Site icon IMLebanon

الحكومة العتيدة… ومعركة الأَحجام

 

يمكن القول إنَّه اعتباراً من اليوم تبدأ المشاورات الجدية لتشكيل الحكومة، وإنَّ رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة المكلف قد يكونا وضعا سقفاً زمنياً للإنتهاء من إنضاج عملية التشكيل، وإنَّ رئيس مجلس النواب نبيه بري ليس بعيداً عن هذه الأجواء.

***

ما يُحتِّم الإسراع في عملية التشكيل أنَّه بعد عيد الفطر المبارك، فإنَّ معظم السياسيين قد يذهبون في إجازاتهم وهذا ما يجعل عملية التشكيل أكثر صعوبة، لأنَّه لا يجوز أن تتمَّ المشاورات عبر البحار وما بعد الحدود.

ثم أنه عند تشكيل الحكومة لا بدَّ من تشكيل لجنة لإعداد البيان الوزاري، وبعد إنجاز البيان الوزاري لا بدَّ من أن يُعيّن رئيس مجلس النواب جلسات مناقشة البيان وهذه المسألة قد تستغرق أكثر من يوم، ثم هناك انتخاب اللجان النيابية ورؤسائها.

***

في المحصِّلة هناك ورشة حكومية ونيابية يجب أن تبدأ، وهذه الورشة لا يمكن أن تنطلق إلا مع تشكيل الحكومة الجديدة التي ما زال الخلاف على أشده حول الأمور التالية:

الحقائب السيادية، والمعروف أنَّها ستكون من حصص:

رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة ورئيس مجلس النواب وكتلة لبنان القوي. إنَّ المناورة في هذا المجال لم تعد تُجدي، فرئيس الجمهورية متمسِّكٌ بوزارة الدفاع، ورئيس الحكومة متمسِّكٌ بوزارة الداخلية، والرئيس بري متمسِّكٌ بوزارة المالية، ورئيس كتلة لبنان القوي متمسِّكٌ بوزارة الخارجية.

 

***

لا خلاف على الحقائب السيادية إذاً، هنا الخلاف يبدأ عما بعد الحقائب السيادية، وتأتي في المقدمة الحقائب الخدماتية أو الأساسية ومنها الأشغال والإتصالات والصحة والتربية فكيف ستتوزَّع؟

معركة نائب رئيس الحكومة لم تُحسم بعد، فرئيس الجمهورية يريدها من حصته والقوات اللبنانية تريدها، لأنَّ نائب رئيس مجلس النواب كان من حصة كتلة لبنان القوي. إذا تراجعت القوات اللبنانية عن هذه الحصة فهل ستُعطى حقيبة في المقابل؟

وما هي الحقيبة التي ستأخذها في هذه الحالة؟

أكثر من ذلك، هل سترضى القوات اللبنانية بثلاث وزارات، كما يُعرض عليها، علماً أنَّ حجمها تضاعف؟

ما هي الحصة التي سيأخذها الوزير فرنجيه بعدما كبرت كتلة المردة إلى سبعة نواب؟

ما هي حصة النواب السنَّة العشرة من خارج سرب كتلة المستقبل؟

ماذا عن الوعود التي أُعطِيت لبعض السياسيين بأن يكونوا في الوزارة بدلاً من أن يكونوا في مجلس النواب؟

***

كثيرة هي الأسئلة المطروحة، وإذا شاء الرئيس المكلَّف الإجابة عن كلِّ هذه الأسئلة فإنَّ عملية التشكيل لن تكون نزهة، إلا إذا قرر المواجهة مع المعترضين، علماً أنَّ المواجهة ليست بالأمر السهل.

ثم هناك مَن بدأ يطرح استحداث وزارة التخطيط لتحلَّ محلَّ بعض المجالس، فهل سيرضى الرئيس المكلف بهذا الإستحداث؟

***

منذ العام 2005 وحتى اليوم، لم يكن تشكيل الحكومات نزهة، واليوم يبدو أنه لن يكون نزهة، في ظل تمسك كل فريق بحجمه ومن دون التنازل عن هذا الحجم.