بعد يوم “الأحد” ليس كما قبله فالمواجهة بين حزب الله واسرائيل دخلت المربع الأخطر مع إطلاق الحزب عشرات الصواريخ باتجاه حيفا والجليل الأعلى، ولأول مرة تصل صواريخ المقاومة الى العمق الاسرائيلي ويطبق التعامل بالمثل إصابة وتضرر منازل بالمقابل والرد بالمثل على الاستهدافات مع إضافة المزيد من المستوطنات وضمها الى لائحة التهجير.
ومع ان حزب الله اعتبر الهجوم الصاروخي على قاعدة رامات ديفيد التابعة لسلاح الجو الاسرائيلي والتي تعتبر من أهم ثلاث قواعد عسكرية بانه “رد أولي” فقط لكن هذا الهجوم حمل رسائل عديدة مبطنة بالعودة الى قواعد الاشتباك الأولى والتصرف كجبهة إسناد أولا والرسالة الأهم ان الحرب لن تحقق الهدف الاسرائيلي بعودة مستوطني الشمال.
بسرعة قياسية انتقل الحزب من مرحلة امتصاص الصدمات الى التصعيد والمعاملة بالمثل وتطبيق المعادلات التي حددها السيد حسن نصرالله فهجوم الأحد حمل رسالة الوفاء بالوعد الذي اطلقه نصرالله بالثأر والانتقام لمجزرة الأجهزة واغتيال قيادات الرضوان مع ان بيان الحزب لم يحصر الرد بهذا الهدف فقط.
حتى الساعة وعلى الرغم من الصدمات القاسية لم ينزلق الحزب الى حيث يسعى للعدو وتاتي الردود الدقيقة على الاعتداءات الثلاثة الأخيرة لمواقع عسكرية ومصانع في اطار الرد المدروس لإبقاء الأمور تحت السيطرة، فعملية الأحد أثبتت ان عمل المقاومة لم يتأثر بالضربات المؤلمة وبنيتها لا تنهار بسهولة وهذا ما ترجم في العمليات العسكرية التي أكملت روتينها اليومي بأضعاف على جبهة الجنوب واستتبعت بقصف قاعدة عسكرية تابعة لسلاح الجو الاسرائيلي تحوي مطار عسكري.
عملية واحدة زادت عدد المستوطنات غير الآمنة واثبت حزب الله انه قادر على ايلام العدو لكنه يتمهل الانجرار الى الحرب وتتقاطع مصادر سياسية على ان الحزب نجح بتخطي الصدمة ولم يذهب الى الردود الانفعالية وأبقى على استراتيجة الضربات المختارة بعناية ودقة والأهداف الخاصة مع تثبيت نظرية بداية الحرب بعدم السماح باعادة سكان المستوطنات الى منازلهم وبذلك يعمد لاستنزاف العدو وتشكيل ضغط على الحكومة الاسرائيلية.
يعتمد الحزب من بداية حرب المشاغلة والاسناد” الصبر الإستراتيجي” في التعاطي مع الجرائم لكن من المتوقع ان تبدأ ردات الفعل والمفاجآت التي وعد بها من دون ان يسقط معادلة” الإنتقام طبق يؤكل باردا” في الرد على الاغتيالات والاستهدافات.