Site icon IMLebanon

تــزامـــن ما بين الانهيار ومعركة رئــاســـة الجمهوريـة !

 

تسير الصراعات السياسية على خط موازٍ لكل الأزمات المالية والصحية والإقتصادية والإجتماعية التي تعصف بالساحة المحلية، وترسم في مضمونها معالم مشهد سياسي غير مسبوق في تاريخ الخلاف بين قوى أساسية في المعادلة الداخلية، وذلك بصرف النظر عن الأهداف الفعلية الظاهرة منها والمستترة على حدّ سواء.

 

وانطلاقاً من الشــظايا التي تــطايرت في أكثر من اتجاه جراء الحملة الإستثنائية التي شنّها رئيس تيار «المردة» ســليمان فرنجية مطلع الأسبوع الجاري، فقد تــوقّع وزير ســابق، أن يشهد المسرح السياسي فــصولاً جديدة مشابهة، ولو تبدّلت العناوين من ملــف الفيول المغشوش إلى ملفات أخرى «دســمة» في فترات لاحقة، لكنه رأى في الوقت نفسه، أن المواجــهة قد لا تقتصر فقط على «المردة» «التيار الوطني الحر»، بل سوف تتّسع لتشمل أطرافاً ســياسية، خصوصاً في جبهة المعارضة للعهد، وذلك وفق الملف المطروح، وبكلمة واحدة ســيكون «خــلاف بالقــطعة» و«توافق على القطعة».

 

وبرأي الوزير السابق، فإن تصعيد «المردة» لا يضعها في مصاف المعارضة للحكومة التي تشارك فيها، فيما يستمرّ المعارضون على مواقفهم التي تتقاطع أحياناً، ولكن يتفرّد كل فريق بأولوياته وأهدافه الآنية واللاحقة مما سوف يحول دون تكتل كل هذه الأطراف في مخيم واحد يحمل عنوان المعارضة للحكومة من خلال المعارضة للعهد أو لـ «التيار الوطني الحر».

 

وعليه، فإن الأوان لم يحن بعد من أجل اصطفاف القوى المعارضة لـ «التيار الوطني الحر» على سبيل المثال ومن ورائه الحكومة مثل «القوات اللبنانية» وتيار «المستقبل» والحزب التقدمي الإشتراكي، إلى جانب تيار «المردة» الذي أعلنها معركة مفتوحة مع «التيار الوطني الحر» في تموضع سياسي واحد، أو على الأقل في الوقت الراهن.

 

وفي سياق متصل، فإن الوزير السابق نفسه، يضع المواجهة ما بين فرنجية ورئيس «التيار الوطني الحر» النائب جبران باسيل، في إطار السباق الرئاسي الذي انطلق بشكل مبكر، وزادت حماوته من خلال ملف النفط، وذلك سواء لجهة الإعلان عن سقوط شعار «لبنان بلد نفطي» أو لجهة الحديث المفصّل عن التجاوزات والمخالفات المسجّلة منذ عشرات السنين في ملف الفيول الفاسد، وذلك وفق ما عرضه فرنجية في مؤتمره الصحافي المدوّي بالأمس، والذي تحدّث فيه بإسهاب عن وزراء «التيار البرتقالي» من دون توفير السهام باتجاه العهد أيضاً.

 

وبالتالي، فإن المسارين يبدوان منفصلين ما بين فريقي المعارضة للحكومة والعهد، وذلك على الأقل في اللحظة الراهنة، كما يكشف الوزير السابق نفسه، والذي يرى أن التوقيت قد لا يكون ملائماً اليوم لفتح معارك سياسية قاسية، ولكنه يستدرك بان التطورات الدراماتيكية في المنطقة التي بدأت تفرض متغيّرات إقليمية عدة في الملفات الساخنة، لا بد من أن تنعكس على المسرح اللبناني، مما يجعل المرحلة المقبلة مفتوحة على عدة احتمالات، ومن بينها احتمال افتتاح معركة رئاسة الجمهورية، وذلك على الرغم من حال الإنهيار المالي والإقتصادي، وعدم قدرة لبنان على تحمّل مثل هذه المعركة.