IMLebanon

البلد بين أخبار صغيرة تتوالد لتتحوَّل إلى أزمات كبيرة

 

مجرَّد أخبار صغيرة بدأت تحلُّ محلَّ الأخبار الكبيرة لكنَّها تكبر ككرة الثلج ويُخشى أن تتسبب بأزمة لا تُحمَد عقباها.

فإذا كانت الأزمة السياسية تشغل طبقة من السياسيين، فإنَّ الأزمات الإقتصادية والإجتماعية، التي هي أخبار صغيرة بدأت تكبر لتشكل مخاطر حقيقية.

من هذه الأخبار:

باشر عدد من المصارف والمؤسسات المالية صرف عدد من الموظفين لديه، وقد تجاوز العدد المئتي موظف.

حددت وزارة الطاقة تسعيرة ال 5 أمبير عن شهر حزيران بمئة ألف ليرة، لكن الفاتورة جاءت 150 ألف ليرة بتواطؤ بين أصحاب المولدات وبعض رؤساء البلديات وبعضهم هم أصحاب المولدات أو شركاء لأصحاب المولدات، من دون أن تحرك وزارة الإقتصاد أو مصلحة حماية المستهلك ساكناً، وفي غياب لوزارة الداخلية، إلا إذا كانت البيانات الصحافية هي الإجراءات.

30 في المئة من اللبنانيين الذين كانوا يخططون للزواج هذا الصيف، أرجأوا المواعيد وألغوا حفلات الزفاف بعد قرار وقف القروض العقارية السكنية المدعومة من المؤسسة العامة للإسكان والتي تساهم في تخفيض نسبة الفوائد على القروض.

أساتذة أصبحوا خارج مدارسهم بعدما تخلت عنهم إداراتهم، وطلاب قد يصبحون خارج صفوفهم لأن أهلهم غير قادرين على تحمل الزيادات في الأقساط المدرسية.

***

هذه الأخبار الصغيرة لم تعد صغيرة، لأنَّها تكبر ككرة الثلج وتصيب شريحة واسعة من اللبنانيين ولا سيما جيل الشباب منهم، وهذه الأخبار تكبر وتتوسع لتشكِّل معاناة حقيقية سواء للأبناء أو للأهل، ما يجعل القول منطقياً إنَّ البلد دخل في أزمة مجتمع، فتصير الأزمة الحكومية خبراً صغيراً حيال ما يعانيه المواطن، لكن الأزمة الحقيقية أنَّ لا معالجات قبل معالجة الأزمة الحكومية. وقد بدأ المسؤولون يرفعون الصوت رويداً، ولكن مَن يكلِّمون؟

أليسوا هم المسؤولين؟

 

***

الرئيس نبيه بري يعتبر أنَّ البلد يسير على حافة الكارثة، والوضع الإقتصادي يزداد سوءاً، وصار أشبَه بقنبلة موقوتة، إن لم يتم تداركه سريعاً سيسقط، وانفجار هذه القنبلة سيكون مُكلفاً جداً.

السؤال:

هل يُقدِم رئيس السلطة التشريعية على تحريك مجلس النواب بالدعوة إلى جلسة عامة لانتخاب اللجان النيابية ثم لتحريك العمل التشريعي؟

وهل يُقدم على جلسة ثانية تكون للمناقشة العامة وتُنقل مباشرة وتضع الجميع أمام مسؤولياتهم؟

إذا دعا إلى جلسة انتخاب اللجان يكون قد نفَّذ ما أرجأه منذ خمسين يوماً، وإذا دعا إلى جلسة مناقشة، تكون سابقة في الحياة البرلمانية في لبنان، فهل يدخل البلد في هذا النفق، من ضمن الأنفاق التي هو فيها؟

التطورات في البلد مفتوحة على كل الإحتمالات.