IMLebanon

البلد يستحقُّ رئيس تفاهم

ماذا يحصل ويُعدُّ في الملعب الرئاسي الذي خلا تقريباً من اللاعبين؟ وماذا يُطبخ في الكواليس؟ وهل صحيح ما يُقال في “المجالس بالأمانات” من أن الفراغ لا يزال سيِّد الموقف.

تكاثرت الأسئلة الرئاسيَّة في الفترة الأخيرة. وتكاثرت التسريبات والإشاعات. وخصوصاً بعدما تبيَّن للمخضرمين والمقرَّبين أن ما في “النيّات” يختلف كلياً عما في التداول.

فالقابضون على “زمام” الحركة السياسيَّة والرئاسية بصورة شاملة لم تتغيَّر مواقفهم، ولم يطرأ أيَّ جديد أو أيّ تعديل على قرارهم “الأساسي”، والقاضي بالمحافظة على الفراغ.

عند هذه النقطة تحديداً يحلو للبعض أن يبقّ البحصة قائلاً: “طلعنا من المولد بلا حمص”، ورجع “الوضع الرئاسي” الى خانة الصفر كأن شيئاً لم يكن. بل كأن المبادرة التي قوبلت بالترحيب والتأييد والدعم من مختلف الفئات قد أرجئت الى أجل غير مسمّى، أو طويت صفحتها.

وقد جاءت تصريحات السيد ابرهيم أمين السيد، بعد زيارته البطريرك بشارة الراعي على رأس وفد من “حزب الله”، لتضيف تعقيدات جديدة تتناول مبادرة الحريري – فرنجيَّة إذ قال: “نحن متفقون في المقاربة المبدئيَّة للموضوع الرئاسي، لما لهذا الانتخاب من أهميَّة وتأثير”…

ولكن – وفي الأمر ولكن – أضاف في هذا السياق: “لكن هذه المبادرة التي تُسمّى مبادرة، أو التي سمّوها مبادرة، أولاً هي ليست فقط مسألة مبدئية، إنما تحمل قضايا تفصيليَّة.

ربما كانت هذه المقدمة، وعلى هذا النحو، ليصل السيِّد إلى بيت القصيد: “التزمنا مع الجنرال ميشال عون ترشيحه لرئاسة الجمهورية، فلا نستطيع أن نتحلَّل أمام أي معطيات جديدة، أو أمام أي مفترق سياسي جديد، وأن نتخلّى عن التزامنا”.

وبالطبع ثمة كلام آخر يؤكِّد تمسُّك “حزب الله” بكلمته للجنرال.

إنما في السياق الرئاسي أيضاً، ومن بكركي كان للوزير السابق جان عبيد حوار مع الـ”MTV” بعد زيارته البطريرك الراعي وعرضَ التطورات الراهنة، والتي لا يجوز أن يخلو منها الموضوع الرئيسي والأهم: الفراغ الرئاسي.

إلا أَن عبيد يلاقي هذا الموضوع المهم، وفي ضوء الحدة الموجودة التي تتطلّب تهدئة، من زاوية أشمل وأوضح. ومن منطلق “نحن من دعاة التفاهم”، وليضع يده على الجرح والنزف معاً: في بلد مثل لبنان لا رئيس من دون تهدئة وتفاهم. وتاريخ لبنان يتطلّب البحث عن الأفضل دائماً، ولكن عن الأكثر تعبيراً عن التوافق.

وانسجاماً مع نفسه ومع شعوره بالمسؤولية، يؤكد عبيد أنه من دعاة “أن يتم انتخاب الرئيس أمس لا اليوم”. يجب تفادي التأجيل. و”المبدأ يقول، وأنا معه، ان ملء الفراغ أفضل بكثير للبنان بغض النظر عن الشخص”.

في كل حال، البلد يستحق رئيس تفاهم بعد الذي حصل.