Site icon IMLebanon

تغطية الحلف مع إيران بـ”المحور” المسيحي

 

آخر المساعي التي يبذلها رئيس “التيار الوطني الحر” النائب جبران باسيل من أجل تجنب العقوبات المحتملة عليه من جانب الاتحاد الأوروبي، بسبب اتهامه بأنه من السياسيين اللبنانيين المتهمين بعرقلة تأليف الحكومة الجديدة، والحؤول دون انتشال لبنان من المأزق الاقتصادي المالي والمعيشي الذي يعيشه اللبنانيون، هو السعي إلى التظلم لدى بعض الأحزاب المسيحية المتطرفة في أوروبا، بحجة أن العقوبات الأميركية المحتملة ضد قياديين من حزبه هي عقوبات ضد المسيحيين في البلد.

 

السعي الباسيلي هو كي تقف هذه الأحزاب حيث هي في الحكم في دول أوروبية، ضد عقوبات كهذه في حال طُرحت على الاجتماع المقبل لوزراء الخارجية، وفي حال شملت شخصيات من الفريق الرئاسي… وما استقباله وزير خارجية المجر بيتر سيارتو المنتمي إلى حزب “الاتحاد المدني المجري” (فيدس) المسيحي المتطرف، الذي يتزعمه رئيس الوزراء اليميني المتعصب فيكتور أوربان أول من أمس، إلا ضمن هذا الإطار. وهذا الحزب يعتمد سياسة يُنظر إليها على أنها عنصرية وشعبوية قياساً إلى أحزاب ديموقراطية مسيحية منفتحة في أوروبا، واشتهر أخيراً ببطولة رفض استقبال لاجئين سوريين وأفارقة. فشتان ما بين الحزب الديموقراطي المسيحي الذي تتزعمه أنغيلا ميركل، والتي سبقها في زعامته هيلموت كول وأحزاب أخرى، وحزب “الاتحاد المدني المجري”.

 

الفارق كبير بين هذا الحزب وغيره في دول أخرى، وبين الأحزاب المسيحية المنفتحة التي ينضوي نواب في البرلمان الأوروبي، تحت لوائها في إطار حزب “الشعب الأوروبي”. والدليل أن “فيدس” أعلن في 21 آذار الماضي انسحابه من كتلة “حزب الشعب الأوروبي” التي هي أكبر كتلة نيابية في البرلمان الأوروبي، لأنها تضم نواب 70 حزباً في الاتحاد.

 

يغلب الظن لدى بعض القوى المعارضة لسلوك الفريق الرئاسي أن الأخير يسعى إلى التغطية على تحالف “التيار الوطني الحر” مع محور إيران وسوريا و”حزب الله”، بالتحالف مع “المحور” المسيحي القومي في أوروبا، بحيث يمكن أن تحول دولتان أو ثلاث حاز هذا المحور على الأكثرية فيها دون إجماع دول الاتحاد الأوروبي الـ27 على فرض العقوبات على شخصيات يجري وضع لائحة بأسمائها، على أنها تعرقل قيام الحكومة الجديدة.

 

في وقت أعلن سيارتو بعد زيارته باسيل في مقر “التيار الحر” في سنتر ميرنا الشالوحي، أنه “لن نقبل أبداً بأن تفرض عقوبات على أكبر حزب لبناني يمثل المسيحيين”، جهد باسيل للإيحاء بأن الوزير الهنغاري حضر من تلقاء نفسه ولم يأتِ بناء لطلبه هو، و”المجر عموماً والوزير سيارتو كانا دائماً بجانبنا وبجانب قضية التنوع في لبنان والمنطقة، وهما واعيان وداعمان لقضية الوجود المسيحي في لبنان والشرق”. وفي جملة لاحقة مناقضة ولإعطاء زيارته بعداً غير طائفي، تحدث عن التعددية في لبنان. وفي الوقت نفسه كشف الهدف من زيارة صديقه سيارتو بقوله إن “سياسة العقوبات ستكون مضرة وستؤدي مع لبنان الى إبعاده عن أوروبا والغرب والأخذ به أكثر الى الشرق…”.

 

وفيما يسعى معظم الفرقاء اللبنانيين، والكنيسة في لبنان والفاتيكان وسائر الدول الغربية وروسيا، إلى تكريس ضمانة المسيحيين في المنطقة ككل وفي لبنان تحديداً في العيش المشترك من خلال اتفاق الطائف، هناك من يستنجد بالمحور المسيحي الأوروبي الذي يصف بعض خصومه توجهاته بـ”الصليبية” من الزمن القديم، ويخترع لخصومه السياسيين وبينهم مسيحيون كثر، تهمة تعدي زعامات إسلامية على صلاحيات المسيحيين في الحكم التي يختصرها بفئة منهم…لتبرير تعطيل البلد.