باتت كل الإحتمالات والمفاجآت واردة على مستوى استقالة رئيس الحكومة سعد الحريري، حيث كثرت السيناريوهات في الساعات القليلة الماضية حول الإحتجاز من جهة والعودة من جهة أخرى، ولكن نائب في تيار «المستقبل»، وجد أنها كلها بعيدة عن الحقيقة وغير دقيقة، بدلالة أن الحريري قد كلّف أول من أمس النائب كاظم الخير التوجّه إلى أوستراليا في سياق الإعداد للإستحقاق الإنتخابي النيابي المقبل، والتواصل مع المغتربين اللبنانيين هناك. وفي هذا السياق، كشف النائب المستقبلي عن أن الأجواء لا تؤشّر إلى أي حلحلة قريبة رغم ما يتم تداوله عن عودة وشيكة لرئيس تيار «المستقبل» إلى بيروت. وأضاف أن المداولات الجارية في إطار «التيار الأزرق»، وضمن الحلقة الضيقة تحديداً، تركّز على إيجاد مخرج للأزمة القائمة، ولكن من دون أي جدوى حيث هناك استحالة للقيام بأي خطوة مهما كان نوعها إيجابية أو سلبية قبل عودة الحريري، وهو وحده الذي يمتلك كل المعلومات المحيطة باستقالته «التلفزيونية»، والتي بقيت من دون أي تفسير من قبله لأي طرف في لبنان.
وكشف النائب المستقبلي، أن كل ما يقال عن اتصالات تجري مع الحريري الموجود في الرياض من قبل شخصيات في لبنان غير دقيق، باعتبار أن رئيس الحكومة هو الذي يحدّد الخيارات والمخارج، مع العلم أن المعلومات المسرّبة من المملكة، تؤكد أن الساعات المقبلة ستحمل معطيات تؤدي إلى جلاء الصورة الضبابية، ولكن من دون الرجوع عن الإستقالة. وأعرب النائب نفسه، عن اعتقاده بأن الحريري سيقوم بزيارة خاطفة إلى بيروت يقوم خلالها بتقديم استقالته أولاً، وبعقد لقاءات مكثّفة مع قادة تيار «المستقبل» ثانياً، على أن يغادر مجدّداً إلى الرياض. لكنه اعتبر أنه من غير المستبعد لدى حصول الإستشارات النيابية أن يعاد تكليف الحريري بتشكيل الحكومة، ولكن وفق شروط جديدة، حيث أن هذا السيناريو هو الأكثر تداولاً في الكواليس اليوم.
وشبّه النائب المستقبلي نفسه، الفراغ في موقع رئاسة الحكومة إلى الفراغ الرئاسي الذي سجّل قبل انتخاب الرئيس ميشال عون، إذ هناك إشارات ومداولات للقاءات في دار الفتوى، بمعنى أنه لن تكون هناك أية ترشيحات خارج إطار هذه الدار، مؤكداً أن هذا الأمر منسّق مع الرياض، ولذلك، لم تسجّل، ولأول مرة في لبنان بعد استقالة رئيس حكومة، أن لا تظهر ترشيحات جدية لرئيس الحكومة العتيد، وذلك لأن الظروف هذه المرة مختلفة وتتخطى الإطار الداخلي، إلى ما هو أبعد من ذلك بكثير. واعتبر أن الفراغ في رئاسة الحكومة، هو عنوان المرحلة المقبلة، مرجّحاً استمرار الحكومة الحالية في تصريف الأعمال، إلا إذا نجحت الإتصالات الجارية على الصعيد الديبلوماسي بتغيير الأجواء المحيطة بهذه الإستقالة.
ووفق النائب نفسه، فإن الساعات الفاصلة عن نهاية الأسبوع الحالي، ستحمل تطوّرات دراماتيكية، وستبلور صورة الإستقالة وظروفها وحيثياتها، لافتاً إلى احتمال نشوء أزمة واصطفافات سياسية جديدة وشلل للمؤسّسات الدستورية، مع ما يعنيه ذلك من تداعيات على أكثر من مستوى. وخلص إلى أن خطوة الإستقالة ليست الأولى في السيناريو الإقليمي، محذّراً من خطوات أخرى، وأكد أنه لهذا السبب أدرك المسؤولون حجم المخاطر المحدقة بالبلد، وتفهّموا ظروف رئيس الحكومة، مدركين أن أي موقف تصعيدي سيدخل الساحة الداخلية في «معمعة» غير محسوبة النتائج.