البلد ضائع في المجهول.
واللبنانيون في البلبلة يعيشون.
لبنان الى أين ؟
لا أحد عنده جواب شافٍ أو مريح.
اليوم، ثمة مجلس وزراء.
هل يطير التفاهم الوزاري؟
هل يسافر الرئيس سلام غداً الى لندن، مع الوزير المعارض الياس بوصعب؟
أم يذهيان معاً، ويعودان من عاصمة الضباب معارضين؟
البلد، المشغول بجلسة الثامن من شباط، أصبح شغله الشاغل، وضع الموظفين.
٨ آذار وضعت طموحاتها الرئاسية في اثنين من طموحاتها هما الجنرال والنائب.
وبين بنشعي والرابية تتطاير المفاجآت.
ولا أحد منهما سيغط في بعبدا، وإن كانت مكاناً للطموحات.
ومرتعاً للأحلام.
كان الرئيس سليمان فرنجيه يردد في العام ١٩٧٤ لرؤساء تحرير الواشنطن بوست ونيويورك تايمس والواشنطن تايمس: ان لبنان بلد صغير، لكنه كبير في طموحات أبنائه والمواقف.
هل صحيح أنه بعد قرابة نصف قرن، لا يعرف أحد فيه، من هو المرشح للحكم في بعبدا، ومن يستحق الوظائف فيه والمراكز؟
لماذا تتهاوى سمعة الوطن الكبير في طموحاته الى وطن صغير في أحلامه؟
في ذلك اليوم قال السفير سهيل شماس، وهو يقدم رئيس لبنان الى أكبر صحافيي العالم، انكم ستكونون في حوار صعب مع رئيس يهوى المصاعب ولا يتزحزح عن موقف لبناني.
***
في اليوم التالي، اتصل الرئيس شارل حلو بالقنصلية اللبنانية، بالرئيس فرنجيه وهنأه على حديثه باسمه وباسم الرؤساء عبدالله اليافي وصائب سلام ورشيد كرامي.
وأردف: باسمهم جميعاً نتبنى أقوالكم، وإن كان بعضهم لا يتفق معكم على ما اتخذتموه من مواقف في لبنان.
٨ آذار تختلف على مرشحين من صلبها ومن أقطابها هما العماد عون والنائب سليمان فرنجيه.
و١٤ آذار تترك الترشح للرئاسة الأولى للثامن منه.
والإثنان يلملمان تبايناتهما تجاه الحلم الكبير الذي يدغدغ عقولهما، أمام الخلاف الصغير.
والاستحقاق الرئاسي شاغل العقول، في بكركي والرابية ومعراب وبعبدا الخاوية من أي حلم.
أما المواقع الحكومية، فهي عرضة للتناتش بين أركان الحكم، وأركان الادارة.
لماذا يعمد الوزراء الى خطف هذه المديرية العامة من طائفة الى أخرى؟
هل حلت حرب الطوائف داخل هذا الفريق، الى حرب أخرى بين طائفة وطائفة؟
هذه مؤامرة على الوطن، لا على الطوائف.
وعندما يزول التنوع من لبنان، يصبح هذا البلد، وطن التحجر، لا بلد الطموحات. –