IMLebanon

الخلاف المسيحي وغياب الرئيس الحريري يعطّلان انتخاب رئيس جديد للبلاد

 

كان لي الشرف البارحة أن ألتقي أنا ومعي زملائي أعضاء نقابة الصحافة برئيس المجلس النيابي الاستاذ نبيه بري. وفي الحقيقة ان الجلسة مع دولة الرئيس مفيدة وممتعة وهي بمثابة خزان من المعلومات والأسرار.

في بداية الحديث سألنا دولته عن موضوع «الحوار» الذي دعا إليه ثم تركه مضطراً بعدما شهد معارضة من «التيار الوطني الحر» ومن «القوات اللبنانية»..

ثم انتقلنا الى الحديث عن الاستحقاق الرئاسي، فأجاب دولته بأنّ هذا الاستحقاق هو أولوية عنده وعند المجلس النيابي، وأنه سيبقى يدعو كل خميس الى عقد جلسة من أجل انتخاب رئيس جديد للبلاد… وهذا لا يعني ان المجلس عاطل عن العمل كما يظن أو يرغب البعض، بل إن هناك قوانين بحاجة الى دراسة في اللجان النيابية، وبناء عليه فإنّ المجلس يعمل يومياً باستثناء يوم الخميس الذي خُصّص من أجل انتخاب رئيس جديد للبلاد.

السؤال الثالث كان عن موضوع ترسيم الحدود البحرية مع العدو الاسرائيلي.

الحقيقة ان هذا الملف أمسك به الرئيس بري منذ عام 2010، وعمل على متابعة وملاحقة الاتفاق وعندما وصل الى نهايته رفعه الى رئيس الجمهورية وبقي على تواصل ومتابعة حتى وصلنا الى النهاية السعيدة.

السؤال الرابع: هل أصبحنا دولة نفطيّة؟ نعم قال الرئيس أصبحنا دولة نفطية، ولا نحتاج الى كثير من الوقت لاستخراج الغاز والبترول، بل إن المدة أقصر بكثير مما يقولون، وأكبر دليل على ذلك دخول المستثمر القطري على الخط، فالقطريون اشتروا حصّة الروس بالاضافة الى 5٪ من شركة توتال و 5٪ من شركة EMI الايطالية، وهذا أكبر دليل على وجود الغاز والنفط. أما بالنسبة للكميات الموجودة فإنّ هناك آلات حديثة تستطيع أن تعطي حجم الكميات مع كل التفاصيل المطلوبة.

القضية الخامسة: إنّ أوّل ما قمت به، يتابع الرئيس، الدعوة لإنشاء صندوق سيادي من أجل عدم السماح لأحد التصرّف بأي أموال، وتبقى هذه الثروة بيد الصندوق للأجيال المقبلة.

السؤال السادس: بالعودة الى التاريخ، فإنّ تاريخ لبنان الحديث بعد «الطائف» يشير في قضية انتخاب رئيس جديد للجمهورية بأنّ هذه العملية تحتاج الى تدخّل خارجي وإلى الوقت، وهذا الوقت يمتد بين سنة أو سنتين كما حدث يوم انتهى عهد اميل لحود، وبقينا سنة وأكثر حتى لبّينا دعوة أمير دولة قطر وذهبنا الى الدوحة وهناك عانينا الأمرين من الخلافات حتى توصلنا الى انتخاب الرئيس ميشال سليمان.

اما بالنسبة للرئيس السابق ميشال عون، فالعملية استغرقت أكثر ولم تصل الى خواتيمها إلا بعد سنتين وبتدخل خارجي وباتفاق بين التيار الوطني الحر وبين القوات اللبنانية.

