IMLebanon

حزب الله يزيد هلع “إسرائيل”… هل “الكرياه” ضمن أهدافه؟ دائرة النار تتوسّع … وقلق من خروج الأحداث عن السيطرة! 

 

 

عجز “اسرائيلي” أمام سلاح المقاومة “الفتاك” :

المسيّرات حلقت على علو 4 امتار في نهاريا

 

عندما استفاض الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله في خطابه الاخير، في شرح طبيعة المواجهة الدائرة اليوم مع كيان الاحتلال والولايات المتحدة الاميركية، لم يكن مهتما باقناع بعض القوى السياسية اللبنانية “السطحية” او “المأجورة”، لكنه كان مهتما بشرح الاسباب الجوهرية لدخول حزب الله في المواجهة، وتحمله اثمانا باهظة، بعدما خسر خيرة قادته ومقاتليه.

 

والاهم انه اعلن الاستعداد لتحمل المزيد، في سبيل ان يكون احد الاطراف المؤثرين في رسم معالم المنطقة، بينما تنتظر دول كبرى وصغرى في الاقليم ملامح الخارطة السياسية، التي يتوقع أن ترسمها المواجهة بين محور المقاومة واميركا و”اسرائيل”. ولعل وصول الجنرال مايكل كوريلا قائد قيادة المنطقة الوسطى في الجيش الأميركي إلى “إسرائيل” لتنسيق الاستعدادات الدفاعية لصد الهجوم المخطط له، تزامنا مع وصول رئيس مجلس الأمن القومي الروسي سيرغي شويغو الى طهران، يشير بوضوح الى ان “اللعبة” باتت بين “الكبار”، في ظل تطورات مفتوحة على كافة الاحتمالات.

 

هذا في الاستراتيجيا، اما في التكتيك فان حالة الهذيان والهلع في “اسرائيل” قد بلغت ذروتها في ظل انعدام المعلومات حول طبيعة الرد، واذا كان رئيس حكومة العدو بنيامين نتانياهو قد اضطر امس الى دعوة “الاسرائيليين” الى الصبر والهدوء، بعدما ارهقهم انتظار الضربة العسكرية، فان كبار المحللين “الاسرائيلين” وصلوا الى استنتاج مثير للقلق حيال طبيعة الضربة، وازاء انعدام القدرة على اقناع حزب الله بتخفيف حجمها، حتى لو تجاوبت طهران مع الوساطات العربية والغربية لخفض مستوى ردها؟!

 

لكن ووفقا لمصادر ديبلوماسية، فان مصر والاردن وسلطنة عمان والسعودية خرجت خالية الوفاض من طهران، بعدما جندت واشنطن حلفائها لمحاولة خفض سقف الرد الايراني المفترض، وكان الجواب واضحا ان “ما كتب قد كتب”، و”اسرائيل” ستدفع الثمن، وهو ثمن تخشاه ايضا دول المنطقة غير المنضوية تحت “عباءة” محور المقاومة. فاعتماد الأردن على الولايات المتحدة جعله جزءاً لا يتجزأ من “حلقة النار” الإقليمية التي أقامتها واشنطن لصالح “إسرائيل”. ولكن الملك عبدالله الثاني سيكون محرجا لانه لن يستطيع ان يشرح لشعبه سبب الدفاع عن “إسرائيل” للمرة الثانية، خصوصا بعد اغتيال رئيس المكتب السياسي اسماعيل هنية. فيما لم تحصل المملكة على اي ضمانة اميركية بان لا يحصل “ترانسفير” جديد للفلسطينيين من الضفة الى الاردن، في ظل حكومة اليمين المتطرفة التي تعمل يوميا على تحويل الضفة منطقة غير قابلة للحياة، كما يحصل في قطاع غزة. وسيكون انهيار السلطة الفلسطينية “الطلقة الاولى” لبدء تنفيذ المشروع “الاسرائيلي”، وقد عبر عن هذه المخاوف صراحة وزير الخارجية الاردني ايمن الصفدي امام المسؤولين الايرانيين في طهران قبل يومين.

