Site icon IMLebanon

“التيار” والمواجهة مع “حزب الله”

 

دخل الاستحقاق الرئاسي مرحلةً ستشهد المزيد من التعقيدات على خلفية رفض «حزب الله» لأي مرشحٍ من قبل معارضيه الإنتخابيين لا سيما إذا كانت لهذا المرشح حظوظ جدية بالوصول إلى قصر بعبدا.

 

ومن أجل تفادي السقوط في هذه المعركة يُبقي «حزب الله» على حال الشغور قائماً في قصر بعبدا كي يشكل عامل ضغطٍ قوامه تصاعد الانهيار والتحلل في إدارات الدولة، ما قد يجعل معارضيه امام أمر واقع يجبرهم على التسليم بما يريده منعاً لسقوط الهيكل سريعاً على رؤوس الجميع، وهو في كل الحالات سيسقط مع استمرار نهج الحكم السابق.

 

وفي الوقت ذاته يعمل الثنائي الشيعي على استمالة نوابٍ من «التيار الوطني الحر» ولا سيما من منهم حاز على دعمٍ انتخابي فوصل بموجب الحواصل الانتخابية إلى البرلمان، على أساس أنّ التحالف بين «التيار الوطني الحر» و»حزب الله» تحالف متين وليس قابلاً للإهتزاز، فتبين أنّ تبني «الحزب» لرئيس «تيار المردة» سليمان فرنجية وضع هذا التحالف في خانة الاهتزاز المستمر ما يحول دون أن يكون قرار «الحزب» و»التيار» في آن واحدٍ على أرضية صلبة.

 

هذا الواقع الذي يفرضه «حزب الله» أدى ايضاً لإهتزاز في صفوف نواب «التيار» حيث أنّ العديد منهم لا يريد السير بتأييد الوزير السابق جهاد أزعور لأسباب متعددة، وأنّ البعض منهم قرر المواجهة مع رئيس «التيار» جبران باسيل تحت عنوان أنّ أزعور كان في عداد المنظومة وإلى جانب الرئيس فؤاد السنيورة، وأنّ «الإبراء المستحيل» يطاله أيضاً فكيف نقنع الرأي العام العوني بهذا التوجه؟

 

الردّ على هذا المنطق لم يأت من داخل «التيار» بل من قبل معارضيه الذين قالوا: «إن من استطاع أن يُقنع العونيين، قاعدة ومسؤولين، بشرعية وضرورة سلاح «حزب الله» ومن استطاع إقناعهم بالتحالف أكثر من مرة مع رئيس «تيار المستقبل» سعد الحريري الذي كان يتهم بالداعشية، فلن يصعب عليه إقناع نوابه بصوابية خيار جهاد أزعور».

 

ويقول أحد الفاعلين في صفوف المعارضة إنه «على عاتق «التيار الوطني الحر» تقع مسؤولية كبيرة في المواجهة السياسية مع «حزب الله»، لأنّ التحالف بينهم كانت له اليد الطولى في إيصال لبنان إلى ما وصل إليه، وطريق العودة من الجحيم هذا تستلزم التراجع عن مفاعيل هذا التحالف وعدم استخدامه من قبل البعض ذريعة لاستمرار تعطيل الانتخابات».