IMLebanon

سلام أمام تحدي العودة إلى الحضن العربي وأمن المطار أولوية تحت ضغط التحذيرات الدولية

رغم حرصه الدائم على احترام موقع الرئاسة الاولى، وعمله الدؤوب على التذكير بمخاطر استمرار الشغور، تنتظر رئيس الحكومة تمام سلام محطتان مهمتان هذا الاسبوع، سيتولى فيهما مهمة رئيس الجمهورية، الاولى من خلال ترؤسه وفد لبنان الرسمي الى مؤتمر القمة الاسلامية المنعقد يومي الخميس والجمعة في اسطنبول، حيث درجت العادة ان يكون الرئيس اللبناني هو المسيحي الوحيد في هذه القمة، ليعود السبت فيتولى المهمة الثانية المتمثّلة باستقبال الرئيس الفرنسي في بيروت.

لا يُحسد سلام على المهمات المزدوجة المنوطة به منذ شغور موقع الرئاسة الأولى، الى جانب صلاحياته في رئاسة الحكومة. ذلك أن التعطيل الذي تتعرض له الحكومة يعود في غالبيته إلى غياب الرئيس الذي طالما اعتبره سلام (منذ تجربته مع الرئيس ميشال سليمان)، سندا له ومكوناً أساسيا في ضبط إيقاع الجلسات.

قبل أن يتوجه سلام الى اسطنبول، يواجهه استحقاق جلسة مجلس الوزراء المقررة غدا الثلثاء. هو سيدير الجلسة ويطرح المواضيع المدرجة في جدول الاعمال، لكنه لا يحمل عشية الجلسة أي أفكار أو مقترحات في شأن الملف الساخن الذي فجر الجلسة الاخيرة، والمتعلق بجهاز أمن الدولة. “على الذين اختلفوا أن يناقشوا الحلول ويتوصلوا اليها”، كما قال أمام زواره أمس.

وعن تحرك الوزير ميشال فرعون والاتصالات التي يجريها، قال رئيس الحكومة: “إسألوه هو”.

ليس ملف أمن الدولة ما يشغل سلام بقدر ملف أمن المطار المطروح أيضاً على الجدول، “لكونه مرتبطا بمهل بدأت تضيق، انطلاقاً من التحذيرات التي تلقاها لبنان ولا يزال من مطارات العالم التي تدعونا الى التحرك والمعالجة بسرعة، وإلا فسينعكس الامر على علاقاتنا بهذه المطارات التي تهدد بالتوقف عن التعامل مع مطار رفيق الحريري الدولي”، كما يكشف سلام.

يبقى التحدي الأهم في اسطنبول حيث انعقاد القمة الإسلامية، من منطلقين: احتمال انعقاد لقاء بين سلام والعاهل السعودي، وما يمكن أن يحمل مثل هذا اللقاء، إذا حصل أو لم يحصل، على تطور العلاقة بين لبنان والمملكة، بعد الاستياء السعودي الأخير وما رافقه من إجراءات عقابية في حق لبنان، والامر الثاني مترابط بالبيان الختامي للقمة وموقف لبنان فيه والتنسيق القائم مع وزير الخارجية في هذا الشأن لمنع تكرار التجربتين الاخيرتين في الجامعة العربية ومؤتمر التعاون الاسلامي، واللتين تسببتا للبنان بجفاء مع محيطه العربي.

لا يغفل سلام الإشارة في هذا الشأن الى حزنه لعدم وجود الرئيس المسيحي الذي يرأس وفد لبنان الى القمة، وهذا ما سيحمله على التذكير بأهمية إنهاء الشغور.

وهو يذهب الى القمة، على ما يقول أمام زواره، حاملا هموم لبنان والأخطار المحدقة به نتيجة الوضع المتأجج في المحيط.

وهل تبلغ من السفير السعودي موعد اللقاء مع الملك؟ يؤكد سلام أن لبنان طلب الموعد على غرار ما يحصل في القمة من لقاءات تعقد على الهامش، وجرت العادة أن يتبلغ خلال القمة وفقا لأجندة مواعيد المسؤولين والقيادات. وعليه، يشير الى أنه لم يتبلغ أي أمر من السفير عسيري، لكنه يأمل أن يتمكن من لقاء الملك والقادة المشاركين بما يتيح البحث في العلاقات الثنائية.

وهل ثمة خشية أن يخرج لبنان مرة أخرى عن الإجماع العربي؟ يلفت سلام الى أن القمة الاسلامية تختلف عن القمة العربية لأن مواضيع بحثها تًعنى بالشؤون الاسلامية بشكل أكبر، ولكن قبل أن يحرج لبنان بهذه القمة، نعمل على رصد مواقف الدول في القمة ولا سيما في ما يتعلق بالتحدي الأكبر الذي يواجه الاسلام اليوم، والمتعلق بالارهاب والتطرف. فهل ستتم معالجة هذه المسائل؟ وهل سيتخذ في شأنها موقف يعيد الى الإسلام موقعه المعتدل؟ هذا يتوقف على المناقشات التي ستحصل هناك.

ويلفت سلام الى أن الاجتماعات التحضيرية على مستوى كبار الموظفين أولا ثم على المستوى الوزاري، تنجز الجزء الأكبر من مسودة البيان قبل وصوله الى القمة، كاشفا أن وزير الخارجية جبران باسيل سيتوجه قبل القمة للمشاركة في الاجتماع الوزاري، ومؤكدا أن التنسيق والتشاور سيكونان قائمين.

فور عودته من اسطنبول، يستعد رئيس الحكومة لاستقبال الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند. ويضع سلام الزيارة لدى سؤاله عنها، “في إطار زيارات الدعم التي يقوم بها عدد من الرؤساء والقيادات للبنان، وللرئيس هولاند شخصيا اهتمام استثنائي بلبنان لمسته منذ توليت رئاسة الحكومة، وهو لا يقصّر في التواصل الدائم معنا”.