 

ولا تبدو السعودية بعيدة ايضا عن دائرة النار، على الرغم من تحسن علاقتها مع ايران بعد التوقيع على مذكرة التفاهم في الصين في آذار 2023. ولكن لا توجد ضمانة بان تبقى على الحياد، إذا ساهمت مرة جديدة في صد هجوم إيران المتعدد الساحات، لان تعاون السعودية مع الولايات المتحدة قد يجعلها هدفاً لهجمات انصار الله، ولهذا لا توجد ضمانة لاستثناء احد من المواجهة. ولم تنس المملكة تصريح الرئيس الاميركي السابق دونالد ترامب، الذي يطرق ابواب البيت الابيض من جديد، بعد هجوم انصار الله على منشآت النفط السعودية في 2019، حين قال “لم أتعهد للسعودية بالدفاع عنها.. كان هذا هجوماً على السعودية وليس علينا، ولكننا سنساعدها بالطبع”، اي عليها ان تدفع ثمن ذلك!.

 

وامام هذه المشهد الاقليمي المعقد، تبدو “اسرائيل” اكثر قلقا من رد فعل حزب الله، كما تشير صحيفة “هآرتس” التي تعتقد ان التهديد من لبنان أخطر من التهديد الإيراني، بسبب عدد الصواريخ التي يملكها حزب الله، ووجود عدد غير قليل من الصواريخ الدقيقة التي يحتفظ بها، والمسافة القصيرة نسبياً مع “إسرائيل”.

 

وفي هذا السياق، كشفت القناة الـ 13 في التلفزيون “الاسرائيلي”، عن تشديد الحراسة الشخصيّة على قادة الكيان من أمنيين وسياسيين، بعدما خرجت أحدى التقديرات من المؤسسة الأمنيّة تفيد، بان حزب الله يستعد لضرب “الكرياه”، وهو مجمع رئاسة هيئة الأركان العامّة في جيش الاحتلال، والواقع في مدينة “تل أبيب”، وهو ينقسم بين جزء شمالي عبارة عن قاعدة عسكرية، وجزء جنوبي ذات الطابع المدني، وتضم تلك المنطقة مقر حكومة الاحتلال بجانب القاعدة المركزية للجيش “معسكر رابين”، ووزارة الحرب وهيئة الأركان العامة، وغرفة العمليات، والقوات الجوية والبحرية.

 

وزادت حالة الذعر، مع اعلان الجنرال بالاحتياط تسفيكا حايموفيتش، قائد الدفاعات الجويّة “الإسرائيليّة” السابق، انه لا يوجد لدى “اسرائيل” أيّ حلّ لمُواجهة خطر المسيرات الفتاك، وقال “منذ تسعة أشهر ونحن نحاول ولكن دون جدوى، واشار إلى أنّ المسيّرات التي سقطت بالقرب من نهاريا امس الاول كانت على ارتفاع أربعة أمتارٍ فقط من رؤوس المواطنين؟!

 

اما القائد الأسبق لغرفة العمليات في جيش الاحتلال الجنرال في الاحتياط يسرائيل زيف لائحة فيرى ان مصدر الخطورة انه لا يوجد لدى “إسرائيل” أيّ إستراتيجيا واضحة، نتنياهو لا يصغي إلى المؤسّسة الأمنية، ويتصرف بطريقة انفعالية، ويتجاهل الإسقاطات والتدهور الذي قد يخرج عن السيطرة، وهو يعيش في أوهام سياسية بناها لنفسه، ولا يفهم خطورة الوضع. وهو يعتقد أن القوات الأميركية وصلت الى المنطقة بطلب منه، والعكس هو الصحيح إنهم يأتون إلى هنا لأنهم لا يثقون بنتنياهو مطلقاً، ولا يثقون بحساباته.

 

وفي الخلاصة، اذا كان الجميع لا يريد الحرب الكبرى، مع الكثير من الشك بنوايا “اسرائيل”، فان لا ضمانة بعدم اندلاعها، بحسب اوساط سياسية بارزة وصفت الصورة بالرمادية والمقلقة، وربما تميل الى السواد. ففي غياب قدرة واشنطن على التأثير في فترة الانتخابات، فان تهديد إيران وحزب الله وانصار الله بإغلاق الحساب مع “إسرائيل”، يقابلها ضغوط “اسرائيلية” على الجيش “الاسرائيلي” تدعو الى تنفيذ ضربة استباقية، والخطر الرئيسي قائم اذا استمرت جولة “اللكمات” تصاعديا، ما قد يؤدي الى اندلاع المواجهة الواسعة، بعد ان تراجع التعويل الاميركي على امكانية انزال نتنياهو عن شجرة التصعيد، اثر رفضه احراز اي تقدم في الصفقة في غزة.