IMLebanon

الـ CIA اغتيال مغنية ورأس نصر الله والحرب الإسرائيليّة الثالثة

هل يُعاني حزب الله وفيلق القدس في العراق نقصاً حاداً في المورد البشريّة؟! هذا هو السؤال الأول الذي أثاره إعلان المرشد الإيراني علي الخامنئي بـ»السماح لمجموعات محددة من الشباب الإيراني بالتوجه إلى كل من العراق وسوريا ولبنان للقتال إلى جانب الحلفاء»، هذا الإعلان استوقف كثيرين خصوصاً وأنّه جاء في توقيت متزامن مع الحديث عمّا سمّي «الحرب الثالثة»، وهو التهديد والتأكيد الإسرائيلي الأخطر منذ توقف العمليات الحربية نهاية حرب تموز العام 2006، وتزامن الحديث عن الحرب الثالثة مع عمليتي القنيطرة وشبعا، إضافة إلى الكشف عن التعاون بين الـCIA الأميركية والموساد الإسرائيلي في عملية اغتيال عماد مغنيّة في 12 شباط العام 2008…

هذه لحظة معقّدة في تجميع كلّ هذه الخيوط، ولكن؛ هذه هي حقيقة تشابك الوضع في المنطقة لبنانياً وإقليمياً ـ ولنستخدم أسلوب حزب الله في الاعتماد على صحافة العدوّ الإسرائيلي للتدليل على «بطولاته» ـ فقد أشارت في الثلاثين من الشهر الماضي  صحيفة «هآرتس» إلى أن فترة الهدوء الذي ساد الجولان مدة 40 عاماً، والحدود مع لبنان مدة 8 سنوات انتهت، وأنّ الأحداث تؤكد أن هناك جولات قتالية مقبلة يكون مركزها الحدود مع الجولان ومزارع شبعا، ولا نخفي سرّاً إذا ما قلنا انّ كثيرين من متعاطي شأن التحليل السياسي يتخوّفون من شهر آذار المقبل الذي يذكّر دائماً بأول اجتياح إسرائيلي للبنان والمعروف باجتياح الليطاني.

هذه الأجواء التي تشي بتهديد حقيقي بحرب إسرائيلية جديدة على لبنان بعدما نقلت هآرتس «معلومات إستخباريّة تجمعت لدى إسرائيل تشير إلى نوايا حزب الله وحرس الثورة الإيراني على الحدود، لبنية تحتية، وقوة من النخبة مؤلفة من عشرات المقاتلين، بهدف تنفيذ عمليات من الجولان، تشمل إطلاق نيران القناصة، وصواريخ مضادة للدبابات دقيقة، وهجمات كوماندوس على مواقع للجيش الإسرائيلي أو مستوطنات»، الأمر الذي يدفعنا للتساؤل: هل هناك «دور الشباب الإيراني» الذين وصفهم الخامنئي بـ»مجموعات محددة»، في الحديث الإسرائيلي عن الحرب الثالثة على لبنان؟!

في المقابل أيضاً، كان لافتاً جداً ـ وفي هذا التوقيت بالذات ـ تسريب حكاية اغتيال عماد مغنيّة بالتعاون بين الـCIA الأميركية والموساد الإسرائيلي، وعن الرسالة التي يوجهها هذا الإعلان، ولمن؟ فالرجل الذي طاردته المخابرات الأميركية والإسرائيلية طيلة 25 عاماً ورصدت الـ CIA جائزة نقدية لمن يدلي بأي معلومة عنه وظل المطلوب رقم واحد لها مع أسامة بن لادن الرجل الأول في تنظيم القاعدة، حتى قبل أن يصبح مغنيّة مطلوباً للموساد الإسرائيلي…

لم يكن يوماً عماد مغنية المطلوب الوحيد للإدارة الأميركيّة، وليس سرّاً أن البيت الأبيض كلما احتفل بذكرى تفجير مقر السفارة الأميركية في عين المريسة في بيروت ثمانينات القرن الماضي حمّل المسؤوليّة لـ»حزب الله» وإرهابيين آخرين تدعمهم دمشق وطهران مسؤولية هذه الهجمات، وليس سرّاً أيضاً أنّ أكثر من مسؤول أميركي، أبرزهم مادلين أولبرايت وزيرة الخارجية الأميركية أبلغت الحكومات اللبنانيّة بوجوب تسليم عدد من المتهمين في قضية تفجير السفارة ومقرّ المارينز، وأبرز من طالبت الإدارة الأميركية تسليمهم «حسن نصرالله وعماد مغنية وآخرين»…. 

ليس مطمئناً أبداً كشف الـ CIA تفاصيل عملية اغتيال عماد مغنيّة، بالتزامن مع الحديث عن الحرب الإسرائيليّة، وفي وقت أخذت فيه صورة حسن نصرالله طابع «الوجه الوحيد» الأبرز في الحرب الإقليميّة الدائرة في المنطقة من لبنان إلى العراق وسوريا واليمن، حتى بدا كـ «الجوكر» الإيراني، والذي ستُلقى عليه تبعات كلّ السياسات الإيرانيّة في الماضي والحاضر، فهل بات الرجل المطلوب رقم واحد بعد غياب مغنيّة وبن لادن عن رأس لائحة الـCIA، من يدري؟!