومي لدى عودته إلى بيروت، وأكدت أنه مستمر على تخطي الحواجز والعقبات التي أدّت إلى تأخير المسار الحكومي، وهو يؤكد على المعطيات الإيجابية المتوافرة لدى العديد من الأطراف السياسية الداخلية من أجل إحداث خرق في الملف الحكومي، لا سيما وأن ما سمعه الرئيس المكلّف من القيادات قد وفّر له كل الدعم المطلوب، كما التشجيع من أجل الإسراع في تشكيل الحكومة. واستبعدت الأوساط نفسها، كل الكلام المتداول حول تفعيل حكومة تصريف الأعمال، ورأت أنه من المبكر الإنخراط في أي اقتراحات من هذا النوع، لأنها لا تزال تأمل في إنجاز عملية التشكيل، وإن كانت في الوقت نفسه لم تعارض خيار تفعيل العمل الحكومي، كما مجلس النواب، لجملة من الإعتبارات والضرورات المالية، وخصوصاً من أجل تأمين انتظام عملية صرف الأموال وتأمين رواتب الموظفين في القطاع العام.
في المقابل، لاحظ مصدر في «اللقاء التشاوري» أن المقاربات التي عرضت على مدى الأسابيع الماضية ما زالت متعثّرة، وأعرب عن اعتقاده بأن التصميم الذي اتسم به خطاب الرئيس المكلف في الآونة الاخيرة، لا يلامس الواقع الحقيقي للأزمة الحكومية، خصوصاً وأن الصيغة المطروحة من أجل الوصول إلى تمثيل اللقاء بشكل عادل غير قابلة للتطبيق، ذلك أن أي اتصال بشأن هذا الوضع لم يسجل إلى اليوم مع الرئيس الحريري.
وأكد المصدر أن ما طرحه بالنسبة للصيغة المتعلقة بتمثيل «اللقاء التشاوري» من خلال التبادل في الحصص ما بين رئيس الجمهورية العماد ميشال عون والرئيس الحريري لم تصل إلى نتائج إيجابية، وما زال الوضع متوقفاً عند هذا الحدّ، وبذلك، فإن نواب «التشاوري» قد بادروا إلى تسمية مرشحيهم من دون أن يتم التجاوب مع هذه الترشيحات، مع العلم أن رئيس مجلس النواب نبيه بري، سبق واقترح هذه الصيغة على الحريري في السابق وبالأمس، وإنما حتى الساعة لم تحصل أي تطورات على هذا الصعيد.
وفي إنتظار بلورة نتائج اجتماعات الحريري في عطلة الأسبوع الماضي، وتحديداً بعد لقائه الوزير جبران باسيل والدكتور سمير جعجع، أوضح المصدر نفسه، أن الأمور ما زالت على حالها، وأن الأفكار التي طرحت قبيل سفر الحريري إلى العاصمة الفرنسية، وخصوصا من قبل باسيل، ما زالت تدور في نفس الحلقة، ولم تؤدِ إلى إحداث أية ثغرة في جدار الأزمة الحكومية.
وأكد أن «اللقاء التشاوري» ما زال ينتظر جواب الرئيس المكلّف، والذي هو بالنسبة لنواب «اللقاء» يبقى المسؤول الأول والأخير عن تأخير تأليف الحكومة، وليس أي طرف آخر سواء كان داخلياً أم خارجياً.