على بعد ايام من تاريخ اقفال باب تسجيل اللوائح الانتخابية في وزارة الداخلية في السادس والعشرين من آذار الجاري، تبدو الانتخابات النيابية سيدة الاهتمامات الرسمية والحزبية والشعبية، فيما الملفات الداخلية الاخرى من موازنة العام 2018 ازماتها المتفرعة، «صندوق» القضاة و«سلسلة» اساتذة التعليم الخاص، وصولا الى الاستراتيجية الدفاعية، مرورا ببواخر الطاقة، دخلت اسلحة اساسية في المواجهة بين الاطراف مع اقتراب الحسم.
فقد شهدت الساعات الماضية حركة اتصالات ناشطة في كل الاتجاهات، اثمرت حسما على اكثر من صعيد وبين اكثر من طرف، مع فشل مفاوضات الربع الساعة الاخير، التي بينت بان الاطراف المسيحية عجزت عن تامين تحالفات جدية تسمح لها باستعادة المقاعد في الاطراف سواء شمالا،بقاعا او جنوبا، ليرتسم المشهد المسيحي على الشكل التالي:
انقسام قواتي ـ عوني في كل الدوائر سمح لمعراب بالاتفاق مع بيت الوسط في بعلبك ـ الهرمل وعكار، فضلا عن دائرة الشوف-عاليه بمسعى جنبلاطي اساسي، ودعم للائحة بيروت الاولى، واتفاق بين الرابية وبيت الوسط،في دائرة زحلة والشمال الثالثة في الكورة مع انضمام النائب السابق نقولا غصن الى اللائحة البرتقالية، ما سيأتي على حساب القوات اللبنانية بعدما كان الحديث عن عزم الرئيس الحريري توزيع الاصوات في تلك الدائرة بين القوات اللبنانية، التيار الوطني الحر، والمردة.
واذا كان التيار الوطني الحر لا يزال يسعى الى حل مشكلته في بعلبك ـ الهرمل بعدما بات الحل مربوطا بدائرة جبيل – كسروان، اعيد في الساعات الماضية خلط الاوراق في دائرة البقاع الغربي، مع عودة الحرارة الى الاتصالات بين التيار الوطني الحر والمستقبل، مع تنازل البرتقالي عن دعمه للنائب السابق ايلي الفرزلي، الذي شكل عقبة سابقا امام التحالف مع المستقبل، حيث يجري البحث في حل عقدة المقعد الماروني الذي سيكون من النصيب العوني في حال تنازل الازرق عن مرشحه.
اما متنيا وعلى المقلب العوني فيبدو انه بعد حل عقدة النائب نبيل نقولا، برز في الساعات الماضية توجه لدى مستشار رئيس الجمهورية الوزير الياس بو صعب للعزوف عن الترشيح في حال عدم التحاق نائب قومي باللائحة البرتقالية، في ظل اتجاه في التيار الى عدم التحالف مع القومي في ضوء شد الحبال القائم بين الطرفين في اكثر من دائرة وسعي القومي للاخذ من صحن التيار.
اما على الصعيد الكسرواني، فقد نجح وزير الخارجية في اعادة الوحدة الى اللائحة المدعومة من التيار ويبدو ان المرشحة جيلبرت زوين مستمرة في المعركة. اما القوات اللبنانية فقد انتهت من تشكيل لائحتها تاركة مقعدين شاغرين في كسروان.