IMLebanon

تلاقي بنشعي ومعراب لا «يستفز» الرابية

عكست الممارسة الســياسية لكل من وزراء التيار الوطني الحر والقوات اللبنانية داخل حكومة الرئيس سعد الحريري الثانية حجم التــباين «الاســتراتيجي» بين الحزبين المسيحيين الكبيرين، لكنه لم يتطور الى حد الافتراق ووضــع حد لــتفاهم عمــره عام ونصــف العام. هكذا يصف قيادي كبير في «التيار الوطني الحر» العلاقة  بين الطرفين ويؤكد ان هذا التباين «طبيعي» وخصوصا في الملفات الــسياسية الداخلية كملف الكهرباء والنازحين وسلسلة الرتب والرواتب الى العلاقة مع حزب الله والنظر الى سلاح المقاومة. ويشير القيادي الى ان التباين في هذه الملفات يعود الى نظرة كل حزب الى الامور من منظاره وتطابقه مع مبادئه وخططه السياسية وربما شعاراته التي يرفعها كل منا ومدى تطابقها مع «مزاج» القاعدة الشعبية من المناصرين والمحازبين.

ويعتبر القيادي ان حـجم التناقض بين «اجندة» القـوات و«اجـندة» حـزب الله لم يمنع من ان نكون حليف الاثنين وان نسعى الى «جمعهما» في قضايا داخلية ووزارية ونيابية. ولا ينكر القيادي هنا وجود مساع «برتقـالية» لتهـدئة الخـطاب الاعلامي بين الطرفين التي تنجح حينا وتتعثر حينا آخر. على كل حال يضيف القيادي ان التواصل الطبيعي داخل المؤسسات وقائم بين وزراء ونواب الطرفين وتجمعنا معهما علاقة جيدة ولم تمنع التوترات والتناقضات بين الحزب والقوات من ابقاء العلاقة بينهما وبين التيار دافئة وجيدة.

العلاقة «المكهربة» والتي ظهرت اخيرا في ملف البواخر ومناقصات الكهرباء بشكل عام الى ملف النازحين والتنسيق مع سوريا، رفعت من «دوز التوتر» الكلامي والسياسي بين الطرفين ولم يظهر في العلن والاعلام الا «النذر اليسير» وبقي «الاعظم» مخفيا في المجالس الخاصة. حيث زار وزير الاعلام ملحم الرياشي وزير الخارجية والمغتربين رئيس التيار جبران باسيل والتقى الرجلان اكثر من مرة بعيدا من الاعلام لتهدئة التوتر والاتفاق على التنسيق في ملفي الكهرباء والنزوح واخيرا النقاش في ملف السلسلة وخصوصا لجهة مطالبة التيار بحقوق المتعاقدين مع امل وحزب الله، كما التقى رئيس لجنة المال والموازنة النائب ابراهيم كنعان الدكتور سمير جعجع لاستكمال البحث في هذه الملفات.  ويعلق القيادي البارز في التيار على هذه المعطيات بالقول ان هذه اللقاءات طبيعية وتحدث بشكل دوري وكلما دعت الحاجة الى  التشاور في الملفات الخلافية وهي ناتجة عن اختلاف رؤية كل طرف في هذه الملفات وكيفية مقاربتها وعرضها على الرأي العام والقواعد الشعبية.

التحضيرات الى الانتخابات الفرعية في ايلول المقبل وفي مناطق مسيحية صرف ككسروان وجزين وفي منــاطق يؤثر فيها الصوت المسيحي كعكار ولو على النــظام الاكثري، لا يراها القيادي «البرتقالي» تستدعي اية توترات بين الجانبين على اعتبار ان المعركة فرعية ووفق القانون الاكثري وقد تحسم لطرف منهما ومعروف ان التيار سيفوز بمقعدي كسروان وجزين ولا تعول القوات على معركة مع التيار عليهما. الامر الذي يعني ان العين على انتخابات ربيع العام 2018  وفق النظام النسبي حيث يفترض هذا النظام تحالفات «هجينة» وتفاهمات مناطقية مختلفة تماما عن التفاهمات والتحالفات السياسية القائمة وهي مرتبطة بالمصالح الانتخابية.

 وفي هذا الاطار يؤكد القيادي ان التقارب «المستجد» بين القوات والمردة «لا يستفز» العونيين ولا يعتبرونه موجها ضدهم فالوزير سليمان فرنجية معروفة ارتباطاته وعلاقاته بحزب الله وسوريا والدكتور سمير جعجع على طرف نقيض مع فرنجية واجندته مختلفة وعلاقاته الاقليمية والدولية ايضا، انما تقتضي المصالح المناطقية بهذا التقارب المحدود والمحصور ببعض الملفات الميدانية والخدماتية. ويشير القيادي الى ان العلاقة الان وبعد لقاء بعبدا «عادية» بين الرئيس ميشال عون والتيار الوطني الحر والوزير فرنجية والمردة وهادئة.

كما لم يستبعد ان تشهد تطورا نوعيا في الايام المقبلة عبر زيارة يقوم بها الوزير باسيل الى بنشعي فليس هناك ما يمنع هذه الزيارة.