IMLebanon

في فرصة الفتنة!

 

واهم بامتياز من افترض ان الحرب على الارهاب يمكن ان تؤدي الى ضمور وتراجع حروب الفتنة الكبرى الضاربة في كل ارض، تمكنت إيران من إنزال «حمولتها» السياسية والفكرية والتوجيهية والمذهبية والسلاحية والمالية فيها.

من شاهد عبد الملك الحوثي يوم امس وهو يخطب بأصبعه المرفوعة في صنعاء، ومن يتابع تصاعد وتيرة تشنج أداء وخطاب قادة «حزب الله» في لبنان ومنه الى سوريا.. والبحرين، ومن يسّر له حظه الذي يفلق الصخر ان يتابع بعض المحطات الدينية العراقية، أو مشاهدة بعض المحطات الايرانية الناطقة بالعربية وخطابها حيال اهل الخليج العربي، ومن يُتعب نفسه بتتبع روايات وخبريات وتهديدات وتحذيرات القادة الايرانيين في شأن الوضع السوري واحتمالاته.. ثم على المستوى المحلي اللبناني الأضيق، من يدقق في خبر صغير يتعلق بكشف شعبة المعلومات في قوى الامن الداخلي الهوية الممانعة للمعتدين على الجيش في طرابلس ويعطفه على انكشاف أبوة «حزب الله» لموقع «لواء أحرار السنة في بعلبك» ثم توالي الضخّ التسميمي الافترائي الاصفر في حق الشمال وأهله عموماً وطرابلس وأهلها خصوصاً وغير ذلك الكثير الكثير من التفاصيل الفتنوية المتفرقة.. من يفعل ذلك كله، يتأكد بالملموس ان الجموح الايراني ذاهب باتجاه تصاعدي أبعد مدى من كل ما فعله سابقاً.

والقاعدة الاساس التي يستند اليها كل ذلك الحراك، هو العامل المذهبي الصرف والسافر. والذي اكتشفت إيران «الثورية» مدى فعاليته الاستثنائية والمميزة في تمكينها من أهدافها ومراميها. وهذه في المحصلة الاخيرة، تعني شيئاً واحداً: مواجهة مذهبية مفتوحة على مداها. إلا إذا ظنّ الغاشون باسم ممانعة آخر زمن، ان الآخرين سيكتّفون ايديهم ويتفرجون على المدَدَ التنويري الآتي صوبهم قبل أن يشهروا الاستسلام والخضوع!

الحرب على الارهاب، تريدها ايران تتمة لحربها المذهبية المفتوحة وليس لمعالجة تلك الآفة المدمّرة في ذاتها. خصوصاً، وانه يتبيّن بالملموس والمحسوس والوقائع والنيّات الواضحات الفاضحات، من اليمن الى العراق وسوريا.. الى طرابلس لبنان، ان ذلك المناخ التكفيري، الحقيقي منه والمفتعل، الواقعي والمفترض، والبسيط والمضخّم، ليس سوى رديف لذلك السلاح المذهبي الذي شهَرَته إيران في وجه العرب والمسلمين الآخرين.

سلاح تدميري فتّاك وحارق.. ومزدوج في كل حال! وأخطر ما في جنونه هو ان مستخدميه «واعون» تماماً لتأثيراته ويعرفون ماذا يفعلون، ويفترضون انه ضروري للاستثمار التام والناجح لفرصة ذهبية ماسيّة موجودة امامهم ولا يجب ان تضيع.. فرصة وهن وتشلّع وضعف عربي عميم!.. يا حيف!