السؤال السابع: بالنسبة لأموال الناس في البنوك أستطيع أن أطمئنكم بأنّ أموال الناس في البنوك سوف تعاد لأصحابها، ولكن علينا أن نعلم أولاً بأنني لن أوافق على أي كابيتال كونترول من دون ضمان عودة الودائع لأصحابها، وقد بحثت الموضوع مع الرئيس ميقاتي ومع نائبه (اسعد الشامي) وقلت لهما: علينا ان نعمل على أن يستعيد كل مواطن أمواله من البنوك ولو على دفعات، ويمكن أن نقبل بأن تحسم الفوائد التي حصلوا عليها، ويمكن تقسيط الودائع على أشهر أو 3 سنوات كحد أقصى، ولكن يجب أن لا نسمح بأي إعادة هيكلة للبنوك أو أي إنشاء لبنوك جديدة.

السؤال الثامن: كيف يعيش اللبنانيون، ومن أين يحصلون على الأموال؟

يجيب الرئيس: قلت وأردد إنّ 80٪ من الشعب اللبناني صاروا تحت خط الفقر… ولكن علينا أن لا ننسى ان عدد سكان لبنان 5 ملايين، وهذا صحيح ولكن هناك بين 14 و15 مليون لبناني في الخارج وهؤلاء هم الذين يساعدون أهلهم وهم سر بقاء اللبنانيين، وبالمناسبة فهؤلاء حوّلوا في أيام «الكورونا» 8 مليارات من الدولارات، وهذه السنة ولغاية اليوم حوّلوا 6 مليارات وهم سر بقاء اللبنانيين في لبنان وسر استمرارهم.

السؤال التاسع: كيف هي    علاقاتك مع البطريرك ومع السفراء؟

إنني على اتصال وتنسيق دائم مع غبطة البطريرك ومتفق معه على الصغيرة والكبيرة. اما بالنسبة للسفراء فإني على اتصال ولقاء مع معظمهم.. ودائماً أحاول أن ندعم انتخاب رئيس جديد للجمهورية.

السؤال العاشر: ماذا عن تمسّكك بحاكم مصرف لبنان؟ قال دولته اتصل بي الرئيس السابق ميشال عون وأنا في الجنوب في المصيلح وطلب مني الموافقة على إقالة حاكم مصرف لبنان. اتصلت فوراً بقيادة الجيش وطلبت إرسال مروحية للمجيء بي الى بيروت. وصلت الى القصر واجتمعت بالرئيس السابق عون وقلت له: كيف يمكن أن نفرغ المصرف المركزي حيث لا توجد لجنة رقابة، ولا نواب للحاكم لذلك الأولوية الآن لتعيين نواب للحاكم، وتعيين رئيس وأعضاء لجنة الرقابة وبعدها يمكن البحث بالموضوع، ولكن قلت له: يا فخامة الرئيس أنت الذي عيّنت الحاكم، ومن خارج جدول مجلس الوزراء.. والأهم إذا كان هناك أي خطأ ارتكبه الحاكم فإني أوّل الذين سيحاكمونه ولا أزال لغاية اليوم أنتظر أي مخالفة، وإذا «بيي» مرتكب فلن أغطيه.

السؤال الحادي عشر: وسُئل الرئيس بري عن الوضع الأمني.

فقال: إنّ الوضع الأمني في لبنان محصّن واللبنانيون يملكون من الوعي ما يمنعهم من الإنجرار والانزلاق في أتون الاحتراب والفتن.

السؤال الثاني عشر: ماذا عن صندوق النقد الدولي؟ اجاب: ليس الموضوع 3 مليارات دولار من الصندوق، ولكن أهمية موافقة الصندوق تفتح لنا أبواب العالم المالية والصناديق المالية، وهذا يساعدنا كثيراً.

وختم دولة الرئيس بري بالقول: لبنان قد يستطيع أن يتحمّل أسابيع ولكن اللبنانيين لا يمكن أن يتحمّلوا المزيد من التدهور.

كلام دولة رئيس مجلس النواب الاستاذ نبيه بري واضح وصريح، يعكس حرص دولته على التوافق بين اللبنانيين… من هنا نستشف بأنّ الخلاف المسيحي وغياب الرئيس سعد الحريري رجل الاعتدال عطلا انتخاب رئيس جديد للجمهورية.