Site icon IMLebanon

البلد من أزمة إلى أزمة ومن تأجيل إلى تأجيل

 

 

كم من المرات استخدمنا في هذه الزاوية دعاء حمى الله لبنان؟

وكم مرة استخدمنا مطلب لنحافظ على لبنان؟

وكم من المرات وضعنا أيدينا على قلوبنا من جراء تطورات متسارعة ومن جراء تفلت الشارع؟

 

 

عصر أول من أمس الإثنين فعلنا ذلك، كما الكثير من اللبنانيين.

فلتَ الشارع من أقصى الجنوب إلى أقصى الشمال:

قطع طرقات، إحراق دواليب، تمزيق صور، نزع يافطات… هكذا فجأة لاحت صورة الحرب البشعة، وعاد اللبنانيون بالذاكرة إلى محطات كانوا يريدون أن ينسوها، لكن جاء مَن يذكرهم بها.

 

 

لكن الخطير اليوم أنَّ شبح الحرب يطل على اللبنانيين ليس كما كان يطل في السابق:

في السابق لم يكن الدَّين العام للدولة يتجاوز الثمانين مليار دولار.

 

 

 

في السابق لم تكن النفايات تملأ الشوارع والوديان ومجاري الأنهر وشاطئ البحر.

في السابق لم تكن الكهرباء على ما هي عليه من تعتير ومولدات، وأكثر من فاتورة للبيت الواحد أو للمؤسسة الواحدة.

اليوم يُصار إلى التلويح بالحرب، فيما كل لبناني يترتَّب عليه دَين منذ لحظة ولادته، أكثر من عشرين ألف دولار، وكلما تعثَّر الوضع أكثر كلما ازداد الوضع سوءاً.

 

 

المشكلة أنَّ الدولة بدأت تتعطل رويداً رويداً:

كان هناك اجتماع للمجلس الأعلى للدفاع قبل ظهر الإثنين فتم إلغاؤه، الحجة الظاهرة أنَّ هناك تحضيراً لزيارة الرئيس الألماني، لكن السبب الحقيقي، تحاشي المواجهة بين الوزيرين جبران باسيل وعلي حسن خليل. كانت هناك جلسة لمجلس الوزراء غداً، لكن وفق كل المعطيات فإنَّ هذه الجلسة طارت.

حين يتعطَّل المجلس الأعلى للدفاع، وحين يتعطَّل مجلس الوزراء، وحين يتعثَّر فتح دورة استثنائية لمجلس النواب، فأين يكون قد وصل البلد؟

هناك الكثير من الإستحقاقات الداهمة التي تستدعي أعلى درجات الإستقرار وليس أعلى درجات الإستنفار:

هناك مؤتمر باريس – 4 وهناك مؤتمر روما – 2، فأين ستصبح هذه المؤتمرات إذا ما بقي الوضع على ما هو عليه؟

كما أنَّ هناك استحقاقات تتعلق بالإنتخابات النيابية، فأين ستصبح هذه التحضيرات؟

وماذا سيكون عليه مصيرها؟

 

 

أكثر من ذلك، ماذا عن موازنة العام 2018 بعدما عادت نغمة الصرف على القاعدة الإثنتي عشرية؟

كان المطلوب أن تُنجز الموازنة قبل نهاية السنة الفائتة، لكنها لم تنجز لألف سبب وسبب، ثم كان التعويل على فتح دورة استثنائية حتى منتصف آذار المقبل، مرَّ الشهر الأول من المهلة المفترضة، وليس في الأفق ما يشير إلى أنَّ شهر شباط سيشهد فتح الدورة الإستثنائية، ما يعني أنَّ هذه الدورة أصبحت في خبر كان، وأنَّ موازنة العام 2018 سيكون مصيرها الصرف على القاعدة الإثنتي عشرية.

 

 

في المحصِّلة، البلد من تأجيل إلى تأجيل ومن أزمة إلى أزمة.