IMLebanon

تداعيات الاعدام ستنعكس على الملف الرئاسي

بعد الاعدام الذي نفذته المملكة العربية السعودية بسبعة واربعين مداناً بالارهاب، بينهم اشخاص مرتبطون بتنظيم «القاعدة» ورجل دين شيعي معارض للعائلة المالكة، هو نمر باقر النمر، بدأت تداعيات ما حصل بالظهور في بعض البلدان العربية وايران بصورة خاصة، بحيث اعتبرت طهران عبر المرشد الاعلى للجمهورية الاسلامية علي خامنئي، أن السعودية ستواجه انتقاماً الهياً بعد قيامها باعدام النمر، كما قام متظاهرون بمهاجمة مبنى السفارة السعودية في طهران واحرقوه، واحتجزوا 40 شخصاً كانوا في الداخل.

هذا في طهران، اما في لبنان فقد بدأت المخاوف من حصول فتنة سنيّة – شيعية، لانها باتت كالنار تحت الرماد، القابلة للاشتعال بسرعة البرق بسبب الطائفية المسيطرة على الوضع السياسي اللبناني، بحسب ما تنقل مصادر سياسية وسطية تبدي خوفها من حصول صراع في الشارع السنّي – الشيعي، خصوصاً في القرى المختلطة البقاعية، مشيرة الى ان اولى بوادر هذا الخوف، برز في مبنى السفارة السعودية في بيروت، التي اتخذت إجراءات أمنية مشددة ، بعد إعلان مسؤولين ايرانيين أن الرياض ستدفع ثمناً باهظاً جداً على أثر فعلتها بإعدام النمر، كاشفة أن مسؤولين امنيين طلبوا من الطاقم الدبلوماسي في السفارة بالبقاء داخل حرمها، تجنباً من حصول أي ردة فعل انتقامية، وبصورة خاصة الى السفير السعودي علي عواض العسيري، لان الرد الايراني قد يبدأ من لبنان بسبب وضعه الامني الهش.

ورأت هذه المصادر أن المخاوف تزداد من استهداف مصالح المملكة في لبنان، او بعض الشخصيات اللبنانية المحسوبة سياسياً عليها، لان تنفيذ الاعدام برجل دين معارض للعائلة الحاكمة غير مقبول بتاتاً، سائلة كيف ينتقد السعوديون النظام السوري وهم تخطوا بكثير ما يقوم به ضد من يعارضه؟، ولفتت الى ان المواقف الدولية ايضاً سارعت الى انتقاد ما حصل، وابدت قلقها من التداعيات التي ستنشأ عاجلاً ام آجلاً في بعض الدول العربية تخوفاً من اعمال ارهابية مذهبية، مذكّرة بأن الولايات المتحدة الاميركية اي الصديقة الابرز للسعودية، كانت في طليعة الدول المنتقدة لها، اذ دعت الرياض الى السماح بالتعبير عن الاحتجاج بطريقة سلمية، وباحترام وحماية حقوق الانسان.

ولفتت المصادر المذكورة الى ان إعدام الشيخ النمر كان خطأ كبيراً، خصوصاً في هذا التوقيت بالذات، لان المنطقة العربية تغلي وتمّر بمرحلة حساسة ودقيقة، وبالتالي فعملية اعدام رجل دين شيعي من شأنها تعميق الانقسامات بين المسلمين، معتبرة أنه كان من الاجدى لو وُضع الشيخ النمر في السجن، لكانت هذه الخطوة أهون الشرين، اما ان يُقتل بهذه الطريقة فهذا لا يجوز، داعية المرجعيات السياسية والدينية الاسلامية الى درس الموضوع جيدا،ً والعمل على إخماد الفتنة قبل فوات الاوان، وفي هذا الوقت بالذات أي قبل ان تتفاقم، والتصّدي منذ الان لأي عمل انتقامي وفي اي بلد عربي، لان الارتدادات السلبية ستقع على المنطقة ككل، وخصوصاً لبنان واولها في الملف الرئاسي، نظرا لحساسية الساحة اللبنانية وارتباطها بالتجاذبات الإقليمية، أي ان الملف عاد الى الوراء كثيراً منذ لحظة إعدام النمر، مع ان البوادر كانت تبشّر بمبادرة رئاسية جديدة مطلع العام، إلا ان ما حصل أبعد انفراجات الأزمة الداخلية اللبنانية الى أجل عير مسمى، وعلى الأقل لم تعد في المدى المنظور، لان فريق 8 آذار وتحديداً الاطراف الشيعية، لن تقبل من الان فصاعداً أي تسوية رئاسية آتية من السعودية مهما حصل.