إثنان وتسعون بنداً على جدول أعمال مجلس الوزراء اليوم في قصر بعبدا، ولأنَّ الجلسةَ برئاسة رئيس الجمهورية، فإنَّ بإمكانه طرح أي بند من خارج جدول الأعمال، أي أنَّها قد تتجاوز الإثنين والتسعين، فماذا في هذه البنود؟
وماذا تعكس؟
على الجدول تسعة بنود لسفر وفود وبعثات إلى الخارج ولن ندخل في الموازنات لهذه الأسفار.
وفيه أيضاً ثلاثة بنود عن قبول هبات.
وفيه تسعة عشر بنداً للصرف على القاعدة الإثنتي عشرية.
وفيه ستة وعشرون بنداً تحت عنوان جامعات، حيث تتركز المطالب على استحداث كلياتٍ ومعاهد في أكثر من جامعة وعلى تغيير تسميات لكليات.
أما البند الأول من جدول الأعمال فيتضمَّن عرض وزيري الطاقة والمال موضوع انتاج الكهرباء من طاقة الرياح.
بهذا المعنى، يبدو جدول الأعمال عادياً خالياً من البنود الدسمة، على رغم أنَّ القضايا الدسمة تعج بها البلد:
من قضية النازحين السوريين، إلى قضية تلوث البحر، إلى قضية النفايات المستفحلة، فهل أصبح مجلس الوزراء مكاناً للقضايا الروتينية فقط، فيما القضايا المهمة تُبحَث خارج مجلس الوزراء.
الواقع إنَّ الأمر ليس هكذا، فجلسات مجلس الوزراء هي الإجتماعات الفاصلة بين لقاءات تشاورية باتت شبه يومية، فإما تشاور في قصر بعبدا وإما تشاور في القصر الحكومي أو في بيت الوسط وإما تشاور في مجلس النواب أو في عين التينة.
البلد مفتوحٌ على مشاورات وتفاهمات وحوارات، ومنسوب الإيجابية فيه أعلى من منسوب السلبيات على رغم أنَّ المنطقة المحيطة بلبنان تتكاثر فيها حرائق الحروب ولا شيء في الأفق يشير إلى إمكان إنحسارها.
جلسات مجلس الوزراء ستُتابع وستكون فيها البنود الدسمة على التوالي، خصوصاً انها ستواكب الجلسة النيابية العامة التي يتوقَّع أنْ تنعقد الأسبوع المقبل، وستكون جلسة حامية لأنها ستقارب أرقام سلسلة الرتب والرواتب، كما أرقام الموازنة العامة إذا أُنجزت في لجنة المال والموازنة النيابية. ولكن ماذا بعد ذلك؟
وما هي المشاريع التي ستعكف الحكومة على دراستها؟
في أي حال، فإنَّ كل محاولات إعطاء الصورة السلبية عن البلد سيكون مصيرُها الفشل، لقد سها عن بال كثيرين ان في البلد اليوم ما يفوق المئة وخمسين مهرجاناً أي بمعدل مهرجانين في اليوم الواحد خلال أسابيع فصل الصيف، ويعود الشكر إلى ديناميكية وزير السياحة أفاديس كيدانيان. هذا الرقم القياسي الذي يبشر بالخير الكثير والكبير، هو الذي يعطي صورة مشرقة عن البلد وعن أهله الطيبين.
إنها ثلاثيةُ العمل التنفيذي والعمل التشريعي واشتعالُ موسم الصيف بالمهرجانات، فهل من بلدٍ حيوي أكثر من هذا البلد؟
قد لا نكون بلداً مثالياً بكل معنى الكلمة، لكننا على الأقل بلدٌ يرفع الرأس ويحافظ على مناعته، على رغم التصدعات في المنطقة.