Site icon IMLebanon

“نظام الملالي” يستعمل إيرانيين أميركيين؟

بدأ المسؤول الكبير السابق في “إدارة” أميركية مهمة والمسؤول الحالي في مركز أبحاث مهم في واشنطن اللقاء بالحديث عن روسيا والصين وإيران، قال: “روسيا حاولت دائماً وربما لا تزال تحاول الحصول وبأي وسيلة على أسرارنا الدفاعية والنووية. والصين حاولت أن تعرِّض للخطر أعمالنا واقتصادنا من خلال الحصول على معلومات وأسرار غير معلن عنها. وإيران حاولت دائماً وتحاول التأثير علينا من الداخل. الإيرانيون في أميركا، سواء كانوا مواطنين فيها أو مقيمين شرعياً أو عاملين غير شرعيين أو لاجئين، ينتمون في رأيي وبحسب معلوماتي إلى فئات ثلاث. الأولى “مجاهدو خلق” (MIK). والمنتمون إلى هذه المنظمة موجودون في ولايات عدَّة. لهم جمعياتهم ويتحركون دائماً دفاعاً عن وطنهم الأساسي أي الأول إيران، وعن “مخيم ليبرتي” الذي يتعرَّض للقمع على مسمع ونظر المجتمع الدولي الذي لا يتحرك. إيران تتهمهم بالإرهاب. أميركا وجهت إليهم التهمة نفسها أحياناً. لكن لم تثبت عليهم أي تهمة في هذا الشأن في المحاكم وأمام القضاء. لم يقتلوا أميركياً. يتحركون بانتظام وفي صورة سلمية للتعبير عن احتجاجهم على إيران، ولمطالبة أميركا بالتحرُّك لمساعدتهم والشعب الإيراني. فأمام وزارة الخارجية في واشنطن يقفون أحياناً بالعشرات في مناسبات معينة متشّحين برداء أصفر. يغنّون ويطرحون شعارات. وعندما يكون تحركهم في الكونغرس يجلسون في أماكن الضيوف متّشحين بالرداء نفسه. والفئة الثانية تضم أناساً عاديين يعملون، وربما تكون هي الأكثر عدداً. لا أعرف عددهم بالضبط. أما الفئة الثالثة فهي التي كانت مع النظام الشاهنشاهي السابق والتي استطاع نظام “الملالي” الإيراني استقطاب بعضها لخدمته، إمّا لأن الشعور القومي – الوطني عند أعضائه كبير جداً، وإمّا بسبب إغراءات مادية مهمَّة أو تهديدات. وفي هذا المجال حرص نظام الثورة الإسلامية بعد انتصارها عام 1979 على استقطاب شبكة “السافاك” (جهاز الاستخبارات أيام الشاه) وخصوصاً العاملة منها خارج إيران. وقد بدأ ذلك بـ”التعاطي” مع عدد من قادته الذين كانوا يعملون في الخارج وبقوا فيه بعد الثورة. ونجح في إقناعهم أو ربما بعضهم بالتعاطي معه وذلك بعدما قدّم لهم خيارات عدة تضمَّنت عروضاً محددة. منها مصادرة الأموال والممتلكات التي لهم في إيران وفرض عقوبات معينة عليهم، ومنها التعاون في مقابل أشياء مهمة وسخيَّة. بعض هؤلاء استجاب ومنهم أساتذة، ومنهم باحثون في مراكز بحثية عدة، ومنهم رجال أعمال مبرّزون. أحد أبرز الأعمال التي طُلِب منهم القيام بها كان إقناع الإدارات في أميركا بالسعي إلى التعاون مع إيران وعدم القيام بأعمال عدائية ضدها. والمجلس الأميركي الإيراني كان واحداً من المنظمات التي استعملتها إيران لتحقيق أهدافها (NIAC أي National Iranian American Council). عدد أعضاء هذا المجلس قليل رغم أن مؤسسه يبالغ في ذلك. وهو لا يتجاوز المئة. سُئِل مرة في برنامج تلفزيوني إذا كان أميركيا؟ فأجاب: أنا سويدي. لم يكن أميركياً. إذا كان الإيراني أميركياً أيضاً أو “أوروبياً” فإنه لا يستطيع أن يدخل إيران إلا بجواز سفره الإيراني. وفي الفئة الثالثة نفسها إيرانيون مناصرون للنظام الإيراني السابق يقيمون في أوروبا وخصوصاً فرنسا. وهؤلاء يعرفون المظالم التي تعرَّض لها “مجاهدو خلق”. تتَّهمهم إيران، وتبنّت أميركا الاتهام أحياناً، أنهم دين أو فرقة دينية أو طائفة. لكنهم يسمون أنفسهم مقاومة”.

هذا الشرح المستفيض عن إيرانيي أميركا والخارج عموماً جاء جواباً على تعليق لي يفيد أن أكثرية إيرانيي أميركا مع إيران النووية، ليس بسبب تعلّقهم بالنظام الإسلامي فيها ولكن لأنهم مع إيران دولة حديثة وقوية، ولأنهم قوميون متعصِّبون لها ويرغبون في انفتاحها على أميركا والغرب تماماً مثل كثيرين من شباب إيران. ولما أعدت هذا التعليق على المسؤول الأميركي الكبير السابق بعد شرحه الطويل والمفيد سأل: “ماذا يدفعك إلى هذا القول”؟ أجبتُ: كلامٌ سمعته من أكثر من جهة بعضها مُعادٍ لنظام “الملالي”، وبعضها موالٍ له. على كل أنتم في أميركا معروفون بل مشهورون بالاستطلاعات الجدّية. لماذا لا تجرون استطلاعاً حول نووية إيران بين الإيرانيين في أميركا على تنوّع فئاتهم التي ذكرتها يشمل لا 500 أو 1000 شخص بل عشرة آلاف أو أكثر فتعرفون بواسطة نتائجه إذا كانوا مؤيدين لها أو معارضين؟ الإيرانيون شعب فخور، ورغم أن إيرانيي إيران ليسوا كلهم مع النظام إلا أنه أسَّس دولة جدية جداً في الشرق الأوسط. بماذا أجاب؟