فيما كانت الدول الاربع الداعية لمكافحة الارهاب «السعودية ومصر والامارات والبحرين» تعرب عن تقديرها لوساطة امير الكويت الشيخ صباح الاحمد الصباح، وجهوده المشكورة في إعادة السلطة القطرية الى صوابها العربي.
وترحيبها بما اعلنه امير الكويت عن موافقة قطر لمناقشة المطالب الـ١٣، التي اعلنتها الرباعية استناداً الى اتفاقيتي الرياض ٢٠١٤، ومشدّدة على ان مناقشة المطالب يجب ان لا تسبقه اي شروط، ومبدية اسفها لما قاله امير الكويت عن نجاح الوساطة بوقف التدخل العسكري، حيث شدّدت على ان الخيار العسكري لم ولن يكون مطروحاً بأي حال..
ومؤكدة على ان الخلاف مع قطر ليس خلافاً خليجياً فحسب، ولكنه مع العديد من الدول العربية والاسلامية التي اعلنت موقفها من التدخلات القطرية في شؤونها الداخلية، ودعمها للإرهاب، وتأمين الملاذ الآمن له، ودول كثيرة اخرى في العالم أجمع..
وفيما كانت الدول الأربع تؤكد على أن تصريحات وزير خارجية قطر التي رفضت الحوار، مكذباً أمير دولة الكويت، إلاّ بعد رفع رجراءات المقاطعة التي اتخذتها الدول الأربع لحماية مصالحها بشكل قانوني وسيادي، ووضعه لشروط مسبقة لأي حوار قطري مع الدول الاربع!
مما أكّد ويؤكد على عدم جدية السلطة الحاكمة الآن في قطر في الدخول في أي حوار حول مكافحة الإرهاب ودعمه وتقديم الملاذ الآمن له، وكذلك المنصّات الإعلامية، بهدف أن يكون ذراعها في التدخل في الشؤون الداخلية للدول الأربع، ولغيرها من الدول العربية والإسلامية والدولية، حتى لا تفقد مسبّب وجودها كدولة ضاعت في محيطها وإقليمها والعالم، وجنون العظمة الذي يراودها..!!
وفيما كانت هذه الدول الأربع الداعية لمكافحة الإرهاب تُعرب عن شكرها لموقف الرئيس الأميركي «دونالد ترامب» خلال القمة التي جمعته مع أمير الكويت في الأبيض الابيض، في تأكيده على أن السبيل الوحيد لحل الأزمة هو ضرورة وقف دعم وتمويل الإرهاب لأنه طوق النجاة للوصول الى مخرج للموقف على أساس بيان القمة العربية الاسلامية – الاميركية في الرياض..
في هذا الوقت لجأ حاكم قطر الى أسلوب «ديبلوماسية الخداع» -عملة الأصولية الصهيونية منذ العام ١٩٤٨- عبر مستشاره «عزمي بشارة» فإتصل بولي عهد السعودية «الأمير محمد بن سلمان» عرض فيه الجلوس على مائدة الحوار مع الدول الأربع الداعية لمكافحة الإرهاب، ومناقشة المطالب الـ١٣ بما يضمن تحقيق مصالح الجميع..
وقوبل هذا الطلب بترحيب من «الأمير محمد بن سلمان»، إلاّ أنه أكّد على أنه سيعلن موقف المملكة الرسمي بعد التشاور مع الدول الثلاث «مصر والإمارات، والبحرين»..
وفي لعبة توزيع الأدوار في «ديبلوماسية الخداع» القطرية، سارعت وكالة الأنباء القطرية الرسمية «قنا» و»قناة الجزيرة» – الأذرع الإعلامية للسلطة القطرية الحاكمة- الى نشر تفاصيل محرّفة عن مضمون الإتصال..
مما أفسد واحدة أخرى من الفرص الضائعة لإنهاء الأزمة، حين زعمت «قناة الجزيرة» أن الإتصال الذي تم بين تميم و»الأمير محمد بن سلمان» جاء بناءً على تنسيق بين «ترامب»!!
كما ذكرت وكالة الأنباء القطرية أن الدوحة عيّنت مندوبين للتفاوض مع الدول الأربع، بما لا يتعارض مع سيادة الدول (وهذا ما كان صرّح به وزير خارجية قطر)!!
عبر الإيحاء ضمناً بأن السعودية هي صاحبة مبادرة الإتصال، في تحريف واضح لما دار في الإتصال الهاتفي!!
إلاّ السعودية ردّت بفعل حاسم على هذا التلاعب، والذي كان غرضه «فرّق تسد»- (وهي ركيزة «ديبلوماسية الخداع» والتي تلاعب بها الإستعمار البريطاني بشعوب المنطقة ما قبل إنتهاء الحرب العالمية الثانية)-.
أي كان هدف سلطة قطر «عزل مصر» عن «الأزمة الخليجية»، وطعن «الإمارات» الديبلوماسية القطرية الكاذبة، مؤكدة على «أن السلطة القطرية لم تستوعب بعد ان المملكة ليس لديها أي استعداد للتسامح مع تحويل قطر للإتفاقات والحقائق، وذلك بدلالة تحريف مضمون الاتصال بعد دقائق من إتمامه، والذي كان بناءً على طلب قطر وطلبها للحوار مع الدول الأربع حول المطالب، ولأن هذا الأمر يثبت ان السلطة في قطر ليست جادة في الحوار ومستمرة بسياستها السابقة المرفوضة، فإن المملكة العربية السعودية تعلن تعطيل اي حوار او تواصل مع السلطة في قطر حتى يصدر منها تصريح واضح توضّح فيه موقفها بشكل علني، وأن تكون تصريحاتها بالعلن متطابقة مع ما تلتزم به، وتؤكّد المملكة ان تخبّط السياسة القطرية لا يُعزّز بناء الثقة المطلوبة للحوار»..
وكما قالت أول من أمس صحيفة «الرياض» السعودية فإن «الكذّاب لا يتوب»..
وبذلك نؤكد على ان «ديبلوماسية الخداع القطرية» إنهارت وأصبحت في المصيدة…