لا رئيس للجمهورية في المدى القريب مع تعليق جلسات الانتخاب التي ارتبطت بالحوار والتوافق او الحوار والانتخاب، اذ تراوح الحركة الداخلية مكانها سوى من مواقف، او لقاءات سياسية تتخذ الطابع الاجتماعي مع الصحن السياسي، كمثل العشاء في كليمنصو الذي اقامه النائب السابق وليد جنبلاط لرئيس “تيار المردة” سليمان فرنجية، الذي اعلن استمرار ترشحه للرئاسة الاولى، وسانده الرئيس نبيه بري بالتأكيد على ان المرشح الوحيد الظاهر هو فرنجية ولم يعد من مرشحين غيره، بعد انسحاب النائب ميشال معوض من السباق الرئاسي، وحل محله الوزير السابق جهاد ازعور، الذي بعد جلسة انتخاب 14 حزيران الماضي توقف التداول باسمه، ومَن رشحه تراجع عن طرحه له، وهو لم يظهر بانه ما زال مرشحاً، اذ تقاطعت مصالح كتل نيابية على ترشيحه، ومن ضمنها “كتلة لبنان القوي” برئاسة جبران باسيل، الذي يرفض ترشيح فرنجية وانتخابه، كما قائد الجيش العماد جوزاف عون الذي يلاقي تأييداً له في الداخل اللبناني وفي دول هي في موقع القرار.
وجاءت الحرب “الاسرائيلية” التدميرية على غزة والابادة الجماعية للشعب الفلسطيني لتتقدم على ملفات اخرى في لبنان والمنطقة حتى في العالم، ومنها الاستحقاق الرئاسي في لبنان، مع مضي حوالى 15 شهراً على الشغور في منصب رئيس الجمهورية، مما عطّل انتظام عمل المؤسسات الدستورية وفاقم الازمات الداخلية من مالية واقتصادية واجتماعية، اضافة الى النزوح السوري، واشتعال جبهة الجنوب منذ اكثر من مئة يوم بين حزب الله من جهة والعدو الاسرائيلي من جهة ثانية، وهي مستمرة الى ان تتوقف الحرب على غزة، وهو شرط اعلنه حزب الله الذي يخوض المواجهة العسكرية مع جيش العدو، بكثير من الدقة والحكمة والتعقل وعدم توسع المعارك، الا اذا اراد العدو مد الحرب الى بيروت والضاحية ومدن اخرى من لبنان، فعندئذ “فاهلا وسهلا ومرحبا بالحرب” كما اعلن الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله، الذي اكد في كلمته الاخيرة ان العدو اذا قرر الحرب الواسعة، فان المقاومة متأهبة، وهي اعدت العدة للمنازلة الكبرى، لكن العدو لن يجرؤ، لانه يعرف الثمن الذي سيدفعه اذا اغار على بيروت وحوّلها الى غزة، وفق ما اعلن قادة العدو العسكريون والسياسيون.
وتتحدث مصادر قيادية في المقاومة، بان الكيان الصهيوني سيشهد “زلزالاً نارياً”، لم يعرفه من قبل، بحيث ستسقط على “تل ابيب” ومراكز عسكرية ومرافق حيوية، آلاف الصواريخ المدمرة، وان ترسانة المقاومة كافية لان تدمر في الكيان الغاصب.
هذه الحرب المفتوحة في غزة والممتدة الى لبنان وساحات المقاومة الاخرى من اليمن الى العراق وسوريا وفلسطين، ودخلتها ايران بقصف مواقع للاستخبارات “الاسرائيلية” في اربيل العراق، فان رئاسة الجمهورية ليست باهمية الجبهات المفتوحة التي تتوسع يوماً بعد يوم، وباتت مباشرة مع الاميركيين في العراق واليمن، ومع “الاسرائيليين” في فلسطين ولبنان، واخيراً بين ايران و “اسرائيل” في اربيل، وهذا لا يترك للبنان ولا دول اخرى متابعة لملفه التفكير في رئاسة الجمهورية، وفق ما ينقل عن مسؤولين لبنانيين بارزين ومنهم الرئيس بري، الذي كان يفكر في اعادة تعويم مبادرته للحوار، الا انه لم ير ان الوقت مناسب لذلك، دون ان يمنع من انتخاب رئيس للجمهورية، الذي لم يحصل اي مرشح بعد على التوافق حوله، اضافة الى ان المبادرات الخارجية، لا سيما من اللجنة الخماسية معلقة ايضاً، في ضوء نتائج حرب غزة، اذ ان رئيس الجمهورية سيأتي في ضوء النتائج او الحلول التي سيفرضها الميدان العسكري، فاذا كان الانتصار للمقاومة ومحورها، فان رئيس الجمهورية سيكون نتاج ما سيحققه هذا المحور، والعكس صحيح.
من هنا، فان الكلام الرئاسي مؤجل، الى ما بعد حرب غزة ونتائجها، لان لبنان هو احدى جبهات المساندة التي يخوضها حزب الله في الجنوب دعماً لغزة، وهو لا يقبل ان يأتي رئيس للجمهورية ليس من خط المقاومة، وهو معلن واسمه سليمان فرنجية والذي ذكاه بري، وهو يطابق لمواصفات لما بعد حرب غزة.
فرئاسة الجمهورية، تفك ارتباطها بحرب غزة اذا تم التفاهم على مرشح لها لا يكون حيادياً في الحرب الوجودية مع العدو الصهيوني، ولا يغدر بالمقاومة او يسمح بترحيل فلسطينيين الى لبنان، وهذا المرشح لهذه المواصفات موجود واسمه سليمان فرنجية، الذي له لون سياسي ستفرضه حرب غزة وانتصار المقاومة فيها.