شهد مخيّم عين الحلوة عملية فرار جماعية لعدد من المطلوبين الخطرين نحو سوريا، تردَّد أنّ بينهم بلال بدر ومرافقه، لكنّ المصادر الفلسطينية لم تؤكّد ذلك، مشيرةً الى فرار 3 فقط بينهم المسؤول العسكري لـ«جند الشام» الإرهابي هيثم الشعبي.
يتوالى فرارُ المطلوبين الخطرين من مخيم عين الحلوة نحو سوريا، وفي هذا الإطار تحدثت مصادر فلسطينية عن فرار كلّ من الشعبي «أبو مصعب»، ومحمد العارفي وأبو حذيفة طرابلسي نحو سوريا، ونفت مغادرة الإرهابي أسامة الشهابي المخيم، مؤكدةً وجود شكوك حول مغادرة بدر ومرافقه «الفولز»، في وقت تواصل فيه تسليم المطلوبين أنفسهم الى مخابرات الجيش، وفي هذا الإطار سلّم الفلسطيني وليد أحمد البلبيسي، مرافق الإرهابي الفار فضل شمندر الملقب بـ«فضل شاكر» نفسه الى مديرية المخابرات كونه مطلوباً لمشاركته ضمن مجموعة الإرهابي الموقوف أحمد الأسير في الإعتداء على وحدات الجيش اللبناني في معركة عبرا عام 2013، وللاشتباه في علاقته بمحاولة اغتيال أحد رجال الدين، وبوشر التحقيق معه بإشراف القضاء المختص.
وأوضحت المصادر الأمنية أنّ «الشعبي فرّ من المخيم بعد تزوير هويته وتغيير شكله الخارجي وحلق لحيته، وشوهد في اليوم الذي فرّ فيه خلال ساعات المساء وهو يؤدّي الصلاة في الجامع المقابل لحيّ التعمير».
الى ذلك، قال المسؤول السياسي لحركة «حماس» في لبنان الدكتور أحمد عبد الهادي عن ملف المطلوبين لـ«الجمهورية»، «إننا نسير في معالجته بناءً على مسارات عدة، لقد أنجزنا جزءاً كبيراً من الملف لدرجة أنّ القيادة الفلسطينية سلّمت أكثر من 100 مطلوب بالتفاهم مع الدولة اللبنانية».
وأشار الى أنّ «ملفّ المطلوبين من أصحاب المشكلات البسيطة أو المعقّدة سيسير في خلال الفترة المقبلة وبوتيرة أعلى ممّا هي عليه اليوم، خصوصاً إذا كان هناك تعامل إيجابي من الدولة اللبنانية مع مَن يسلّمون أنفسَهم، وهذا ما نراه، وهناك تفاهم بيننا وبين الدولة اللبنانية أمنيّاً وقضائيّاً على تسهيل ما أمكن في ترتيب ملفات المطلوبين وإنهائها».
وعن المطلوبين من خارج المخيم والموجودين على أرضه، قال عبد الهادي: «هناك جهود تُبذل، وفي مقدّمها ما تقوم به حركة «حماس»، وهناك ممارسة ضغط وتهديد على مَن هم مِن خارج المخيم والمطلوبين للدولة اللبنانية لكي لا يبقوا فيه»، موضحاً: «عندما تصل الأمور الى تجاوز الخطوط الحمر، فالفصائل والقيادات الفلسطينية تمارس التهديد والضغط على هؤلاء المطلوبين، وهناك ضغط هائل لعدم بقائهم في المخيّم وأثمر هذا الجهد إخراج الكثير منهم وتسليمهم للدولة اللبنانية، وهذا المسار مستمرّ ونحتاج الى بعض الوقت ليس للمماطلة وتنفيس الموضوع، بل للتعامل بحكمة مع هذه الملفات».
وأكّد عبد الهادي أنّ «وتيرة تسليم المطلوبين سترتفع، مشيراً الى أن نحو 40 مطلوباً من خارج المخيم هو العدد المقدّر لهم، وأنّ عدد المطلوبين من أبناء المخيم بات قليلاً جداً وجميع المطلوبين يصلون الى 100 مطلوب حالياً، والملف يسير بالطريق الصحيح وقد تلقّينا تهاني الأشقاء في لبنان أمنيّين وسياسيين، حيث قدّروا الجهد الفلسطيني في الأوقات الحرجة، فالفلسطيني بيّن خلال الأسابيع الماضية عن وعيه ورفضه لأن يُستخدم أمنياً ضدّ الجوار اللبناني، والجميع يتعامل لبنانياً مع هذا الملف من خلال الدعم والإسناد وتقديم كلّ التسهيلات لإنهائه، ونحن نعتبر أنفسنا مع اللبنانيين شركاء في إنجاز هذا الملف».